الحريري يعزو الحملات عليه إلى سعي خصومه إلى كسب أصوات . لبنان : بري يحض على المشاركة الكثيفة في الانتخابات والحص يدافع عن إنجازات حكومته "التي لم تغدق الوعود"

ستة أيام تفصل اللبنانيين عن موعد الجولة الأولى من الانتخابات النيابية التي ستجرى في دوائر محافظتي جبل لبنان والشمال الأحد المقبل، على أن تعقبها الجولة الثانية الأحد 3 أيلول سبتمبر المقبل وتشمل دوائر بيروت والبقاع والجنوب.
وكلما اقترب الموعد، تكثفت تحركات المرشحين وتصاعدت حملاتهم المتبادلة، متجاوزة المناشدات والنصائح بوقفها، نظراً الى ما تخلفه من أجواء مشحونة ومسمومة، في وقت يفترض بهذا الاستحقاق أن يجدد الحياة السياسية ويضخ دماً جديداً في دورتها، بما يعزز الاستقرار ويمضي قدماً في بناء الدولة ومؤسساتها.
وواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري جولاته جنوباً، ومن ضمنها أمس تدشين مدرسة رسمية في بلدة عين ابل الحدودية. وحذر، في ما بدا استكمالاً للحملة على رئيس المجلس النيابي السابق كامل الأسعد، من "الأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان، والذين تسطلوا علينا في السابق".
ودعا الجنوبيين الى "رفع حجم مشاركتهم في الانتخابات، على أن يكون تصويتهم لمن يريدون"، وقال "إني متأكد أن ما من أحد من الناخبين يمكن أن يخون ما يكون، فالجنوبيون هم المقاومة وهم الذين يجب أن تدور حولهم التنمية". وانتقد العجز الحكومي عن معالجة أوضاع الجنوب، وسأل "هل الحكومة مسؤولة، بعد الآن، عن أي دور، سوى الأهبة العالية والهمة الغيورة للانتخابات في موسمها، وهي تترك المواسم الأخرى لمفتشي سبر الأغوار". ودعا عناصر "جيش لبنان الجنوبي" السابق الذين فروا الى إسرائيل الى "العودة الى لبنان وتسليم انفسهم الى السلطات"، مستخدماً المثل الشعبي "زوان بلادك ولا قمح الغريب".
وقال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري إن "ما يطلق من افتراءات في حقه لن يجره الى سجالات". وأضاف خلال مهرجان انتخابي حاشد نظمه آل العيتاني في الوردانية في إقليم الخروب لمرشحي "لائحة الكرامة": "إننا نخاف الله ونحب وطننا، ونحبكم لكن ثمة أناساً في البلد خائفون منكم ومن أصواتكم ووحدتكم". وقال "إنكم تسمعون وترون ولا داعي أن نشارك في ما يقولونه، لأن كل ما يقولونه أنتم تعرفون وهم يعرفون أنه افتراء ولا أساس له من الصحة، إذ إنهم يعتقدون أنهم بكلامهم سيربحون أصواتاً لكننا نقول لهم ما من أحد سيصوت لكم وإن كل الناس سيصوتون لكرامتهم وللوائح الكرامة". وأضاف: "سألني أحدهم هل يحصل تشطيب؟ أجبته: هل يشطب أحد كرامته؟ الكرامة لا تشطب ولا تباع ولا تشرى".
وقال المرشح على "لائحة الكرامة غازي العريضي: "نريد استقراراً وهدوءاً وفرص عمل ولا نريد سياسة أحقاد أو أحقاد سياسة، ولا نريد سياسة تصفية حسابات تسيء الى البلد". وأضاف: "نشدد على استخدام شريف لمؤسسات السلطة نرى البعض يمعن في إساءة استخدام السلطة ومؤسساتها في سياق تصفية حساب مع أطراف وأفرقاء أعطوا لبنان وإنسانه كل ما يملكون". واعتبر "أن الزعامة لا توهب ولا تمنح من أحد ولا تورث، كثر ورثوا زعامات فأساءوا إليها، وأساءوا الى الحاضر ويسيئون الى المستقبل". وخاطب الحريري بالقول "المواقف في حاجة الى كبار وأنت من الرجال الكبار الذين بنوا زعامتهم بمواقفهم وعطاءاتهم".
