صعّدت بغداد أمس حملتها على الكويت، والتي بدأتها في الذكرى العاشرة للغزو العراقي، وهددت صحيفة "بابل" المملوكة لعدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين، ب"تلقين الكويت درساً اضافياً"، مشيرة إلى أن "قدر العراقيين اعطاء مثل هذه الدروس للآخرين". ولوحت بمعاودة النظر في اعتراف العراق بترسيم الحدود مع الكويت، والذي ضمنه مجلس الأمن. وكان قصي النجل الثاني للرئيس العراقي اعتبر قبل أيام غزو الكويت "انجازاً تاريخياً". وكتبت "بابل" التي واظبت منذ 2 آب اغسطس على نشر مقالات حفلت بنبرة تهديدية: "ان الذي يجب ان يضعه حكام الكويت نصب أعينهم إن كانت لهم عيون وعقول، اننا لا ننسى من يسيء إلينا ... لسنا الشعب الذي يمكن أن يؤكل لحم اكتافه ويبقى متفرجاً". وتحمّل بغدادالكويت مسؤولية استمرار فرض الحظر الدولي على العراق، وتنفي وجود أسرى كويتيين في هذا البلد. واللافت عودة صحيفة عدي إلى تجديد مقولة ان للعراق "حقوقاً مشروعة على الأرض والمنافذ المائية"، على رغم قرارات مجلس الأمن، في إشارة إلى قرار يضمن حدود الكويت، وافق عليه العراق عام 1994 واقتطع جزءاً من ميناء "أم قصر". ولوحت الصحيفة بأن العراق قد يعاود النظر في هذه القرارات "بما يتناسب مع مصالحه الوطنية والقومية، وبالذات عندما يمتلك قيادة عظيمة وجيشاً باسلاً أغر مجرباً مدرباً، يضع نصب عينيه العراق أرضاً وشعباً وسيادة". إلى ذلك، بثت "وكالة الأنباء العراقية" ان الرئيس صدام حسين سيلقي اليوم خطاباً في الذكرة الثانية عشرة لانتهاء الحرب مع إيران 1980 - 1988، وكان صدام شن في مثل هذا اليوم العام الماضي هجوماً حاداً على طهران وحمّلها مسؤولية ابقاء التوتر بين البلدين. وتعد مشكلة أسرى الحرب واحداً من الملفات التي تعرقل التطبيع بين البلدين، وكذلك ايواء كل منهما تنظيمات معارضة للنظام الآخر. واتهمت بغدادإيران أخيراً بالوقوف خلف عمليات استهدفت "زعزعة الأمن" فيها وفي عدد من المحافظاتالعراقية، وآخرها عملية طاولت عضو القيادة القطرية لحزب البعث عبدالباقي عبدالكريم السعدون، والقيت خلالها قنبلة أوقعت عدداً من القتلى والجرحى من المسؤولين البعثيين.