باشرت القوى السياسية المشاركة في الانتخابات النيابية التي تجرى في 6 أيار (مايو) المقبل وضع اللمسات الأخيرة على مرشحيها الذين سيترشحون على لوائحها تمهيداً لتسجيلها لدى وزارة الداخلية في مهلة تنتهي في 26 آذار (مارس) الجاري، فيما المشاورات ما زالت ناشطة لحسم التحالفات الانتخابية على رغم أن عامل الوقت لم يعد يسمح لهذه القوى بتمديد المهل وباتت مضطرة لتحديد خياراتها في هذا الخصوص في نهاية الأسبوع الحالي. وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة لتحالف الحزب التقدمي الاشتراكي (اللقاء النيابي الديموقراطي) وتيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» في دائرة الشوف- عاليه التي تضم 12 مقعداً نيابياً بأنه يستعد لإعلان أسماء مرشحي الائتلاف الثلاثي في لقاء شعبي يعقد الخميس المقبل في قصر الأمير أمين في بلدة بيت الدين الشوفية. وبات بحكم المؤكد أن اللائحة تضم 8 مرشحين عن قضاء الشوف هم: تيمور وليد جنبلاط، مروان حمادة (درزيان) جورج عدوان، غطاس خوري، ناجي البستاني (موارنة) بلال عبدالله، محمد الحجار (سنيان) نعمة طعمة (كاثوليكي) و4 مرشحين من قضاء عاليه هم: أكرم شهيب (درزي) هنري حلو، راجي السعد، ابن شقيق النائب الحالي فؤاد السعد (مارونيان)، أنيس نصار (أرثوذكسي) وأبقى الائتلاف على المقعد الدرزي الثاني شاغراً لمصلحة طلال أرسلان، الذي يتواصل حالياً مع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل لتشكيل لائحة ائتلافية، يتردد بأن الحزب «السوري القومي الاجتماعي» سينضم إليها. حركة أرسلان وفي هذا السياق علمت «الحياة» من مصادر مقربة من أرسلان أنه سيتواصل مع «القومي»، وأن لقاءاته مع باسيل مستمرة لكن البحث في الأسماء لا يزال قائماً، وأن أرسلان يصر على أن يكون أحد قادة الحزب «الديموقراطي اللبناني» مروان أبو فاضل المرشح الأوحد عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه. كما يصر على تسمية مرشح سني عن المقعدين السنيين في الشوف شرط أن يكون من بلدة شحيم كبرى المدن السنية في إقليم الشوف، إلى جانب المرشح الثاني من بلدة برجا ثاني كبرى المدن في الإقليم، بينما يصرّ «التيار الوطني» على ترشيح وزير البيئة طارق الخطيب. ويتردد بأن «التيار الوطني» يميل إلى التعاون مع المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج وأن الأخير على تواصل مع أرسلان لكنه لم يحسم موقفه حتى الساعة، إضافة إلى أن أرسلان لا يحبذ ترشيح درزي ثانٍ عن المقعد الدرزي الثاني في عاليه رغبة منه بمعاملة رئيس «التقدمي» وليد جنبلاط بالمثل الذي أبقى على هذا المقعد شاغراً. ومع أن الغموض لا يزال يكتنف أسماء المرشحين على لائحة أرسلان- «التيار الوطني»، فإن الأخير عمل إلى ترشيح العدد الأكبر من مرشحين في معظم الدوائر الانتخابية ليوحي للرأي العام بأنه عابر للطوائف وأنه يحاول بسحب بعض المرشحين أن يبيع حلفاءه من كيسهم، وإلا ما معنى ترشيحه لعدد من المرشحين في بيروت الثانية مع أنه يعلم علم اليقين بأن حليفه «حزب الله» كان وبإصرار منه وراء ترشيح إدكار طرابلسي عن المقعد الإنجيلي في هذه الدائرة على لائحة تحالف «الثنائي الشيعي» وجمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية»- الأحباش وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري اضطر إلى مراعاة حليفه الحزب في طلبه هذا. «المستقبل» و «القوات» وبالنسبة إلى المشاورات الجارية بين «القوات» وتيار «المستقبل» فإن زعيم الأخير رئيس الحكومة سعد الحريري التقى أمس وزير الإعلام ملحم رياشي في اجتماع وصف من قبل المراقبين بأنه سيكون حاسماً على صعيد تحديد مصير التحالفات بينهما في عدد من الدوائر الانتخابية وتحديداً الشمال الأولى «عكار» وفي الشمال الثالثة (زغرتا- بشري- الكورة- البترون) وفي جزين- صيدا والبقاعين الغربي والشمالي. ويلفت المراقبون إلى