اتهم عميل مكافحة التجسس البريطاني السابق ديفيد شايلر أمس بكشف أسرار رسمية متصلة بمزاعم أدلى بها عن عدم كفاءة الاستخبارات البريطانية. لكن شايلر الذي اطلق بكفالة في اليوم نفسه، وسيمثل أمام محكمة بعد غد الخميس، لم توجه إليه اتهامات في شأن ادعاءات أخرى من بينها أن عملاء بريطانيين تآمروا لاغتيال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وقال ناطق باسم شرطة اسكتلنديارد: "اعتقل ديفيد شايلر لدى وصوله إلى ميناء دوفر في جنوب انكلترا صباح اليوم أمس للاشتباه بارتكابه مخالفات لقانون حماية الأسرار الرسمية". وقال جون ودام محامي شايلر للصحافيين امس ان موكله "لن يحاكم إلا في شأن مجموعة أسرار كشفها". وكان ودام يتحدث أمام مخفر للشرطة في لندن نقل اليه شايلر بعد اعتقاله لدى عودته الى بريطانيا من فرنسا حيث قضى ثلاث سنوات خشية ملاحقته قضائياً في بريطانيا. وقال شايلر، وهو عضو سابق في الاستخبارات البريطانية "ام. آي. 5" ان الشرطة لم تستجوبه خلال فترة احتجازه القصيرة، مضيفاً ان التهم المحدودة التي وجهت اليه تظهر ضعف قضية الحكومة. وأضاف: "انني أشعر بالسرور لعودتي الى بلادي، ولكوني حراً مرة أخرى". وتابع: "وفي أقرب فرصة ممكنة سنتابع مسألة مؤامرة محاولة اغتيال القذافي". وكان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك وصف المزاعم عن محاولة اغتيال القذافي بأنها "خيالية تماماً". وكان شايلر زعم ان جهاز الاستخبارات "م. آي. 5" أساء ادارة التحقيقات في هجمات وقعت في لندن في التسعينات ونفذها الجيش الجمهوري الايرلندي. كما زعم ان الجهاز اخفق، بالاهمال، في منع تفجير قنبلة قرب السفارة الاسرائيلية في لندن عام 1994. يذكر ان فلسطينيين هما جواد البطمة وسمر العلمي يقضيان حكماً بالسجن حالياً في بريطانيا بعد ادانتهما بتهم متصلة بهذه القضية الأخيرة. وكان شايلر لمح في حديثه عن محاولة نسف السفارة الاسرائيلية الى أن الاستخبارات البريطانية تلقت معلومات عن احتمال تنفيذ الهجوم ولكنها لم تتخذ اجراءات لمنع وقوعه.