مع اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، فجر اليوم، يتبين ما هي الأولويات التي اهتم بها الناخب الأميركي وأدت الى تصويته باتجاه معين. فلكل مرشح من الحزبين الرئيسين الجمهوري والديموقراطي برنامج عمل يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي وخفض الضرائب. وعلى مدى الحملات الانتخابية اغرق المرشحان الناخبين بتفاصيل برامجهما الى حد ان الناخب العادي ما عاد ليميز بين مرشح وآخر، وإذا بالمعركة الانتخابية تتحول من شكلها التقليدي كصراع بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي لتصبح أهم القضايا فيها شخصية المرشح وسلوكه الشخصي بالاضافة الى الانطباع الذي تولد لدى الشعب الأميركي عمن يشكل رئيساً أفضل للبلاد. ستحدد نتائج الانتخابات أيضاً حجم الانقسام الموجود داخل المجتمع الأميركي. فحتى الساعات الأخيرة للحملة الانتخابية كانت استطلاعات الرأي تظهر تعادلاً وانقساماً متساوياً بين الناخبين حول المرشحين. أقبل ملايين الأميركيين أمس على مراكز الاقتراع في الولايات الخمسين لانتخاب الرئيس ال43 للبلاد بالاضافة الى 34 عضواً في مجلس الشيوخ و435 نائباً في مجلس النواب اضافة الى 11 حاكم ولاية. وأمضى المرشح الديموقراطي آل غور الساعات الأخيرة من حملته الانتخابية في ولاية فلوريدا المحورية في المعركة وقد تكون النتائج فيها حاسمة بالنسبة الى الانتخابات، بينما عاد المرشح الجمهوري الى ولايته تكساس ليتابع منها سير العملية الانتخابية. وبعد الاعلان عن النتائج سيتبين كيف اثر عامل اختيار السيناتور اليهودي جوزف ليبرمان في حظوظ آل غور في المعركة. وإذ نجح الحزب الديموقراطي في ابعاد يهودية ليبرمان عن سطح الحملة الانتخابية، فإن دراسة نتائج الانتخابات ستظهر ما إذا كانت ديانة المرشح لمنصب نائب الرئيس اثرت سلباً أو ايجاباً في الخيار الأميركي أثناء التصويت. وتعتبر المشاركة العالية ضرورية في معركة رئاسة محتدمة، خصوصاً عدد المسجلين كديموقراطيين أكثر من عدد المسجلين كجمهوريين. وأشارت استطلاعات الرأي، تحديداً "أي بي سي نيوز" الى أن القاعدة الجمهورية متحمسة لبوش بنسبة 84 في المئة، فيما بلغت حماسة قاعدة غور الديموقراطية 76 في المئة. وتلعب الاعتبارات كلها دوراً في يوم الانتخابات، ومنها حال الطقس. فالطقس الجيد يعمل لمصلحة الديموقراطيين وبالطبع يضرّ بهم الطقس الماطر، خصوصاً لأن المحافظين أكثر تفانياً في التصويت وأكثر التزاماً من الديموقراطيين. كان الطقس في نيويورك أمس جيداً، وهذا لمصلحة هيلاري كلينتون أما في ولايات ميشيغان ومينسوتا وويسكونسن فكان ممطراً طوال اليوم. وفي آخر استطلاع ل"اي بي سي نيوز" عشية الاقتراع تبين ان بوش متقدم بنسبة 48 في المئة، وحصل غور على 45 في المئة. وكان الانطباع السائد في يوم الانتخابات أمس ان آل غور يحتاج الى مفاجأة ليتمكن من الفوز.