أعلن في أبوظبي أمس تشكيل مجلس إدارة مكتب المبادلة اوفست في دولة الإمارات برئاسة الفريق الركن الطيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة وعضوية محمد البواردي وأحمد الصايغ ومحمد المزروعي. وذكرت مصادر مطلعة ان المزروعي عين رئيساً تنفيذياً للمكتب خلفاً للدكتور أمين بدرالدين الذي رأس المكتب منذ انشائه في بداية التسعينات. وكان المزروعي خلال هذه الفترة نائباً للرئيس. وأسس برنامج المبادلة في أبوظبي بهدف إعادة توظيف الشركات الموردة للسلاح لدولة الإمارات جزءاً من قيمة الصفقات التي تحصل عليها في استثمارات داخل الدولة لتفعيل اقتصادها الوطني ونقل التكنولوجيا إليها. ووقعت الإمارات منذ عام 1993 صفقات لشراء أسلحة متطورة تزيد قيمتها عن 15 بليون دولار معظمها مع فرنسا والولايات المتحدة. وتمكن برنامج المبادلة أوفست من انشاء نحو 20 مشروعاً اقتصادياً بين الشركات المصدرة للسلاح ومستثمرين محليين في قطاعات صناعية وخدمية مختلفة. ويقود البرنامج تنفيذ مشاريع ضخمة في الإمارات وعلى مستوى المنطقة عموماً، في مقدمها مشروع نقل الغاز من قطر إلى الإمارات ودول أخرى في المنطقة مشروع دولفين الذي تزيد قيمته على عشرة بلايين دولار. وأبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان برنامج المبادلة انشأ شركة خاصة لإدارة هذا المشروع العملاق، وعين مجلس إدارة ل"شركة دولفين للطاقة المحدودة" برئاسة أحمد الصايغ وعضوية البواردي وباتريك رامبو من شركة "توتال فينا" وديفيد هيوز من شركة "انرون". كما تم تعيين الدكتور أمين بدرالدين الرئيس التنفيذي السابق لبرنامج المبادلة مديراً عاماً للشركة. وكان برنامج المبادلة أعلن في آذار مارس الماضي توقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع شركتي "انرون" و"توتال فينا" بهدف تنفيذ مشروع "دولفين". ويشكل الهدف الأول لهذه الشراكة زيادة انتاج الغاز إلى ثلاثة آلاف مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، عبر شبكة أنابيب تبدأ من قطر وتمر بأبوظبيودبي وتصل إلى سلطنة عُمان وباكستان. وأكد برنامج المبادلة أنه تم إبرام عقود أولية لتنفيذ المشروع أبرزها عقد مع قطر للتنقيب عن الغاز وعقد توريد أول شحنات الغاز لمشروع الغاز مع شركة "موبيل اويل قطر" وعقود شراء غاز "دولفين" مع كل من أبوظبيودبي وسلطنة عُمان وباكستان، إضافة إلى توقيع عقد الشراكة الاستراتيجية مع "انرون" و"توتال فينا". وتنص اتفاقية الشراكة الاستراتيجية على قيام الشركاء بتطوير شراكات جديدة من خلال الاستعانة بشركات طاقة وبتروكيماويات دولية كبرى للاستثمار في مشاريع الغاز في كافة الدول التي يمر عبرها خط "دولفين". وتشمل هذه الأنشطة قطاع تطوير الانتاج والمعالجة لتطوير آبار الغاز ضمن منطقة الامتياز في حقل غاز الشمال القطري، وقطاع النقل والتوزيع والتخزين بانشاء خط أنابيب طوله 800 كيلومتر يربط بين كل من قطروأبوظبي وعُمان مع انشاء البنية الأساسية وأنظمة التوزيع البرية. كما تشمل هذه الأنشطة المعالجة والتصنيع لتنفيذ مبادرات تستهدف إقامة منشآت صناعية تعتمد على استهلاك الغاز ومصانع البتروكيماويات والأسمدة والأمونيا وصناعات أساسية أخرى. وسيوفر المشروع كميات من الغاز لشركة بترول أبوظبي الوطنية "ادنوك"، فيما وقع مكتب المبادلة مذكرة مع دبي لتزويدها بكميات من الغاز تراوح بين 200 و700 مليون قدم مكعبة من الغاز في اليوم. وتم توقيع اتفاق مماثل مع سلطنة عُمان لتزويدها كميات من الغاز تراوح بين 200 و600 مليون قدم مكعبة، فيما تم توقيع اتفاقية تفاهم مع الحكومة الباكستانية لتزويد ونقل ما يراوح بين بليون و5.1 بليون قدم مكعبة من الغاز إلى باكستان وتلبية احتياجاتها المستقبلية المتنامية من الغاز. وأكد برنامج المبادلة أنه يناقش مع عدد من المشترين المحتملين للغاز في منطقة الخليج إمكان شراء الغاز من مشروع "دولفين". وتوقع حدوث زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة في الإمارات وسلطنة عُمان مع تأسيس مشاريع صناعية وتجارية جديدة والتوسع في المشاريع القائمة.