أن الطرفين سيبنيان على الشيء مقتضاه في إشارة إلى ما سيؤدي إليه الاجتماع في خصوص التحالفات في هذه الدوائر، مع الإشارة إلى أن «المستقبل» شكل لائحته في عكار وأبقى على المقعد الأرثوذكسي الثاني شاغراً، إفساحاً في المجال أمام التوافق على خوض الانتخابات على لائحة واحدة، مع أن لدى «القوات» كما يقول مصدر فيه رأياً آخر، حيث يخشى الحزب أن يترشح ممثله العميد المتقاعد وهبي قاطيشا على اللائحة وهو يعرف سلفاً أن حظه بالفوز في هذا المقعد يبقى متأرجحاً وغير محسوم. كما أن «القوات» تصر على ترشيح إيلي لحود عن المقعد الماروني في البقاع الغربي في مقابل تمسك «المستقبل» بترشيح هنري شديد، مع أن جنبلاط ينصح المعنيين بالسعي من أجل إنقاذ تحالفهما، خصوصاً أن مرشح «اللقاء الديموقراطي» وائل أبو فاعور سيكون على هذه اللائحة. وعلى رغم أن «المستقبل» تمكن في الساعات الماضية من تسجيل تقدم ملحوظ من شأنه أن يقوي لائحته في «عكار» تمثل في الجهود التي قام بها رئيس الجامعة المرعبية غسان المرعبي وأدت إلى وقوفه إلى جانب الحريري ومن خلاله اللائحة المدعومة منه، وهو يعمل الآن على سحب المرشحين المنتمين إلى الجامعة لمصلحة اللائحة، فإن «التيار الوطني» يبدي انفتاحاً على خصوم «المستقبل» في محاولة لتشكيل نواة لائحة تضمه مع النائب السابق محمد يحيى، و «القومي» ومرشح عن العلويين وآخرين من المرشحين السنة في ضوء تعثر التفاهم بين خالد الضاهر والوزير السابق اللواء أشرف ريفي على تشكيل لائحة ائتلافية مدعومة منهما. ويتردد بأن من اجتمع بهم ممثلو «التيار الوطني» في عكار مع المرشحين الذين يميلون للتعاون مع التيار نصحوا بصرف النظر عن ترشيح جيمي جبور عن المقعد الماروني وسحبه لمصلحة النائب السابق مخايل الضاهر بذريعة أن لا جدوى من ترشيحه إلى جانب رفيقه أسعد درغام عن المقعد الأرثوذكسي، وبالتالي فإن مصلحته في حصر الصوت التفضيلي في مرشح واحد بدلاً من اثنين. ولم يعرف حتى الساعة القرار النهائي لكل من الضاهر وريفي وما إذا كان الأخير ينتظر الجولة الحاسمة من المفاوضات بين «المستقبل» و «القوات» ليتخذ في ضوء نتائجها قراره النهائي. نواة لائحة أما على صعيد، دائرة المتن الجنوبي - بعبدا، فعلمت «الحياة» من مصادر «التقدمي» بأنه اتفق مع «القوات» على تشكيل نواة لائحة غير مكتملة تضم حتى الآن بيار بو عاصي وصلاح حنين عن المقعدين المارونيين وأبقيا على الثالث شاغراً ريثما تنجح الاتصالات الجارية مع حزب «الكتائب» لإقناعه في الانضمام إلى تحالفهما ومعهما المرشح صلاح الحركة عن أحد المقعدين الشيعيين انطلاقاً من إصرار «التقدمي» على الإبقاء على المقعد الثاني شاغراً، مراعاة منه لمواقف بري الإيجابية من جنبلاط برفضه ضم أي مرشح درزي على لائحة تحالفه مع «حزب الله» و «الأحباش» في بيروت الثانية ضد مرشح «اللقاء الديموقراطي» فيصل الصايغ على لائحة «المستقبل» في هذه الدائرة. لذلك، فإن «التقدمي» و «القوات» ينتظران قرار «الكتائب» في انضمام مرشحه إلى لائحتهما في بعبدا التي تضم عن «التقدمي» هادي أبو الحسن. واستعداداً للإعلان عن لائحة ائتلاف «التقدمي»- «المستقبل»- «القوات» في الشوف- عاليه، رعى جنبلاط ليل أمس اجتماعاً تنسيقياً لمرشحي «اللقاء الديموقراطي» في الدوائر الانتخابية التي باتت معروفة، ولاحظت «الحياة» حضور حنين والسعد الاجتماع التنسيقي إضافة إلى النائب الحالي اللواء أنطون سعد الذي يتمسك جنبلاط بترشيحه عن المقعد الأرثوذكسي في البقاع الغربي. وبالنسبة إلى رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب فإنه ماضٍ بتشكيل لائحة في الشوف- عاليه وهو يراهن، كما تقول أوساطه، على التعاون مع «القومي» وأن «الثنائي الشيعي» سيدعمه في معركته. وفي المقابل، فإن حزب «الوطنيين الأحرار» برئاسة دوري شمعون يدرس خياراته الانتخابية بعد أن رشح عدداً من محازبيه في دوائر جبل لبنان.