أكد كبير مفاوضي الحكومة الفيليبينية روبرتو افنتاخادو ل"الحياة" ان الافراج عن الرهائن العشرين الذين تحتجزهم جماعة "أبو سياف" الاسلامية المتشددة في جنوب الفيليبين، لن يتم اليوم وانما غداً الخميس، وأضاف ان "الوضع الصحي للرهائن جيد ولكن وضعهم النفسي يبقى موضع تساؤل". وأفاد ان طائرة ليبية وصلت الى مطار مانيلا لنقل الرهائن الى العاصمة الليبية فور الافراج عنهم ليتسلمهم هناك مبعوثون عن بلدانهم. من جهة أخرى نفى افنتاخادو أن تكون حكومة مانيلا تستعد لشن هجوم واسع على هذه الجماعة بعد الافراج عن الرهائن، لكنه أكد أن الحكومة عازمة على وقف عمليات الخطف هذه. وكان افنتاخادو يتحدث هاتفياً مع "الحياة" من مانيلا التي سيغادرها الى خولو غداً صباحاً استعداداً لاطلاق الرهائن، ومن بينهم اللبنانية ماري معربس ابنة المحامي اللبناني ميشال معربس الذي يمكث في الفيليبين منذ اختطاف ابنته ماري في نيسان ابريل الماضي. وبدوره أكد الوسيط الليبي السفير السابق في مانيلا رجب الزروق ل"الحياة": "اننا نحضر لاطلاق سراح الرهائن اليوم أو غداً، ولا استطيع تحديد المكان أو الساعة"، آملاً بأن "لا يحصل ما يؤخر العملية". وقال ان الحديث عن دفع فدية "عار عن الصحة"، موضحاً أن الحكومة الليبية رصدت 26 مليون دولار لتنمية المنطقة، وأنه سيبقى في مانيلا للاشراف على عملية التنمية هذه. وأشار الى أنه بنى علاقة جيدة مع الخاطفين عبر زياراته المتكررة لهم. وأشاد الزروق بجهود الحكومة الفيليبينية للإفراج عن الرهائن، متمنياً "ألا تتكرر حوادث الخطف في المستقبل ولكن لا أحد يستطيع تأكيد ذلك"، مؤكداً أن اطلاق الرهائن سيتم بعد عمل مضن طويل وشاق. وغادر وزير الموارد المائية والكهربائية في لبنان سليمان طرابلسي، بتكليف من رئيس الحكومة سليم الحص، قبل ظهر أمس بيروت الى طرابلس الغرب لملاقاة معربس واصطحابها الى لبنان، ورافقته والدة الرهينة السيدة ثروت وخالتها السيدة مدحت، اضافة الى وفد اعلامي. وتوقع طرابلسي في تصريح في مطار بيروت وصول الطائرة التي تقل الرهائن فجر اليوم الى ليبيا، مؤكداًً وصولها الى الفيليبين "وطلبت الاذن للهبوط في المنطقة التي يقع فيها مكان احتجاز الرهائن". وقال ان "القضية اصبحت في نهاياتها وقد يكون وصول الرهينة الاربعاء". وشكر لليبيا مبادرتها. وسئل هل يلتقي مسؤولين في ليبيا؟ قال: "لا شيء يحول دون ذلك". وهل يثير معهم قضية الامام موسى الصدر؟ أجاب ان "قضية الامام المغيب موسى الصدر قضية مركزية بالنسبة الى جميع اللبنانيين، والحكومة لم تترك سانحة في معالجتها ومتابعتها وملاحقتها. واذا تسنى لنا ان نبحث في هذا الموضوع فلن نتأخر". وكانت عائلة الامام الصدر رحبت، في بيان أمس، بالافراج عن معربس، وتوقفت عند قضية الامام ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين المغيبين في ليبيا، داعية الى "رفع الصوت عالياً لتذكير من نسيها او تناساها بها". وقال البيان: "نسمع أخباراً عن ارتداء القيادة الليبية لباس الحق الانساني والقيام بدور لإطلاق الرهائن في الفيليبين، في حين لا تزال تصر على إخفاء مصير الامام الصدر ورفيقيه من دون ان يكشف عن هذه القضية وما اكتنفها من غموض حتى الآن منذ 22 عاماً ونيف". وأبدت عتبها على الحكومة اللبنانية "التي ارتضت لنفسها ان تزحف الى ليبيا للاستجداء من دون ان تأخذ في الاعتبار اي مقاييس او اعتبارات للحق والباطل في عملية التهالك بإيفاد وفد رفيع المستوى الى طرابلس الغرب، مما نحسبه براءة ذمة للقيادة الليبية التي ستبقى دائماًً في رأينا، المسؤول الاول والاخير عن اختفاء الامام الصدر ورفيقيه". وأوضح افنتاخادو ان الليبيين دخلوا المفاوضات منذ البداية "بطلب من الحكومة الألمانية وموافقة من الحكومة الفيليبينية"، ووصف السفير الزروق بأنه "خبير في الشؤون الفيليبينية ويتحدث التاغلوغ اللغة الرئيسية في البلاد بطلاقة". وقال ان لا علم له بفدية دفعتها ليبيا لإطلاق الرهائن "فالفدية الوحيدة هي التي دفعتها جريدة "درشبيغل" لاطلاق الصحافي الألماني". وأبلغ عبدالشكور تان، حاكم منطقة خولو، "الحياة" انه يتحدث باستمرار مع والد الرهينة ماري معربس، وان الأخير طلب منه أمس ارسال قالب حلوى الى ابنته لمناسبة عيد السيدة العذراء، ولبى تان الطلب. وقال تان ل"الحياة" ان اجتماعاً سيعقد اليوم الاربعاء في مكتبه يضم السفير الزروق وكبير المفاوضين افنتاخادو والدكتور فاروق حسين مبعوث الرئيس الفيليبيني استرادا، وانه متأكد من اطلاق الرهائن الأجانب قبل نهاية الاسبوع ويبقى الرهائن الفيليبينيون "الذين لم يتم التفاوض بشأنهم بعد". وأوضح تان ان المنطقة بحاجة الى حل جذري لوضعها الأمني، ورفض تأكيد تقارير تتحدث عن هجوم مؤكد للقوات الحكومية للقبض على الخاطفين بعد اطلاق الرهائن "علماً بأن الجيش الفيليبيني قادر على ذلك"، لكنه شدد على أهمية البدء بمشاريع التنمية لبناء بنية تحتية حديثة تتجاوب مع حاجات أهل المنطقة.