بدأ الحزب الديموقراطي بتركيز رسالته الانتخابية التي يعتقد مخططو الحزب بانها ستلقى دعماً من الناخبين الاميركيين في انتخابات الرئاسة، وتمييزها عن المقترحات الجمهورية، تمهيداً لبدء المعركة الاخيرة للسيطرة على البيت الابيض. فبعد ثلاثة أيام من الخطابات المتعددة الرسائل، والتي تراوحت من الدفاع عن حق المرأة باختيار الاجهاض مروراً بالدعوة الى مزيد من التسامح مع المثليين جنسياً وفرض قيود على اقتناء الأسلحة الفردية والتعليم والضمان الاجتماعي وتخفيض الضرائب، بدأ آل غور وجوزف ليبرمان بتركيز وتبسيط رسالتهم الى الشعب الاميركي. والغاية من ذلك وضع حد للضبابية التي تعتري مواقف الطرفين الديموقراطي والجمهوري بالنسبة للفرد الاميركي العادي. وخطا ليبرمان خطوات مهمة في هذا الاتجاه ليل اول من امس في خطاب قبوله لترشيح الحزب الديموقراطي له لنيابة الرئاسة. فقد اعلن انه "توجد خلافات حقيقية جداً بيننا وبينهم الجمهوريين في هذه الانتخابات". ووجه ليبرمان انتقادات قوية للجمهوريين متهماً اياهم بالتظاهر بالاعتدال وتبني المقترحات الديموقراطية. وقال "منذ اسبوعين، حاول اصدقاؤنا الجمهوريون ان يمشوا وان يتكلموا مثلنا. ولكن لنكن صادقين... قد نكون اقرب من هوليوود ولكن لم يكن هناك هذا القدر من التمثيل في فيلادلفيا منذ ان فاز الممثل توم هانكس بجائزة اوسكار عن فيلم "فيلادلفيا"". واضاف ساخراً "انا مسرور لأن الحزب الجمهوري غيّر خطابه، ولكني كنت اتمنى لو انهم قاموا ايضاً بتغيير سياستهم". وبعد ذلك بدأ ليبرمان بانتقاد سجل جورج بوش الابن بالنسبة للقضايا التي سيركز عليها الديموقراطيون في حملتهم الانتخابية. وعلى صعيد البيئة قال ليبرمان "بكل أسف اقول لكم انه في تكساس الولاية التي يحكمها بوش تعد نوعية الهواء والمياه الاسوأ في اميركا". ثم قارن ذلك مع مواقف غور بالنسبة لحماية البيئة منذ عشرين عاماً. وانتقل بعد ذلك الى اكثر المواضيع اهمية للفرد الاميركي: التأمين الصحي. فأعلن ان تكساس تأتي بالمرتبة الاولى بنسبة السكان الذين لا يملكون تأميناً صحياً. وتعهد بان يعمل وغور على تأمين تغطية صحية لكل طفل في الولاياتالمتحدة وتأمين الادوية لكبار السن الذين لا يستطيعون دفع كلفتها. وعن موضوع خفض الضرائب، قال إن الجمهوريين يريدون تخفيفها عن الاغنياء بينما يسعى الديموقراطيون الى التخفيف من اعباء الضرائب على الطبقة الوسطى. ولم يمر خطاب ليبرمان من دون التذكير بيهوديته. فروى كيف كانت جدته تلقى الترحيب من جيرانها المسيحيين وهي عائدة من الكنيس اليهودي يوم السبت. وذكر ايضاً كيف ان القوات الاميركية انقذت عائلة زوجته حاداثا من معسكرات النازية. وقال "ان تقوم ابنتهم بعد ذلك بنصف قرن بالوقوف على هذا المسرح دليل وشهادة على قوة الحلم الاميركي". وكانت حاداثا قدمت زوجها بعد ان عددت مزاياه الشخصية وحبه للخدمة العامة. وتجنب ليبرمان الاشارة الى مرشح نائب الرئاسة الجمهوري ريتشارد تشيني، مركزاً انتقاداته على بوش. وبعد خطاب قبول ليبرمان اعلن صديق غور الممثل تومي لي جونز عن ترشيح غور. ومن ثم اعتلت المنبر كارينا ابنة غور التي حاولت ان تعطي الوجه الانساني لغور المتهم بجموده. وقبل ان تنتهي فاجأ غور المؤتمر واعتلى المسرح وسط تصفيق الحضور ليعانق كارينا ويصطحبها الى خارج مكان المؤتمر. وبدأ بعد ذلك عد اصوات الوفود التي فاز بها قبل تسميته رسمياً مرشحا عن الحزب الجمهوري لرئاسة الولاياتالمتحدة. وفي اليوم ما قبل الاخيرللمؤتمر غاب ذكر الرئيس كلينتون عن المؤتمر بعد ان أسره في اليوم الاول مما اقلق معسكر غور الذي يسعى للتركيز على اظهار غور كشخصية قيادية قادرة على الحكم. وتوقعت مصادر ديموقراطية ان يختصر دور كلينتون في المرحلة القادمة بالعمل على استغلال رصيده الشعبي في اوساط الناخبين السود وحضهم على التصويت بكثافة الى جانب غور بعد ان حذر عدد من الديموقراطيين من امكان امتناع السود من المشاركة في الانتخابات احتجاجاً على اختيار يهودي ليكون مرشحاً لنائب الرئيس.