اشادت واشنطن بالزعماء العرب وبالتزامهم عملية السلام، وذلك في تغيير في اللهجة التي اتبعتها بعد فشل قمة كامب ديفيد والقت فيها باللوم على الفلسطينيين وانتقدت الدول العربية لعدم لعبها دوراً في اقناع الفلسطينيين بقبول الاقتراحات الاسرائيلية. ودعا مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الاميركية لجنة القدس التي ستعقد اجتماعاً بعد غد في المغرب الى "التحلي بضبط النفس" في تصريحاتها، وقال: "نأمل بألا تقوم لجنة القدس بأي تحرك يعرقل المفاوضات الجارية". وفي القاهرة اوضح وزير الخارجية عمرو موسى ان لجنة القدس "مهمتها حماية حقوق المسلمين ومصالحهم في القدس والاماكن المقدسة هناك، وبالتالي حماية الحقوق الفلسطينية في القدس وايضا حماية المقدسات المسيحية، ولا مجال اطلاقاً لأي تدخلات خارجية في هذا الشأن". واشار في حديث متلفز الى ان البيان الختامي للجنة القدس سيركز على ذلك. راجع ص 3 وجاء ذلك على لسان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير ادوارد ووكر، الذي جال على 14 دولة عربية وأطلعها على ما حصل في كامب ديفيد، من وجهة النظر الاميركية. وفي ايجاز للصحافيين قال ووكر انه وجد اهتماماً شديداً بنية الرئيس بيل كلينتون "استئناف الجهود الاميركية للتوصل الى اتفاق على القضايا الاساسية التي تفصل الطرفين اذا امكن ذلك خلال الاسابيع القليلة المقبلة". واضاف ان كل زعيم عربي التقاه في رحلته اشاد بجهود الولاياتالمتحدة و"عبر عن التزام عميق بالسلام وباغتنام الفرصة التاريخية للتوصل الى اتفاق". وقال: "كنت مسروراً من اشارات الدعم التي تلقيناها والاستعداد العام لأخذ بدائل حلول لمشكلة القدس الجوهرية في الاعتبار، على رغم حساسيتها وتعقيدها". وذكرت مصادر اميركية اخرى ان مصر قدمت افكاراً "خلاقة في شأن القدس لكنها تمنت على الولاياتالمتحدة والاسرائيليين عدم الافصاح عنها على انها افكار مصرية". واضافت ان مصر "اكثر الدول العربية اهتماماً لرد فعل الشارع العربي بالنسبة الى اي حل للقدس". واضاف ووكر ان الاردن والمغرب وافقا ايضاً على المساعدة في هذه العملية. وتابع انه وجد ايضاً دعماً لجهود الولاياتالمتحدة في تركيا وتونس والجزائر والخليج. وزاد انه نتيجة لمحادثاته في المنطقة اصبح هناك "تفهمٌ افضل للمشاكل الاساسية التي برزت في كامب ديفيد وهناك الآن جهود ناشطة للمساعدة على حلها". وعن زيارته لسورية ولقائه الرئيس بشار الاسد، خص ووكر الرئيس الاسد بمديح خاص وشخصي هو الاول الذي يصدر عن مسؤول اميركي للرئيس الاسد، ما يدل الى نية اميركية لتحسين العلاقات وطي صفحة الازمة التي نتجت عن فشل لقاء كلينتون والرئيس الراحل حافظ الاسد في جنيف. وقال ووكر: "لم ندخل في تفاصيل المفاوضات السابقة". وعن انطباعه عن الاسد قال: "ترك لديّ انطباعاً ايجابياً قوياً. لقد سيطر بحزم على الاجتماع وكان مطلعاً جداً وسأل اسئلة حادة كما كان متحكماً بالوضع بشكل قوي". واضاف ووكر ان الاسد كان "منفتحاً ومهتماً بوضوح بوجهة نظرنا. الرئيس بشار اكد بوضوح التزامه عملية السلام". وتعتبر هذه التصريحات اول اشارة اميركية الى الاقتناع بأن الرئيس الاسد ممسك بزمام الامور الداخلية في سورية بعدما خلف والده في قيادة البلاد. واوضح مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الاميركية أنه "لا يوجد اي سبب للاعتقاد بأنه لا يمكن تحقيق تقدم على المسار السوري - الاسرائيلي قبل انتهاء ولاية الادارة الحالية، مع افتراض اننا استطعنا وضع القضية الفلسطينية تحت السيطرة". وهذه اشارة واضحة من الادارة الحالية الى انها لا تنوي القيام بأي مبادرة على المسار السوري قبل الانتهاء من المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وقال المسؤول ان هناك عدداً من الافكار في شأن القدس يتم استكشافها. واضاف المسؤول ان ووكر بحث مع الزعماء العرب في اجتماع لجنة القدس في المغرب في 28 الجاري، وتمنى "ان يتفهم اعضاء اللجنة حساسية المفاوضات الحالية وان يقوموا بجهود بناءة ومساهمات ايجابية من اجل انجاح المفاوضات". وقال ان الولاياتالمتحدة "راضية ومرتاحة الى الدعم التي تلقاه جهودها من مصر". واضاف ان ووكر لم يناقش اقتراحات محددة في جولته، لكن بعض الزعماء "فكر بصوت عال في بعض الخيارات". وعن احتمال استضافة كلينتون قمة سلام ثانية، قال المسؤول الاميركي: "اذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ القرارات الصعبة فهو كلينتون مستعد لاستضافة اجتماع جديد لإبرام اتفاق". واوضح انه لم يتم التطرق الى موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية اثناء محادثات ووكر. وقال ان تصريحات كلينتون ل"الحياة" جاءت اثناء زيارة ووكر للمنطقة و"كانت مفيدة جداً". من جهة اخرى رويترز، قال مسؤول اميركي رفيع المستوى طلب عدم نشر اسمه اول من امس خلال تعليق على جولة ووكر ان بمقدور اسرائيل والفلسطينيين ابرام اتفاق في اقل من شهرين. لكن داني ياتوم المستشار الامني لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اعتبر امس ان هذا التفاؤل الاميركي قد يكون "غير واقعي". واضاف انه يمكن التوصل الى اتفاق على رغم فشل قمة كامب ديفيد الشهر الماضي، لكن "احتمال عدم التوصل الى اتفاق قائم ايضاً". وقال مسؤول اسرائيلي في القدس رفض نشر اسمه انه صار من الواضح ان الرئيس ياسر عرفات يعد لتشديد موقفه في المفاوضات. واضاف ان عرفات يريد ان "يقيده" العالم العربي حتى لا يقدم تنازلات.