القدس المحتلة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - كان امس يوماً اسود بالنسبة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبدرجة اقل الى مرشح حزب "الوسط" لرئاسة الحكومة وزير الدفاع السابق اسحق موردخاي. اذ دلّت ثلاثة استطلاعات للرأي على ان المرشح العمالي ايهود باراك سيحقق انتصاراً واضحاً على نتانياهو في الانتخابات الاسرائيلية في 17 ايار مايو الجاري، وهو يحتل موقعاً افضل من موردخاي لانتزاع الفوز في حال جعلته الدورة الثانية في مواجهة مع زعيم ليكود على منصب رئيس الوزراء. وكرر باراك في حديث الى وكالة "رويترز" مواقفه المعروفة من التسوية مع العرب مؤكداً رغبته في الانسحاب من لبنان خلال سنة تلي توليه المنصب، رافضاً الالتزام بمهلة 12 شهراً للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على قضايا الوضع النهائي، وهي المهلة التي اقترحتها الادارة الاميركية. وشنّ حملة قاسية على نتانياهو معتبراً انه "لو كان ممكناً اقرار السلام على الشاشات او التغلب على التخويف بالتلفيق لكان لدينا رئيس وزراء مثالي، ولما احتجنا الى تغييره". واظهر استطلاع لمعهد "داهاف" نشرت نتائجه امس "يديعوت احرونوت" ان باراك سيحصل في الدورة الثانية على 50 في المئة من الاصوات مقابل 42 في المئة لنتانياهو في حين ان موردخاي، لو بقي حتى الدورة الثانية، سيحصل على 46 في المئة فقط في مقابل 42 في المئة لرئيس الوزراء الحالي، وحصل موردخاي على نسبة 7 في المئة فقط من الاصوات في المرحلة الاولى في مقابل 42 في المئة لباراك و37 في المئة لنتانياهو 4 في المئة لعزمي بشارة و3 في المئة لبيني بيغن وكانت نتائج باراك افضل في استطلاع معهد غالوب لحساب "معاريف" في مقابل ال50 في المئة التي يحصل عليها في الدورة الثانية يحصل رئيس الوزراء على 38 في المئة. صحيفة "جيروزاليم بوست" نشرت استطلاعاً يشير الى حصول باراك على 49 في المئة مقابل 43.5 في المئة لنتانياهو، ويعني ذلك، مع احتساب نسب الخطأ المتفاوتة ان تقدم باراك قبل تسعة ايام من اقتراع الدورة الاولى شبه اكيد وان الانهيار مستمر في مواقع موردخاي مما يعزز الاصوات داخل حزبه التي تطالبه بالانسحاب لباراك ونقل المعركة برمتها الى الدورة الاولى. وربما كان تفسير تقدم باراك انه احتفظ بالاصوات اليسارية التقليدية وسعى عبر استخدام "لغة اليمين" الى كسب مؤيدين جدد. واكد في حديثه الى "رويترز" انه مصرّ على ابقاء "القدس والتجمعات الكبيرة للمستوطنات اليهودية في الضفة والقطاع تحت السيادة الاسرائيلية". ولم يستبعد اقامة دولة فلسطينية "نتيجة للمفاوضات" لكنه شدد على انه "أياً يكن شكل الكيان - الذي ستسفر عنه المفاوضات - يجب ان يكون منزوع السلاح… وألا يهدد اسرائيل او ينتهك الاتفاق الذي تم التوصل اليه". واعرب المرشح العمالي عن ثقته بايجاد صيغة تسمح باستئناف المفاوضات مع سورية وتعهد العمل على الانسحاب من لبنان خلال سنة من تشكيل الحكومة. وهاجم نتانياهو قائلاً: "اننا نحتاج لما هو اكثر من الفصاحة والاطباء الدجالين". وجدد عزمه طرح اي اتفاق يتم التوصل اليه مع الفلسطينيين على استفتاء عام. ويحاول باراك نفي الصورة التي يقدمها عنه نتانياهو بأنه سيضاعف في حال انتخابه "التنازلات" للعرب خصوصاً في قضية القدس. ومن مهرجان انتخابي الى آخر، يكرر باراك المبادئ الاربعة التي تشبه تلك التي يدافع عنها "خصمه" منذ وصوله الى السلطة في 1996، ويقول: "اولاً، القدس يجب ان تبقى للابد مدينة موحدة تحت سيادتنا. ثانياً، من المستبعد كلياً اعادة اللاجئين الفلسطينيين الى حدود ما قبل حزيران يونيو 1967. ثالثاً، لا يمكن ان تكون هناك قوات مسلحة فلسطينية الى الغرب من نهر الاردن، ورابعاً يجب ان تبقى غالبية المستوطنات في يهودا والسامرا في أيدينا".