حدد البيت الأبيض مهلة ثمانية أيام لإحراز تقدم في قمة كامب ديفيد. وذكر مسؤولون أميركيون ان الرئيس بيل كلينتون سيغادر الولاياتالمتحدة 19 تموز يوليو الجاري إلى اليابان للمشاركة في قمة الدول الصناعية. وقالت مصادر ديبلوماسية معنية بالمفاوضات ومطلعة على الموقف الإسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك عازم على التوصل إلى اتفاق نهائي في القمة الثلاثية التي ستجمعه اعتباراً من الثلثاء المقبل، مع الرئيس ياسر عرفات والرئيس كلينتون في كامب ديفيد، وهو يتبع الاسلوب الذي اتبعه مع سورية من خلال الاقتراحات التي نقلها الرئيس بيل كلينتون إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في اجتماع جنيف. وعلى رغم فشل قمة جنيف، استطاع باراك أن يتجنب الآثار السلبية من خلال تصدير الموضوع للرأي العام الإسرائيلي بأنه قدم كل ما يستطيع تقديمه من أجل السلام، ولكن الطرف الآخر غير جاهز. وأضافت المصادر ان تصور باراك لاتفاق السلام مكتمل، وهو مستعد للتفاوض على كل الأمور ويملك افكاراً في كل القضايا العالقة. ومن الاقتراحات التي ينوي تقديمها في شأن موضوع المياه، إقامة مشاريع تحلية تغذي إسرائيل - الدولة الفلسطينيةوالأردن، وهي مشاريع مكلفة تحتاج الدعم المادي الدولي. وسيقدم باراك مشروعاً لإنشاء منظمة دولية بديلة عن "أونروا" تعنى بأمور اللاجئين والمتضررين من الصراع العربي - الإسرائيلي تشمل اليهود والفلسطينيين. وعن موضوع حق العودة، ترفض إسرائيل بشكل قاطع الاعتراف بمسؤوليتها عن تهجير الفلسطينيين والإقرار بمبدأ حق العودة. لكن باراك مستعد أن يناقش عودة عدد يتم تحديده من قبل إسرائيل لفلسطينيين تحت مبدأ لمّ الشمل. وتؤكد المصادر ان تقدماً حصل في مفاوضات استوكهولم في هذا المجال. وسيطلب باراك حل منظمة التحرير بعد توقيع الاتفاق معها لقناعته بأنه لم يعد هناك مبرر لرفع شعار التحرير بعد الاتفاق النهائي. وتقول المصادر عن حدود الدولة الفلسطينية إن تقدماً ملموساً حصل في مفاوضات استوكهولم يقر بمبدأ وجود اسرائيلي أمني على الحدود بين الدولة الفلسطينية ومصر والأردن. ورفضت المصادر اعطاء تفاصيل عن الاتفاق لكنها ذكرت انه، من غير الممكن لاسرائيل ان تتخلى عن وجودها في وادي الأردن. وتعترف المصادر بأن موضوع القدس هو الوحيد الذي يمكن ان ينسف القمة لعدم قدرة المتفاوضين التوصل الى حل له. وذكرت ان الموقف الاسرائيلي يقوم على أن القدس ستبقى موحدة كعاصمة لإسرائيل لكن التفاوض سيكون على حدود القدس وتعريفها وكيفية تأمين تواصل الأديان الثلاثة مع الأماكن المقدسة. وأضافت المصادر ان وضع المستوطنين في القدس سيخضع للاتفاق على تعريف حدود القدس وان اسرائيل ملتزمة أمن المستوطنين في المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية. وزادت ان اتفاق بيلين - "ابو مازن" لا يزال الأساس لأي اتفاق محتمل بالنسبة إلى القدس. ويؤكد باراك ان اسرائيل لن تفاوض الا الفلسطينيين في موضوع القدس والأماكن المقدسة تماماً كما حصل حين تم تسليم بيت لحم للسلطة الفلسطينية. وعن ترتيبات القمة علمت "الحياة" ان واشنطن طلبت من الطرفين أن لا يتعدى وفد كل منهما 12 شخصاً بمن فيهم المسؤولون عن الطباعة. ومن الملفت أيضاً أن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط نيد ووكر سيكون في عداد الوفد الأميركي على رغم أنه خارج فريق السلام الذي يرأسه منسق العملية دنيس روس. وعزت مصادر ديبلوماسية مشاركة ووكر إلى احتمال التشاور مع بعض الدول العربية أثناء المفاوضات، خصوصاً في موضوع المساعدات المادية لدعم تفاصيل الاتفاق. في غضون ذلك، تسارعت التحركات في المنطقة استعدادا للقمة، اذ حمّل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وزير خارجيته عبدالإله الخطيب رسالة دعم الى عرفات، وذلك قبل ان يستقبل في عمان مساء أمس باراك. كذلك أُعلن في القاهرة ان الرئيس حسني مبارك سيستقبل عرفات اليوم قبل ان يستقبل باراك غدا. واستبقت السلطة الفلسطينية القمة، معلنة تمسكها بقرارات الشرعية الدولية التي شددت على انها "اساس مفاوضات كامب ديفيد". واكدت ان تمسكها بتطبيق القرار 242 "مسألة مبدأ". كذلك اعلنت السلطة اسماء الوفد الفلسطيني الذي سيشارك في القمة، ويضم 10 من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، كما يضم للمرة الاولى منذ اتفاق اوسلو ممثلين عن فصائل في منظمة التحرير، اذ وافق على المشاركة كل من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" وجبهة "النضال الشعبي" وحزب "الشعب"، فيما قاطعتها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"جبهة التحرير الفلسطينية".راجع ص3