حدد اعضاء سابقون في جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر لائحة اولية تتضمن اسماء مرشحيهم للانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان هؤلاء خاضوا تجربتين لتأسيس حزب سياسي باسم "الوسط"، وعلمت "الحياة" أن لائحتهم تضم عشرة مرشحين في دوائر ضمن محافظاتالقاهرة والجيزة والوجهين القبلي والبحري. وستتسبب اللائحة في مواجهة بين رموز "الوسط" وجماعة "الإخوان"، إذ علمت "الحياة" أن المحامي عصام سلطان الذي استقال من عضوية الجماعة العام 1996 سيترشح في دائرة الدقي التي سيترشح فيها ايضاً نائب المرشد العام ل "الاخوان" المستشار مأمون الهضيبي. واللافت أن سلطان كان يقود الحملات الانتخابية للهضيبي في انتخابات العام 1995 في مواجهة وزيرة الشؤون الاجتماعية سابقاً الدكتورة آمال عثمان التي فازت بالمقعد آنذاك. وكان أعضاء في التنظيم فاجأوا الأوساط السياسية المصرية في كانون الثاني يناير 1996 بطلبهم إلى "لجنة شؤون الأحزاب" الحصول على ترخيص بتأسيس "حزب الوسط" من دون أن يبلغوا قادة "الجماعة" عن توجهاتهم. وأدى ذلك الى صدام وصل ذروته بين الطرفين بعدما مارس القادة ضغوطاً على بعض المؤسسين لإرغامهم على الخروج من لائحة المؤسسين لدفع اللجنة إلى رفض الحزب. واستقال المحامي سلطان احتجاجاً، وتبعه وكيل المؤسسين المهندس أبو العلا ماضي بعدما حصل على البراءة في قضية نظرت فيها محكمة عسكرية خلال العام نفسه، وضمت متهمين آخرين من "الإخوان" بينهم ثلاثة ممن شاركوا في تأسيس "الوسط" كان ماضي أحدهم. وأقالت الجماعة آخرين رفضوا قطع صلاتهم بماضي وسلطان، اللذين خاضا مع زملائهما تجربة أخرى لتأسيس حزب باسم "الوسط المصري" بعدما رفضت لجنة الأحزاب منحهم الترخيص ولم تقبل محكمة الأحزاب طعنهم في قرار اللجنة. وانتهت التجربة الثانية الى المصير نفسه. وعلى رغم انقطاع العلاقة التنظيمية بين مؤسسي "الوسط" و"الإخوان"، بقيت علاقة تربط عدداً من كوادر "الإخوان" بزملائهم السابقين ما يجعل احتمال منح بعض الإخوان أصواتهم لسلطان أمراً وارداً، خصوصاً أنه سيترشح في دائرة يقع فيها محل سكنه، على خلاف الهضيبي الذي يقيم في ضاحية مصر الجديدة. ويتوقع أن يُرشح ماضي في دائرة حلوان التي خاض فيها الانتخابات السابقة مدعوماً من "الإخوان"، كما سيرشح المهندس محمد السمان في دائرة المعادي، وكان ترشح في الانتخابات السابقة لمجلس الشورى. وهناك مفاضلة بين اثنين من النقابيين أحدهما مهندس والآخر طبيب للترشح في إحدى دوائر محافظة الشرقية، ويبذل ماضي جهوداً لإقناع قيادي سابق في "الإخوان" انضم الى "الوسط" للترشح في إحدى دوائر محافظة الاسكندرية. ويتوقع أن ينتهي "مكتب الإرشاد" الذي يسير أمور جماعة "الإخوان المسلمين" الاسبوع المقبل من مراجعة لائحة مرشحي التنظيم الذي أعلن ان مشاركتة ستكون محدودة في الانتخابات، وأن عدد مرشحيه لن يزيد على نصف من رشحوا في الانتخابات السابقة، وذلك تفادياً لصدام جديد مع الحكومة. وخسر "الإخوان" ترشيح رموز بارزة في التنظيم كانت صدرت ضدهم أحكام عسكرية. إذ كانت الحكومة اعلنت عزمها تطبيق المادة الثانية من "قانون مباشرة الحقوق السياسية" التي تحظر على المدانين في قضايا الجنايات ممارسة أي عمل سياسي قبل مرور ست سنوات، وبين هؤلاء النائب السابق الدكتور عصام العريان. ويتوقع أن تعلن الجماعة لائحة مرشحيها رسمياً عقب النطق بالأحكام في قضية "النقابات المهنية" في 3 أيلول سبتمبر المقبل، وهي تضم 20 متهماً من قادة التنظيم على رأسهم النائب السابق مختار نوح، وستخلو اللائحة ممن ستصدر ضدهم أحكام في القضية.