بعدما اعاد ستيفن سبيلبرغ الاهتمام بتيمة الحرب العالمية الثانية في انتاجه الكبير لفيلم "إنقاذ الجندي رايان"، واثناء التحضير الآن، في هوليوود لانتاج شريط جديد عن هرب اسرى الحرب من قلعة كولديتز الالمانية، يدخلنا مخرج فيلم "يو -571" حوناثان موستو، غواصة اميركية في المحيط الاطلسي، ليعرفنا الى حال احباط يمر بها الملازم اول "تايلر" من جراء فشله في الحصول على الترقية الى رتبة كابتن غواصة. اذاً رحلة تايلر اداء ماثيو ماكلوهي للتغلب على هذا الاحباط هي العمود الفقري للقصة التي تتناول عملية جريئة تقوم بها البحرية الاميركية، بأسر غواصة المانية للحصول على جهاز "انيغما" للتشفير، الذي كان عصب الوصل بين القيادة الالمانية وغواصات اليو بوت العاملة على عرقلة خط الحلفاء البحري بين الجزر البريطانية واميركا الشمالية. وتوفر هذه العملية الخطرة المجال للملازم تايلر كي يبرز الجوانب القوية في شخصيته، خصوصاً بعد ان تؤول قيادة الغواصة اليه، إثر مقتل الكابتن في النصف الاول من الفيلم. فيجسد ماثيو ماكلوهي، الذي تعرف اليه المشاهد في دور المحامي في فيلم "اميستاد" لستيفن سبيلبرغ، ابعاد شخصية تايلر اثناء تحوله من ملازم اول الى كابتن يقود الغواصة بافراد طاقمها الشبان بين العبوات الناسفة والطرابيد التي ترسلها السفن الالمانية الساعية الى منع وصولهم برفقة جهاز "الانيغما" الى موانئ الحلفاء الآمنة. وتوافر عملية الهرب هذه نجاحاً نسبياً للمخرج جوناثان موستو في نقل ادوات الإثارة من مدن الجنوب الاميركي حيث اخرج فيلمه الاخير "عطل سيارة" بريكداون الى المساحة الضيقة في داخل غواصة مثقلة بالرعب، بسبب الهزات التي تتركها الانفجارات من حولها في اعماق المحيط. ويترك المخرج موستو هزة اخيرة للمشاهد قبل ظهور كلمة "النهاية" على الشاشة، اذ تبرز ثلاث جُمل يعترف من خلالها بان البحرية الملكية البريطانية كانت اسرت اكثر من جهاز "انيغما" قبل اكثر من عام من دخول الولاياتالمتحدة الحرب العالمية الثانية. وهذا هو العامل الذي يربط "يو - 571" ب"إنقاذ الجندي رايان"، وبالفيلم الجديد عن الهرب من قلعة كولديتز. اذ ان هذه الافلام الثلاثة تركز على الدور الاميركي وتقلل من دور الحليف البريطاني في الحرب. ففي "انقاذ الجندي رايان" مُسح العامل البريطاني في مهمة انزال الحلفاء على الشواطئ الفرنسية وتحولت العملية إنجازاً اميركياً خارق. وفي "يو - 571" يتحول إنجاز بريطاني شهير مغامرة اميركية بطولية، وتقول الانباء ان الشريط المقبل عن الهرب من قلعة كولديتز يحُل اسرى أميركيين محل اسرى بريطانيين، ينجحون في الهرب من القلعة المحصنة. وكما هو واضح فإن السبب وراء هذه الظاهرة ادراك هوليوود مدى حب شباك التذاكر الاميركي للبطل المحلي، الذي يُزرع في معظم انتاجها، وان كانت القصة تتناول حدثاً غريباً عن مشاركة الولاياتالمتحدة فيه. واما رد الفعل البريطاني من كل هذا، فيبدو انه اقتصر على تسجيل تحفظات بالبرودة المعهودة، الى جانب تحفظات دول واثنيات كثيرة على اعمال هوليوود.