سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتقد الحزب القومي "المنغلق" ورأى ان اميركا تعيد حساباتها . جنبلاط يدعو لحود الى التعايش مع نتائج الانتخابات ويحمّل خطاب القسم مسؤولية الوصول الى "هذا الانفجار"
دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط السلطة اللبنانية الى "التعايش مع نتائج الانتخابات النيابية التي أجريت حتى الآن في جبل لبنان والشمال، وحقق فيها اكتساحاً كبيراً في منطقة الشوف وعاليه وبعبدا". ووصف خطاب القسم بأنه "خطاب تهديد أوصل في النهاية الى هذا الانفجار". وقال في مؤتمر صحافي عقده في منزله في بيروت: "ان السلطة لم تكن قط حيادية في الانتخابات لكن هذا القهر المتزايد والاعلام الغبي وكل التحديات التي عشناها منذ سنتين مذ بدأ عهد الرئيس لحود، ونحن نعيش في تحديات مستمرة، ملاحقات واتهامات، خطاب القسم خطاب التهديد، أوصل في النهاية الى هذا الانفجار". وأضاف: "ان خطاب القسم يعني كأنه: سأريكم ايها السياسيون، انتم طبقة فاسدة. غير موجودة وأنا الوحيد النظيف". وأكد أن الانتخابات "أفرزت واقعاً جديداً". وقال: "خسر الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران الانتخابات وتعايش مع جاك شيراك، وشيراك خسر الانتخابات وتعايش مع ليونيل جوسبان، عليك ان تتعايش مع حقائق جديدة هذه هي الانتخابات". ونفى ان تحصل اي صفقة مع لحود. وسئل هل هو اليوم أقوى مما كان قبل الانتخابات وهل يكون التعايش من موقع القوي؟ أجاب: "كيف سيكون من موقع القوي؟ هو رئيس الجمهورية، ولاحقاً هناك حكومة ستشكل وفي ضوء هذا الأمر ستتبدل معطيات". وقال: "الكرة الآن في ملعب السلطة التي عليها ان تتعايش مع تلك النتائج، أي تغيير نهج كامل في الحكم ابتداء من التعاطي مع الحقائق الموضوعية، ومع القوى الفاعلة الحية في الشارع اللبناني". وهل يمكن نجاحه ان يؤسس لهذا التغيير؟ قال: "ليس نجاحي، بل نجاح وتضافر بين القوى الفاعلة الحية الديموقراطية خلقا هذا التيار الهائل. فهل تستطيع السلطة التغاضي عن هذا الأمر؟ أم انها تتعايش وتلبي طموحات الشعب اللبناني في الحرية والديموقراطية وازالة كل شوائب أو كل مظاهر القمع؟". وقال: "لا بد للرئيس لحود من ان يتعايش مع الحال الجديدة. ثمة معارضة حاول الغاءها واليوم اثبتت المعارضة قوتها، ولاحقاً وحتماً في بيروت مع الاختراقات الموجودة، على رغم كل شيء، على رغم المحادل، حسناً، هذا النائب المنتخب مصباح الأحدب في الشمال والنائب المنتخب احمد فتفت، و"سكور" ممتاز لالمرشح سمير فرنجية، اذاً، يوجد رفض لواقع معين ولا بد للرئيس لحود من ان يتعايش معه وان يأخذ العبر". وعن قول مصادر رئيس الحكومة الحص ان فوزه ليس كاملاً لأن النائب المنتخب محمد الحجار في الاقليم مرشح للرئيس الحريري، قال: "لا اتحدث عن نفسي. قلت: هناك صوت وطني لبناني ديموقراطي حر، من الجماعة الاسلامية الى الكتائب الى الاحرار الى كارلوس اده الى أمين الجميّل، الى الحزب الشيوعي، الى كل صوت أسهم في المعركة الانتخابية. فلست اتحدث عن نفسي، هناك مجموعة عوامل صبت في اتجاه رفض الواقع". واعتبر "ان أول مهمة يستطيع الرئيس لحود ان يقوم بها منذ هذه اللحظة تحييد الأجهزة وإلغاء دورها في الحياة المدنية ومنعها من الاتصال بالمدنيين. فلا يجوز لهذا السياسي ان يكون مرجعه ضابطاً هنا أو ضابطاً