بدأ مجلس الشورى العسكري التركي امس اجتماعه السنوي المعتاد برئاسة رئيس الوزراء بولنت اجاويد وحضور رئيس الأركان الفريق حسين كفرك أوغلو وقيادات الجيش، وسط توقعات باختيار وترفيع بعض الشخصيات التي تبدو أقرب للاتحاد الأوروبي والمتحمسة لدفع عجلة الديموقراطية في تركيا وتأقلمها مع الأسرة الأوروبية في أسرع وقت، وتجنب الشخصيات الراديكالية أو المتشددة. وثارت هذه التوقعات بعد الحديث عن ترفيع ياشار بيوك أنيط الى درجة فريق، وهو أمضى معظم فترة خدمته في ايطاليا وبلجيكا ومختلف الدول الأوروبية ويتمتع بشخصية ديبلوماسية ليبرالية الى جانب خبرته العسكرية. ومن شأن ترفيعه هذا ان يفتح الطريق أمامه للوصول الى منصب قيادة الأركان حسب التوقعات السنة 2006. وفي المقابل من المتوقع ان يتقاعد بعض من تبقى من الشخصيات العسكرية التي خططت لانقلاب العام 1997 البارد ضد نجم الدين اربكان رئيس الوزراء آنذاك، وذلك بعدما تمت تصفية أغلبهم خلال اجتماع الشورى العام الماضي. إلا ان ذلك لا يعني تراجع الجيش عن قرارات 28 شباط فبراير 1997 التي تهدف الى تصفية من يطلق عليهم اسم الرجعيين أو الراديكاليين الاسلاميين حيث يناقش الاجتماع الحالي ايضاً اخراج عدد من الضباط من الجيش بتهمة التورط في نشاطات دينية مع جماعات اسلامية راديكالية، وان كان الجيش التركي خلال هذا الاجتماع أو الاجتماع السابق يبدو وكأنه يخلع رداء الحساسية تجاه أوروبا واتحادها، ويبدي مواقف حرة أكثر في مسألة الديموقراطية والقضية الكردية، إلا ان المراقبين يؤكدون وجود خطوط حمر لا يمكن ان يتراجع عنها خلال مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، ومن أهمها القضية القبرصية التي لا يرى حلاً لها سوى من خلال صيغة كونفيديرالية اتحادية. ومما أعلن من ترفيعات وتغييرات في صفوف الجيش قبل بدء الاجتماع العسكري، إحالة الفريق رسيم بتر قائد قوات الجندرمة الى المعاش، ومن المتوقع ان يحل محله الفريق ايطاش يلمان. كذلك سيحال الفريق اتيلا اطيش الى المعاش وهو صاحب التهديدات المشهورة التي أطلقها ضد دمشق من على الحدود التركية - السورية، وأدت الى طرد اوجلان وعقد اتفاقية أضنة الأمنية بين الدولتين العام 1998. ومن المتوقع ان يحل محلس اطيش في قيادة القوات البرية الفريق حلمي أوزكوك الذي سيتولى قيادة الأركان لاحقاً العام 2002