شهدت باريس امس اول كارثة جوية لطائرة كونكورد تابعة للخطوط الجوية الفرنسية كانت متوجهة الى نيويورك في رحلة خاصة لشركة سياحية المانية. واعلنت وزارة الداخلية الفرنسية مقتل 113 شخصاً في الحادث، وهم الركاب المئة وافراد الطاقم التسعة واربعة اشخاص على الارض. وتحطمت الطائرة بعد اقلاعها من مطار شارل ديغول في مدينة رواسي قرب باريس، واصطدمت بفندق "لو رولي بلو" في منطقة غونيس شمال رواسي. وعثر على جريح في موقع الحادث، لكن لم يُعرف اذا كان من ركاب الطائرة او احد زبائن الفندق او موظفيه. وافاد شهود عيان ان النيران كانت مشتعلة في محرك الطائرة الايسر، ثم سمعوا دوي انفجار كبير بعد حوالي دقيقتين من اقلاعها. وقال احد مسؤولي الطيران في مطار رواسي انه شاهد طائرة الكونكورد تقلع ومحركاتها مشتعلة. وذكر شاهد عيان آخر انه رأى الطائرة تقلع ثم تحاول العودة قبل ان تتحطم. واُوقفت كل الرحلات من مطار شارل ديغول بعد ظهر امس. وتوجه رئيس الحكومة ليونيل جوسبان ووزير النقل جان بيار غيسو الى المطار فور الاعلان عن الحادث. واعلنت ناطقة باسم الخطوط الجوية الفرنسية ان الطائرة كانت مؤجرة لشركة "ديلمان" الالمانية لتنظيم الرحلات السياحية. وكانت شركة "أير فرانس" والخطوط الجوية البريطانية اعلنتا اول من امس انهما اكتشفتا تشققات ميكروسكوبية في اجنحة الطائرة. ولكن "أير فرانس" قالت ان ذلك لا يشكل خطراً على الركاب. ودخلت طائرة كونكورد، وهي مشروع بريطاني فرنسي مشترك، الخدمة في منتصف السبعينات، وهي طائرة الركاب الوحيدة في العالم التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وهناك 13 طائرة في الخدمة، ست منها لدى "أير فرانس" وسبع لدى الخطوط الجوية البريطانية. ولم تتعرض الكونكورد من قبل لأي حادث اسفر عن ضحايا خلال ربع قرن من استثمارها التجاري، لكنها تعرضت لعدد من الحوادث التقنية التي تفاوتت خطورتها. وفي 30 كانون الثاني يناير الماضي ارغمت طائرتا كونكورد تابعتان للخطوط الجوية البريطانية على الهبوط الاضطراري في اقل من 24 ساعة. فقد اضطرت الاولى خلال عودتها من باربادوس الى الهبوط الاضطراري في مطار هيثرو بلندن بعد انطفاء احد محركاتها الاربعة. واضطرت الثانية بعيد اقلاعها من مطار هيثرو الى العودة ادراجها والهبوط بعد انطلاق انذار في قمرة القيادة عن وجود حريق في الطائرة.