وخلال جولة انتخابية للحريري على المتن الأعلى، التقى خلالها عائلات بيروتية، وسبقها غداء جمعه والنائب وليد جنبلاط إلى مائدة نقيب الأطباء غطاس خوري المرشح على لائحته في بيروت، اعتبر رئيس الحكومة السابق أن "الحال الراهنة إذا استمرت على حالها، ستؤدي إلى كارثة اقتصادية واجتماعية ومشكلات سياسية، لها أول وليس لها آخر". وانتقد المعالجات "الخاطئة" لحكومة الرئيس سليم الحص، داعياً إلى "تغيير النهج والمسار".ورأى ضرورة "إعادة الثقة بالبلد". وقال: "نحن قادرون على التكامل مع سورية إقتصادياً، إذا تصارحنا في ما بيننا، خصوصاً بوجود الرئيس بشار الأسد الذي أعلن أن سورية سائرة نحو النفتاح الاقتصادي والمنافسة في القطاعين العام والخاص، وبهذا قد نصل إلى توافق في أمور كثيرة يفيد منها البلدان والشعبان". واعتبر "أن الديموقراطية في لبنان، هي اليوم في خطر، لأنها ديموقراطية كلامية". وأضاف "أن الضغط على الناس أمر يتنافى والديموقراطية"، منتقداً القول إن الصحافة حرة في لبنان أكثر من أي وقت مضى. وسأل:"ماذا نقول لصحافي كبير يكتب رأيه ثم يتلقى إتصالاً هاتفياً من متنفذين يشتمونه على ما كتب، ويقولون له إنهم سيكسرون يديه إذا عاد وكتب مثلما كتب".
ودعا النائب طلال ارسلان الناخبين في دائرتي بعبدا - عاليه والشوف الى "الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لانتخاب لائحة الوفاق والتجديد برئاسته ولائحة الشوف للجميع برئاسة ناجي البستاني". وشدد على "ضرورة تنظيف الحياة السياسية من أدران العصبيات المذهبية والأنانيات الفردية والتصلب والهيمنة والتزوير واستضعاف الناس". ولفت الى "أننا نواجه حملة كثيفة من الإشاعات المضللة الباطلة التي لا تمت الى الحقيقة بصلة". واعتبر "أن الإشاعات خير دليل الى أن الخصم الانتخابي النائب وليد جنبلاط يعيش حال فوضى حقيقية، وإلى أن لائحتنا قوية وأنها مرشحة للفوز بأكملها". ودعا الى "التنبه جيداً الى المواقف السياسية، إذ يتم اللجوء الى مختلف انواع التملق للحصول على حفنة أصوات".
وواصل أعضاء "لائحة الشوف للجميع" جولاتهم، مؤكدين أن لائحتهم "تجسيد لموقف سياسي ثابت غير متقلب". وقال النائب زاهر الخطيب "إنها تمثل فكراً تغييرياً هدفه بناء حياة سياسية لا يستأثر بها فريق على حساب آخر". وأشار ناجي البستاني الى "أن اللائحة لن تنثر الوعود، إذ لا رمل لديها ولا زفت ولا تلوث من نوع ما ينشره معمل سبلين والكسارات".
ودعا النائب عصام فارس الى الإقبال الكثيف للناخبين على الاقتراع، آملاً بأن تثبت الدائرة الأولى في الشمال "أنها نموذج لسير العملية الانتخابية على أكمل وجه، وأن تكون شهادة على تعلق اللبنانيين بنظامهم الديموقراطي الحر وأن تكون ممارستهم هذه محطة يختارون فيها من يمكنهم أن ينقلوا مطالبهم ويحملوا آمالهم ويمثلوا تطلعاتهم الى المجلس المقبل الذي سيكون في طليعة مهامه مواصلة حركة الإنماء ونشر العمران"، وشدد على ضرورة أن تتسم التدابير الإدارية والأمنية التي ستنفذها الدولة خلال العملية الانتخابية بالدقة والحياد والنزاهة واحترام القانون والحريات العامة.
وسئل المرشح أنطوان حبيب، بعد لقائه البطريرك نصرالله صفير عن سبب استبعاده على كل اللوائح في دائرة الشمال الثانية، أجاب: "لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال بل اسألوا الذين شكلوا اللوائح ولا أعرف الأسباب التي من أجلها استبعدت من كل اللوائح". لكنه أكد استمراره في الترشح منفرداً.
وتابع أعضاء لائحة القرار في البقاع الغربي ايلي الفرزلي وعبدالرحيم مراد وروبير غانم ومحمود أبو حمدان وسامي الخطيب جولاتهم الانتخابية. وأكدوا "خوض المعركة موحدين". وانتقدوا أداء الحكومة الحالية وسياستها الاقتصادية التي أدت الى أزمة. وأخذوا على الإعلام الرسمي انحيازه.
واعتبر نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني المرشح في الجنوب "أن من أولى مهمات المجلس الجديد معالجة الأزمة السياسية من خلال معالجة موضوع الطائفية السياسية". وانتقد خلال لقاء شعبي في منطقة الزهراني أمس "المناخات الطائفية التي ثابر على تغذيتها المسؤولون للحؤول دون تشكيل الهيئة الوطنية لإلغائها"، محذراً من "مخاطر ذلك على وحدة لبنان واللبنانيين". وتناول ملف العلاقات اللبنانية السورية وضرورة تصحيح هذه العلاقات في اتجاه التكافؤ بما يؤدي الى تمكين الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة وتعزيز العلاقات التكاملية بين البلدين. وانتقد "إغراق لبنان بالعمالة الوافدة من دون ضوابط أو حدود".
يذكر أن "لائحة الخيار الديموقراطي" ونواتها الشيوعيون والنائب السابق حبيب صادق ورئيس الاتحاد العمالي العام الياس أبو رزق لم تعلن بعد، بسبب عارض صحي طارئ تعرض له صادق.