أثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس صدام حسين أول من أمس جدلاً مع ايران التي اتهمته بأنه "يفتقر الى المنطق"، فيما اتهمت بغدادطهران بالتنسيق مع "الاميركيين والصهاينة" و"التدخل في شمال العراق". طهران، بغداد - رويترز، أ ف ب - وصفت الصحف الايرانية الصادرة امس الرئيس العراقي صدام حسين بأنه "يفتقر الى المنطق" بعد ان اتهم طهران ببدء الحرب التي استمرت في الفترة بين العامين 1980 و1988. ونفت طهران اتهام صدام لها بتعذيب أسرى الحرب العراقيين. ونقل عن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قوله: "للاسف فإن الرئيس العراقي غير مستعد للتخلي عن سلوكه الذي يفتقر الى المنطق في علاقاته مع الدول الأخرى على رغم الخبرات المريرة التي سببها سلوكه التهديدي تجاه جيران العراق". ونقلت عنه الصحف الايرانية قوله ايضاً ان صدام حسين "مسؤول عن حربين مدمرتين في المنطقة وهذا مسجل في الوثائق الدولية". وكان صدام اتهم ايران ببدء الحرب التي قتل خلالها نحو مليون شخص أثناء كلمة ألقاها الأحد في الذكرى الحادية عشرة لانتهاء حرب الثماني سنوات بين البلدين. واتهم الرئيس العراقيطهران بتعذيب آلاف الأسرى العراقيين الذين لا تزال ايران تحتجزهم، ووبخ ايران لرفضها اعادة عشرات من الطائرات العراقية التي نقلتها القيادة العراقية الى ايران في بداية حرب الخليج في 1991. ونفى آصفي اساءة بلاده معاملة الأسرى العراقيين في ايران. وقال: "ايران تتبع اتجاهاً انسانياً إزاء الأسرى، إلا ان العراق لا يزال يرفض كشف معلومات عن مصير آلاف من الأسرى الايرانيين في العراق". ولا يزال مصير هؤلاء بين الأمور الشائكة التي تقف حائلاً دون تحسن العلاقات بين البلدين. ويقول العراق ان ايران لا تزال تحتجز 13 ألف جندي عراقي ظل بعضهم يرزح في سجون ايران أكثر من 15 عاماً، فيما تؤكد ايران ان آلافاً من جنودها لا يزالون قيد الأسر في العراق. في مقابل ذلك، اعتبرت صحيفة "بابل" التي يشرف على ادارتها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي أمس انه "بعد أحد عشر عاماً على انتهاء الحرب العراقية - الايرانية فإن حكام ايران، وللأسف، لم يستفيدوا من دروس الحرب بما يمكنهم من مد يد الخير والصداقة والسلام الى العراق". وأضافت: "ظلت السياسة الايرانية تجاه العراق محكومة بعقد الماضي ولم يتجاوزوا شعاراتهم ودعاويهم العدائية على رغم النيات الحسنة التي أبداها العراق تجاه التعامل مع ايران بعد انتهاء الحرب، والمبادرات الكثيرة التي يمكن ان تشكل قاعدة في اقامة علاقات حسن الجوار، وعلى رغم اعلان العراق أكثر من مرة عن النية في طي صفحة الماضي الا ان الوقائع والاحداث تثبت ان حكام طهران لا يزالون بعيدين عن هذا المنحى". وتساءلت الصحيفة: "ما معنى ان يظلوا محتفظين بآلاف الاسرى العراقيين لديهم من دون وجه حق في الوقت الذي اطلق فيه العراق معظم الاسرى الايرانيين؟ ولماذا لم يوفوا العهد في ارجاع الامانات الى أهلها فاحتفظوا بالطائرات العراقية التي أودعناها لديهم أمانة؟". وتابعت الصحيفة مكررة الاتهامات التي أعلنها الرئيس العراقي: "هل كنا مخطئين في تشخيص من افترضنا فيهم الامانة وحفظ الوديعة؟ ثم ماذا عن مشاركتهم في الحصار، وتنسيقهم مع الاميركيين والصهاينة، وتدخلهم في شمال العراق، ووضع العراقيل أمام الزوار الايرانيين للعتبات المقدسة في العراق، وقيامهم بين فترة وأخرى بغارات عدوانية داخل العمق العراقي؟".