اكدت مصادر عربية ل"الحياة" في لندن ان الرئيس بشار الاسد أصدر اخيراً مرسوماً رئاسياً "ثبت" فيه السيد عبدالحليم خدام والدكتور محمد زهير مشارقة كنائبين للرئيس "من دون تحديد مهمات لأي منهما"، اضافة الى "ابقاء" رئيس اتحاد نقابات العمال السيد عزالدين ناصر عضواً في القيادة المركزية ل"الجبهة الوطنية التقدمية" بعدما فقد منصبه في القيادة القطرية. وفي دمشق قال مسؤول رفيع المستوى ل"الحياة" ان الرئيس الاسد "حرص على ابقاء رفاق الرئيس الراحل حافظ الاسد في مناصبهم كدليل شهامة واخلاص وتقدير لجهودهم من جهة، وثقة بالنفس من جهة ثانية". واوضحت المصادر العربية في لندن ان الرئيس الاسد اصدر في بداية الشهر مرسوماً ب"تعيين" السيد خدام والدكتور مشارقة نائبين للرئيس وان المرسوم لم يتضمن تحديد مهمات لهما مع ان الاول كان يتسلم مهمة "الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية" والثاني "الشؤون الدينية والثقافية" حسب المرسوم الرئاسي الذي اصدره الرئيس الراحل حافظ الاسد في العام 1984، والذي تضمن ايضاً تكليف الدكتور رفعت الاسد "شؤون الامن القومي"، علماً بأن الاخير "اعفي" من منصبه بموجب مرسوم رئاسي صدر مطلع 1998. وتابعت المصادر العربية ان مرسوم الرئيس بشار تضمن ان "المرسوم ليس للنشر" في الجريدة الرسمية وبالتالي ابلاغ ذلك رسمياً لكل من له علاقة بالامر. وينوب الدكتور مشارقة عن الرئيس الاسد بترؤس اجتماعات القيادة المركزية ل"الجبهة الوطنية التقدمية" التي تشكلت في العام 1972 لتضم الاحزاب السياسية المرخصة بقيادة "البعث" الحاكم. في دمشق، قال مسؤول سوري رفيع المستوى ل"الحياة" ان تشكيلة القيادة المركزية ل"الجبهة الوطنية" تضمنت استبدال الذين فقدوا مناصبهم في القيادة القطرية ل"البعث" بموجب انتخابات المؤتمر التاسع في 20 حزيران يونيو الماضي، وان المنظمتين الوحيدتين اللتين مثلتا هما اتحادا العمال والفلاحين. بذلك احتفظ السيد ناصر بموقعه كرئيس لاتحاد نقابات العمال، في حين استبدل رئيس "اتحاد شبيبة الثورة" سعيد حمادي بالدكتور محمد الحسين رئيس المكتب الاقتصادي. وتضمن قرار التشكيل دخول كل من الفريق الاسد باعتباره رئيساً للجمهورية وامينا قطرياً للحزب والدكتور محمد مصطفى ميرو كرئيس للوزراء وعضو قيادة قطرية، وفاروق الشرع كعضو قيادة قطرية ووزير خارجية اضافة الى سلام الياسين وزير الادارة المحلية وعضو "قطرية". وبقي السيد خدام كنائب للرئيس وعضو قيادة قطرية، ورئيس مجلس الشعب السيد عبدالقادر قدورة. مناطقياً، نال الياسين مقعد محافظة السويداء الذي كان يشغله توفيق صالحة، والدكتور الحسين مقعد المنطقة الشرقية الذي شغله السيد حمادي، والسيد الشرع مقعد محافظة درعا الذي شغله رئيس الوزراء الراحل محمود الزعبي. ودخل الدكتور ميرو عن محافظة ريف دمشق بدلاً من رئيس مكتب الامن القومي السابق عبدالرؤوف الكسم الذي كان يمثل محافظة دمشق.