يبدأ الحزب الجمهوري مؤتمره العام مساء اليوم في ولاية فيلادلفيا لتسمية جورج بوش الابن مرشحه لانتخابات الرئاسة الاميركية، في ظل اقتناع وفوده بأن البيت الابيض سيعود إلى الجمهوريين، اذا ما لم يرتكبوا أخطاء مميتة منذ الآن وحتى موعد هذا الاستحقاق الدستوري. وسيقدم الجمهوريون في المؤتمر مشروعهم الانتخابي الذي يخوضون به الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل، ويحددون فيه للناخبين موقف حزبهم من القضايا التي تمس حياتهم اليومية. ويعتبر المؤتمر من أهم المحطات الانتخابية ويستمر أربعة ايام ويشاهده عشرات الملايين من الاميركيين على شاشات التلفزيون، ويختتمه المرشح بخطاب يقرر على أساسه عدد كبير من الناخبين رأيهم فيه. ويحاول جورج بوش تجنب أي خلاف بين التيارات المختلفة على مشروع الحزب، مصراً على تبني مشروع أقل تطرفاً في المواضيع التي تنفر الليبراليين من الجمهوريين كقضايا الاجهاض والمثليين جنسياً وحق اقتناء اسلحة نارية فردية، وهو ما يدافع الجمهوريون عنه مبدئياً. ويجعل هذا الاتجاه الرسالة الجمهورية إلى الناخبين أكثر اعتدالاً وانسجاماً مع طروحات بوش الذي يدعو الى "المحافظة السمحة" لتجنب ما حصل في مؤتمر الحزب عام 1992 حيث ترك هجوم المحافظ المتشدد بات بيوكانان على الليبراليين انطباعاً سلبياً في أوساط المعتدلين والليبراليين دفع الجمهوريون ثمنه غالياً في الانتخابات. وأعلن بوش الإبن انه سيحاول في خطابه ان يتخطى حدود الحزب سعياً إلى استمالة الناخبين المستقلين والديموقراطيين، موحياً بثقته بالتفاف الجمهوريين حوله خصوصاً بعدما اعلن اختياره ريتشاد تشيني المحافظ لمنصب نائب الرئيس. وأعلن المرشح الجمهوري في مقابلة انه لن يأتي على ذكر هيلاري كلينتون التي تخوض حملة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، على رغم أنها موضوع مفضل للجمهوريين للنيل من خصومهم الديموقراطيين. وتوقعت مصادر في حملة بوش ان يتجنب الهجوم على الرئيس بيل كلينتون لمعرفته بأن الأخير ما زال يتمتع برصيد شعبي كبير، وسيركز انتقاداته على ال غور. وافتقد اعلان اختياره تشيني قبل المؤتمر الاثارة، ما أخلى الساحة للتركيز على شخص بوش. وينسجم هذا مع المخطط الجمهوري، بالتركيز على تصوير بوش ورقة انتخابية رابحة بعد تعرضه لانتقادات في هذا المجال اثناء الانتخابات الفرعية ومواجهاته مع المرشح الجمهوري الآخر جون ماكين. وحظى المرشح الجمهوري بتغطية اعلامية واسعة قبل المؤتمر، وهذا ما ينعكس عادة ايجاباً على تأييده بأرقام الاستطلاعات. وأعلن المرشح الديموقراطي نائب الرئيس آل غور، في محاولة لخطف الاهتمام الاعلامي من الجمهوريين بعد المؤتمر، انه سيعلن باكراً مرشحه لمنصب نائب الرئيس في الثامن من آب اغسطس المقبل.