سحب امس رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» وزير الدولة اللبناني نسيب لحود ترشحه للانتخابات النيابية رسمياً من وزارة الداخلية، غداة قراره عدم المشاركة في هذه الانتخابات على خلفية تشكيل اللائحة الانتخابية في المتن. واعتبر النائب آغوب بقرادونيان في تعليقه على خطوة لحود «ان هناك خلافاً داخل قوى 14 آذار في ما يتعلق بالانتخابات»، وتوقع «ان يؤثر انسحاب لحود من المعركة الانتخابية في الجو العام في المتن وفي مشاركة الناخبين». كما توقع بقرادونيان، في حديث الى «إذاعة لبنان الحر»، ان يفوز ستة مرشحين من لائحة النائب ميشال عون في الانتخابات في المتن، وأن يكون المقعد السابع من نصيب النائب ميشال المر. وفي الانسحاب من المعركة الانتخابية، اعلن النائب السابق سايد عقل عزوفه عن الترشح في دائرة البترون، وقال في بيان: «ايماناً مني بأن النيابة هي رسالة وخدمة في سبيل الاهداف الوطنية التي يؤمن بها كل المخلصين للبنان الدولة والمؤسسات والقانون، وبما أن مصلحة لبنان تقتضي وعياً للمسؤوليات الوطنية والتزاماً مني بقناعاتي ومبادئي وثوابتي الوطنية وخياراتي السياسية، قررت العزوف عن الترشح، لكن هذا لا يعني الانسحاب من الحياة السياسية». ودعا «كل المؤيدين والمناصرين وأبناء منطقة البترون لأن يقترعوا للبنان الحرية والاستقلال». لائحة البترون ل«14 آذار» وفي البترون، أقيم مهرجان لقوى 14 آذار أعلنت خلاله لائحة هذه القوى الانتخابية والتي تضم عن المقعدين المارونيين النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا. وتخللت الاحتفال كلمات. وفي بشري، أطلقت «القوات اللبنانية» ماكينتها الانتخابية في حضور رئيس هيئتها التنفيذية سمير جعجع، الى النائب ستريدا جعجع والنائب إيلي كيروز المرشحين أيضاً للانتخابات المقبلة. وكان رئيس الجمهورية استقبل عدداً من المرشحين الى الانتخابات وفي مقدمهم الرئيس حسين الحسيني الذي تشاور معه في الاوضاع العامة، اضافة الى شؤون دستورية وسياسية؛ وكان عرض للأوضاع في منطقة بعلبك - الهرمل من الناحيتين الامنية والانمائية، وتم التشديد بحسب البيان الصادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية، على ان «الامن ضروري وأساسي تماماً كلقمة العيش وأن الإجراءات الامنية التي تتخذ لضمان سلامة المواطنين وأمنهم لا تتعارض مع اهتمام المسؤولين بإيلاء المناطق المحتاجة الاهتمام اللازم بالإنماء والتنمية». وعرض سليمان مع رئيس «حزب الوطنيين الاحرار» دوري شمعون (المرشح عن الشوف) للأوضاع السياسية العامة في البلاد. كما عرض مع النائب مصطفى علوش (عزف عن الترشح) الاوضاع في منطقة الشمال. وفد معهد كارتر وواصل وفد من «الهيئة الدولية لمراقبة الانتخابات» التابع لمعهد «كارتر للدراسات ومراقبة الانتخابات» جولاته على السياسيين، والتقى امس الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، والوزير محمد الصفدي. وقال كرامي ان اعضاء الوفد ابلغوه «أنهم جاؤوا لمراقبة الانتخابات، وسيعدّون تقريراً عنها يرفعونه إلى الجهات الرسمية في لبنان والعالم وينشرونه في وسائل