هناك، ممنوع هذا الشيء. لمهمات أمن داخلي هناك وزير داخلية، طبعاً غير هذا ميشال المر، وللأمور العدلية هناك وزير عدل، أما الاتصال بضابط هنا وضابط هناك فأمر ممنوع، ولا يحصل في بلاد العالم، الا في ما يسمى بجمهورية الموز". وأكد دعمه للرئيس الحريري قائلاً: "في الاستشارات سنسميه طبعاً. فنحن متحالفون من "تيار المستقبل" الى "الجماعة الاسلامية" مروراً بالعونيين والكتائب الى سمير فرنجية ونائلة معوض". وحين سئل: الا بديل من الحريري؟ قال: "انا متحالف مع الحريري في ما يتعلق بالحكومة تحت شعار الديموقراطية والحريات والانماء المتوازن وتحييد الأجهزة أو الغائها". ولفت الى انه سيحدد في لقاء تلفزيوني غداً الخميس طبيعة علاقته مع سورية. وأكد "ان الطريق طويل وشاق يبدأ بتغيير قانون الانتخابات وصولاً الى حكومة متجانسة ثم معالجة الوضع الاقتصادي الذي هو احد أسباب هذا الانفجار وهو نتيجة لوعود الحكومة الكاذبة بخفض العجز وما يسمى بالتقشف، وقد اوصلتنا الى عكس هذه الوعود". وطلب من محازبيه ومناصريه في "جبهة النضال الوطني" وقف كل مظاهر الابتهاج، مشيراً الى انه "لن يستقبل الوفود الشعبية في المختارة ايام الجمعة والسبت والأحد لأنها قد تولد مجالاً للتحدي". وقال: "إن علم الحزب التقدمي الاشتراكي يجب الا يكون تحدياً أو مناسبة لاستفزاز أحد. قد نحتفل يوماً بمهرجان كبير هو مهرجان الديموقراطية والحرية في مكان ما في لبنان". ودعا الى "احترام الرأي الآخر اياً يكن"، شاكراً "القوى التي اسهمت في انتصار الديموقراطيين وهي متعددة من اليمين الى اليسار إلى المسيحيين والاسلاميين". وطالب محازبيه "عند المرور على حواجز الجيش اللبناني والجيش السوري ان يتعاملوا معها بكل شفافية لأنها حواجز للأمن وليس الوقت للقيام بمظاهر استفزاز". وعن تأثير اللقاء بينه وبين الرئيس امين الجميل في المختارة ومع رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، وهل يعتبر ذلك انطلاقة للهيئات الديموقراطية؟ قال: "ذكرت الجميع، وعلى رأسهم نسيب لحود، ورافي مادايان الذي خسر بفارق ضئيل، ذكرت الجميع، وبيار الجميل ايضاً. لكن الديموقراطيين ليسوا محصورين في الشوف، هناك تيار ديموقراطي عريض. ولتعذرني بعض القوى اذا لم اذكرها الآن". وعن توقع الخارجية الأميركية احترام الأصول الدستورية في تشكيل الحكومة وهل يعتبر هذا الأمر دعماً غير مباشر للحريري وجنبلاط؟ قال: "اذا دعم الأميركيون هذه المرة الحريات والديموقراطية فلا مانع عندي، احياناً يدعمون الحريات والديموقراطية وأحياناً يدعمون الأنظمة الديكتاتورية وجمهوريات الموز، وأميركا ايضاً تعيد حساباتها". وعن الحسابات الخاطئة لبعض الأحزاب وتحديداً الحزب القومي وعدم تحالفه مع الحزب الاشتراكي، قال جنبلاط "ان تلك الأحزاب ذات العقائد القديمة المتحجرة، ذات الطابع المنغلق العنصري، انتهت ولا بد من احزاب جديدة على الساحة اللبنانية والعربية والعالمية. حتى ان الحزب التقدمي الاشتراكي بصيغته القديمة لا يمكن ان يستمر فكيف بالأحرى احزاب ذات عقائد تغرق في ما يسمى امة سورية أو أمة عربية. في رأيي ليست هناك امة سورية وأمة عربية، هناك ثقافة كبيرة جداً عربية هائلة مسيحية اسلامية تعود الى آلاف السنين. لكن لا شيء اسمه دم عربي أو دم سوري، سقطت. لا بد من الانفتاح وهذه رسالة لهم وان شاء الله يتعلمونها".