دعا الموفد الاميركي دنيس روس الذي يواصل جهود الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى اجتماع يعقده مع كل من وفدي الطرفين، على انفراد، ليتبعه باجتماع مع الوفدين معا. وسيكون ذلك بعد ان ينهي الرئيس الفلسطيني لقاءه مع الرئيس المصري حسني مبارك غدا السبت. اذ ان جهود مصر تكون قد بلغت مداها بعد ان بحثت مع الجانبين افكارا متصلة بقضية القدس. وسيخلص روس الى استنتاجات بعد اجتماعاته تلك ليرفعها الى الادارة الاميركية. وأشارت مصادر في السفارة الاميركية في تل ابيب الى ان تقرير روس سيشكل اساس البحث بين الرئيس بيل كلينتون وكل من الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وسيكون كلينتون قد اطلع على نتائج جهود روس وجهود مصر وسائر الوسطاء كوزيري الخارجية التركي والنروجي. وكان الوزير التركي اسماعيل جيم التقى عرفات في غزة مساء أول من امس وقدم له اسهامه الذي وصفه بالمتواضع في السعي لايجاد حل لقضية القدس ورأى ان السيادة على الحرم القدسي يجب ان تكون اسلامية الا انه اقترب من الطرح الاميركي في تقاسم السيادة على القدس القديمة. اما الوزير النروجي فقد اجتمع مع الوزير الاسرائيلي شلومو بن عامي مساء امس بعد عودتهما من الاسكندرية ويجتمع اليوم مع الرئيس الفلسطيني. وتعول الاوساط السياسية الاسرائيلية والاميركية على لقاء عرفات وكلينتون في السادس من الشهر المقبل وتعتبره حاسما ازاء تقرير مصير المسار الفلسطيني إما باتجاه الحل النهائي او باتجاه التجميد كماحصل على المسار السوري بعد لقاء كلينتون مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في جنيف في آذار مارس الماضي. وتستمر في هذه المرحلة الاتصالات التفاوضية الفلسطينية - الاسرائيلية وهي تبحث في صياغة القضايا التي اتفق عليها في كامب ديفيد مثل الترتيبات الامنية والمستوطنات وتبادل الاراضي والحدود، وهو ما يفسر مشاركة المحامي الاسرائيلي جلعاد شير في الجلسات الاخيرة، فهو اعتاد على المشاركة لدى صياغة الاتفاقات كما حصل في بروتوكول الخليل في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو. كما تبحث مجموعات عمل متخصصة في مسائل الحياة اليومية والعلاقات في حال توقيع اتفاق نهائي، مثل دخول العمال الفلسطينيين الى اسرائيل وحركة السير في الشوارع المشتركة والتبادل التجاري وتنقل الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وبناء على أمر من باراك، رفضت الوفود الاسرائيلية مطلباً فلسطينياً ببحث قضايا المرحلة الانتقالية كاعادة الانتشار الثالثة في الضفة الغربية والمياه والانسحاب الذي تقرر من قرى القدس ابو ديس والعيزرية والسواحرة، وقضية السجناء الفلسطينيين. وهدف باراك من ذلك ممارسة الضغط على الفلسطينيين من منطلق الاحجام عن تقديم أي بادرة ايجابية من دون مقابل فلسطيني. وهو يتجاهل هنا التعاون الامني الذي لم ينقطع بل ادىر القاء القبض على مجموعات فلسطينية مسلحة واكتشاف الاجهزة الامنية الفلسطينية مخابئ اسلحة تابعة ل"حماس".