الإعلام». وقال: «أنا لاحظت أنه في العام 2005، جاء فريق دولي من هذا النوع لمراقبة الانتخابات، وحضروا يوم الانتخابات وقالوا ان طريقة الانتخابات بحسب القانون كانت سليمة. قلنا لهم العلة ليست هنا، فللانتخابات عناصر عدة، الأول هو قانون الانتخاب، والقانون الحالي من أسوأ ما يكون، وأصبحت كل طائفة مستعصية بحقوقها في الدولة، وممثلوها يفرضون من سيأتي إلى المراكز الحساسة في الدولة، وهذا يزيد التسيب في المؤسسات ويعم الفساد في أرجاء الدولة والكل يشكو من ذلك، ونحن بدل أن نطور نظامنا عدنا الى نظام 1960. لأنه في الدوائر المختلطة التي يوجد بها مسلمون أكثرهم ينتخبون ممثلي المسيحيين، ويقولون إن هذا غير عادل، ولا نستطيع القضاء عليه إلا من طريق تصغير الدوائر، فعادوا الى قانون انتخابات 1960، وهم يرون الخطاب السياسي المأزوم والمتطرف الذي يحاول الجميع من خلاله شد عصبه. وهذا يزيد الانقسام في المجتمع ويزيد السوء سوءاً». وأضاف انه شرح للوفد «موضوع المال السياسي الذي بدأ يدخل إلى حياتنا، وعلى مدى أربع سنوات، وتحت ستار عمل الخير تصرف أموال هائلة، إضافة الى أن المتمولين الكبار يحلون محل الدولة، هذا يبني بلدية وذاك يفتح طريقاً وآخر بنية تحتية، فكيف تستطيع إيقاف عمل الخير وهو في هذا الشكل؟ طبعاً لا تستطيع، لكن في النتيجة هذا مال سياسي سيؤثر في إرادة المواطن. وأيضاً قضية الإعلام، اليوم لكل طائفة تلفزيونها وإذاعتها، ولكل متمول أيضاً، واذا لم يكن يملك المتمول شخصياً هذا التلفزيون أو الاذاعة، فإنه يدفع تحت ستار المساعدة لهذا التلفزيون أو الجريدة، وهذا يؤثر في العمل الانتخابي، فإذا جاءت لجنة لتراقب الانتخابات يوم الانتخابات، فماذا تراقب؟». وعن انسحاب الوزير نسيب لحود، قال كرامي: «مع اختلاف نظرتنا السياسية، لا شك في انه شخصية محترمة وتغني الحياة النيابية. وفي الحياة الديموقراطية لا تستطيع إجبار كل الناس على الأخذ برأيك أو أن تذهب مع رأيهم، لذلك، أعتقد أن انسحابه خسارة للحياة السياسية في لبنان، وأوجه اليه تحية. وثانياً، أنا كنت أتوقع حصول هذا الأمر لأن نسيب لحود يحترم نفسه وكرامته، فالكلام الذي جرى بينه وبين الأخ ميشال المر يؤدي إلى هذه النتيجة، فكيف يتعاونان؟ أعتقد أن الذي حصل أمر طبيعي». ورأى ان «انسحاب لحود لا يعني وجود خلاف بين قوى 14 آذار، فالكل مختلف مع الكل، لكن بالنتيجة سيصفى البازار». واذ اعتبر «أن نزول الرئيس فؤاد السنيورة الى الميدان الانتخابي في صيدا كان مفاجأة للجميع»، رأى ان ترشحه «مخالفة لروحية اتفاق الدوحة، لأن المطلوب كان حكومة حيادية تجري الانتخابات، وعندما ينزل رئيس الحكومة فجأة في مدينة صيدا بهذا الشكل وبهذا التحدي، فهو إخلال باتفاق الدوحة، والأخ اسامة سعد له ولعائلته تاريخ طويل في هذه المدينة، فمكانته محفوظة، وإن شاء الله صيدا تقدر هذه المواقف والتضحيات التي قدمها آل سعد لهذه المدينة ولهذا الوطن، ووجودهم في العمل السياسي هو إغناء للخط الوطني في لبنان». وعن امكان حضور النائب سعد الحريري الى طرابلس وإعلان لائحة طرابلس الأربعاء المقبل، قال كرامي: «ولي أمرنا، طبعاً يجب أن يأتي وأن يحضر ويعلن». وحين سئل عن موعد اعلان لائحته، رد قائلاً: «من قال إنني سأشكل لائحة؟ نحن قلنا إننا سندرس كل الخيارات والظروف ولم نقرر بعد. والانتخابات أرقام، والأربح سنمشي به، أعلنا عن وجود 3 مرشحين باسم حزب التحرر العربي ونترك للمواطنين حرية الخيار وأحقيته». وتابع منسق الامانة العامة في قوى 14آذار فارس سعيد (مرشح عن جبيل) جولاته على القيادات في 14 آذار فزار رئيس «حزب الكتائب» امين الجميل في منزله وجرى البحث في الاستحقاق الانتخابي وانسحاب الوزير لحود من المعركة. وأكد الجميل دعم سعيد، وكان التشديد على وحدة 14آذار في خوض هذا الاستحقاق. أعلن عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ابراهيم كنعان ان لائحة التكتل في المتن «اكتملت مبدئياً»، وقال: «الاتجاه هو لإقفالها وعدم ترك أي مقعد شاغر». وأشار الى ان لوائح «تكتل التغيير» خضعت الى بعض «الأمور التكتيكية»، لافتاً الى ان الاسبوع المقبل سيشهد إعلان عدد من اللوائح. ورأى كنعان في حديث الى «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ان ما «يحصل مع حركة التجدد الديموقراطي بالنسبة الى الانتخابات النيابية ليس أمراً طبيعياً كالتضحيات التي تتم داخل صفوف حزب واحد»، مضيفاً: «نلاحظ ذلك على صعيد لبنان ككل، من نسيب لحود، الى مصباح الاحدب في الشمال، الى كميل زيادة في كسروان، الى مرشح آخر في الجنوب». واعتبر كنعان أن نتيجة المعركة الانتخابية ليست محسومة لمصلحة أحد، لافتاً الى أن التوجه للتحالف مع «الحزب القومي السوري الاجتماعي» موجود، «لكن اعلان التفاصيل يبقى للعماد ميشال عون». وفي زحلة، اعتبر وزير السياحة إيلي ماروني المرشح عن المقعد الماروني في دائرة زحلة والبقاع الأوسط أن لائحة قوى 14 آذار في المدينة «أصبحت في حكم الجاهزة وموعد الإعلان عنها سيكون في الأيام المقبلة». وجال ماروني في بلدة تربل واجتمع مع الكتائبيين في البلدة والقواتيين وحذّر من «الإشاعات التي تبث في المدينة ويراد منها تثبيط همة الشباب ويسوقها بعض مكاتب الدراسات ووسائل إعلامية وإعلاميون». وقال: «نخوض معركة مصيرية، نبقى أو لا نبقى، وليست معركة من يجلس على الكرسي أو من لا يجلس». والتقى مخاتير البلدة وأعضاء في المجلس البلدي. «الاكثرية الرقمية» وانتقد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، خلال لقاء سياسي في بلدة حاروف الجنوبية، «الاكثرية النيابية الرقمية العددية التي في الفترة الاخيرة فعلت فعلها فأرادت الحكومة ان تستبيح كل شيء بالمال والتنمية والاقتصاد وحتى المساعدات والهبات التي جاءت الى لبنان تحت عنوان اعادة الإعمار ورفع الأضرار عن المناطق التي تضررت في الحرب، وحصل الجنوب على 15 مليون دولار من اصل 245 مليون دولار للمناطق المتضررة»، وسأل: «كيف يثق الواحد بسلطة كهذه وكيف يأمن لهذه السلطة على المال العام وعلى مصالح العباد؟». وفي كسروان، ايد وجهاء في عائلة عقيقي مرشح العائلة الوحيد منصور عقيقي. وتعتبر هذه العائلة «الاكبر في المنطقة، اذ يبلغ عدد الناخبين فيها نحو سبعة آلاف يتوزعون على معظم بلدات كسروان».