كلود سوتيه، المخرج الفرنسي الذي رحل عن عالمنا قبل أيام كان، كما وصفته صحيفة "لوموند"، واحداً من أبرع الذين صوروا العواطف في السينما الفرنسية، وإن كان دائماً مقلاً، وعرف مجده الأكبر خلال السبعينات. كان كلود سوتيه المعروف بأنه الأكثر هدوءاً وحرفية بين أبناء جيله، من مواليد العام 1924، في الضاحية الباريسية، وهو بدأ عمله مخرجاً عام 1950، وكان لا يزال في السادسة والعشرين من عمره، حيث حقق فيلماً قصيراً عنوانه "لن نذهب الى الغابات"، وهو من ذلك الحين وحتى فيلمه الأخير "نيللي والسيد آرنو" 1995 ظل محافظاً على مكانة رصينة في الحياة السينمائية الفرنسية مكنته من أن يحقق 14 فيلماً طويلاً خلال أربعة عقود كان أبرزها "السلاح يساراً" 1964، "أشياء الحياة" 1969، "سيزار وروزالي" 1972 - والأخيران أشهر فيلمين له - ثم "فنسان، فرانسوا، بول والآخرون" 1974 الذي شهد انطلاقة جيرار ديبارديو في أدوار البطولة، ثم "مادو" 1976 و"حكاية بسيطة" 1978 و"يا ولد!" 1983 و"قلب في الشتاء" 1992. وأسهم كلود سوتيه أيضاً في كتابة عدد من الأفلام للمخرجين من أصدقائه مثل مارسيل أوفولس وجاك ديراي وآلان كافالييه، وخصوصاً جان - بول رابنو، الذي كتب عنه يوم رحيله: "علمني كلود سوتيه أهمية البعد الدرامي الخفي في العمل، هذا البعد الذي يجعل الدراما أشبه شيء بحبل مخبوء وممدود تحت سطح النص، خيط درامي يسير في هدوء وعمق مع بعض لحظات انفجارية، لعل خير رمز لها لحظات الغضب التي عبر عنها ميشال بيكولي في "أشياء الحياة"... كانت مثل تلك اللحظات من الأمور التي اعتادها كلود...".