حشد الحزب الديموقراطي كل ماكينته الاعلامية والدعائية لاعطاء دفع لمرشحه نائب الرئيس آل غور الذي لا يزال يعاني من مشكلة عدم قناعة الناخب الاميركي المستقل بقدرته على قيادة البلاد على رغم أن برنامج عمل الحزب الديموقراطي وافكاره اكثر شعبية وتقبلاً لدى المواطن الاميركي من تلك التي يبشّر بها خصمهم الجمهوري جورج بوش. وعلى مدى اربعة ايام سيحاول الحزب الديموقراطي في مؤتمره الوطني في لوس انجليس: الرد على مزاعم الجمهوريين، اقناع الاقليات بالتصويت "ديموقراطياً" كما جرت العادة، وجمع تبرعات اكثر لدعم حملة غور - ليبرمان، اقناع الديموقراطيين المحافظين بالتصويت لمرشحهم وتقديم نفسه على انه شخصية مستقلة قادرة على الحكم ومنفصلة عن الرئيس كلينتون وفي الوقت نفسه الاستفادة من شعبية كلينتون والازدهار الاقتصادي الذي نعمت به الولاياتالمتحدة خلال السنين الثماني الماضية. فأثناء انعقاد المؤتمر الجمهوري ركّز جورج بوش الابن ومرشحه لنيابة الرئيس ريتشارد تشيني على اظهار غور على انه "ظل" كلينتون ولا يمكن الفصل بينهما والتشديد على ضرورة التغيير. وخلال اعمال المؤتمر سيحاول مساعدو غور ابعاد الضوء عن كلينتون وزوجته هيلاري وهذا ليس بالشيء السهل، خصوصاً لأن هيلاري هي مرشحة عن مقعد الديموقراطيين في مجلس الشيوخ في ولاية نيويورك وكون الاعلام والمخلصين من الحزب الديموقراطي لا يزالون منبهرين بشخصية كلينتون وقدرته على اجتذاب الناخب الاميركي. وسينجلي مع نهاية المؤتمر الجدل حول ما اذا كان اختيار اليهودي المحافظ جوزف ليبرمان خياراً موفقاً. فالحزب الديموقراطي كان يضمن دائماً تصويت الأقليات اللاتينية والاميركيين السود واليهود الى جانبه، وتخشى اوساط الديموقراطيين ان يؤدي اختيار ليبرمان الى إغضاب الاقليات الاخرى الاكثر عدداً وتحديداً "الهيسبانيك" والسود. وسيسعى غور الى توحيد الاقليات تحت لواء الحزب لأن قلة حماسة هؤلاء وعدم مشاركتهم في التصويت ستحرم الحزب الديموقراطي من رصيد كبير قد يكلّفهم الانتخابات في حال ظلت المعركة متقاربة حتى الساعة الاخيرة. وتتوقع اوساط الديموقراطيين ان يساعد ليبرمان على اجتذاب تبرعات اضافية للمعركة وتحريك الشركات الكبرى التي تتأثر بالمصالح اليهودية لتقديم مساعدات مادية لحملة غور - ليبرمان. وسيناقش المؤتمر البرنامج الذي أعده غور لرئاسته، وهو يركز كالعادة على شؤون داخلية، بالاضافة الى انه يتضمن فصلاً عن السياسة الخارجية يركز في جانبه الشرق اوسطي على عملية السلام وينص بوضوح على اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. ولكن هذا الفصل لا يتضمن أي اشارة الى ازمة العراق التي يعتقد ان غور لم يشأ التركيز عليها كونها تخلو من "انجازات"، في حين ان خصمه بوش استخدمها لانتقاد سياسة كلينتون وغور. راجع ص3 وتؤكد اوساط حملة غور ان المؤتمر سيركز على السيرة الشخصية لنائب الرئيس وتعداد انجازاته منذ كان عضواً في مجلس الشيوخ والمقارنة بينها وبين سيرة جورج بوش الذي يعيب عليه الديموقراطيون قلّة خبرته. وسيسعى المتحدثون على منبر الحزب في الايام الثلاثة المقبلة الى "قتل" شعار الجمهوريين الجديد الذي يبشّر به جورج بوش وهو "المحافظة السمحاء". ومن المؤكد ان سجل بوش في حاكميته لولاية تكساس سيكون الاساس لذلك، اذ انه اثناء حكمه للولاية صادق على اكثر حالات الاعدام التي عُرضت عليه، وهو ما يتعارض مع مفهوم التسامح. وسيحاول الديموقراطيون تعزيز رسالتهم بالنسبة الى موضوع حق المرأة في الاختيار بالنسبة الى الاجهاض، مع تسليط الضوء على المواضيع التي تهمّ الناخب الاميركي اكثر من سواها، ومنها التأمين الصحي والضمان الاجتماعي، التي تشكل طروحات اكثر شعبية من تلك التي يقدمها الجمهوريون. الى ذلك أ ب قالت مستشارة المرشح الجمهوري بوش كوندوليسا رايس ان الاخير ملتزم نقل سفارة الولاياتالمتحدة من تل ابيب الى القدس، اذا انتُخب "لكن النقل لن يكون فورياً لأنه لا بد من اتمام التفاصيل". واضافت ان بوش يعتزم اجراء تغييرات في مجالات كثيرة في السياسة الخارجية "ومن المرجح ألا يكون الشرق الاوسط من ضمنها". واوضحت رايس ان بوش يدعم جهود كلينتون لجمع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للتفاوض، ويعتزم مواصلة الدور الاميركي النشيط في عملية السلام "لكنه لن يملي حلولاً". وقالت انه يعتقد انه "اذا توصلت اسرائيل وجيرانها العرب الى اتفاق يؤمنون اساساً انه يعزّز امنهم فإن الولاياتالمتحدة يجب ان تحاول تسهيل ذلك، ولا احد يستطيع فرض اتفاق". وكان بوش انتقد سابقاً كلينتون بسبب ما اعتبره ضغطاً على اسرائيل. وقالت رايس ان بوش يعتقد ان لاسرائيل الحق في ان تعلن عاصمتها "مثل اي بلد في العالم". وكانت رايس تتحدث امس في جامعة تل ابيب تحت عنوان "تحديات للسياسة الخارجية في القرن 21".