} أعلن مصدر عراقي ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي سيقوم اليوم بأول زيارة لوزير خارجية ايراني للعراق منذ عشرة اعوام بهدف تطبيع العلاقات المتوترة، في حين استبعدت أوساط إعلامية ايرانية حصول الزيارة اليوم بسبب التطورات التي تشهدها المنطقة خصوصاً في الأراضي الفلسطينية. بغداد، طهران - أ ف ب - تعود آخر زيارة لوزير خارجية ايراني للعراق الى 1990، اي بعد سنتين من انتهاء الحرب بين البلدين، عندما زار وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي العاصمة العراقية حيث اجرى محادثات مع المسؤولين العراقيين في شأن تطبيع العلاقات. وقال المصدر العراقي ان خرازي سيجرى محادثات مع نظيره العراقي محمد سعيد الصحاف تتناول "حل كل القضايا العالقة" وسيلتقي عدداً من كبار المسؤولين العراقيين. وباستثناء اتفاق على زيارة الحجاج الايرانيين العتبات الشيعية في العراق، لم تنجح بغدادوطهران في التوصل الى اي اتفاق يؤدي الى تحسين العلاقات بينهما. وصرح رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي ان بغداد "ترحب بأي مبادرة ايرانية تهدف الى تطبيع العلاقات بين البلدين وانهاء كل الملفات العالقة". وتأتي زيارة خرازي بعد الاجتماع الذي عقد بين نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان والرئيس الايراني محمد خاتمي على هامش قمة منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك التي عقدت في كراكاس في نهاية الشهر الماضي. وقال الكبيسي ان "العلاقات بين العراقوايران وتجاورهما يتطلب دائماً العمل من اجل تطوير العلاقة في اتجاه خدمة شعبي البلدين". وأعرب عن أمله ب"انهاء كل المشاكل"، مضيفاً ان بلاده "تعمل دائما بروح ايجابية ومسؤولية عالية مع اي مبادرة ايرانية سواء تمثلت بخرازي او اي مسؤول ايراني آخر". وأهم القضايا العالقة بين البلدين، مسألة أسرى الحرب التي استمرت بينهما ثمانية اعوام من 1980 الى 1988 والتعويضات والطائرات العراقية التي لجأت الى ايران قبيل حرب تحرير الكويت، وإيواء كل من البلدين حركات مسلحة معارضة للبلد الآخر. وتؤكد بغداد ان ايران ما زالت تحتجز حوالى عشرة آلاف اسير عراقي بينما تقدر عدد المفقودين بستين ألفا. كما تؤكد انها لم تعد تحتجز اسرى ايرانيين وان 400 من بينهم فضلوا البقاء في العراق بعدما ابلغوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر رفضهم العودة الى بلادهم. وتنفي طهران باستمرار مزاعم العراق بشأن الاسرى. وأفرجت في بداية آب اغسطس الماضي عن 728 اسيراً عراقياً مؤكدة انهم الدفعة الاخيرة من الاسرى العراقيين لديها. ويقول العراق انه ارسل الى ايران 115 طائرة عسكرية و33 طائرة مدنية قبيل اندلاع حرب الخليج لحمايتها من عمليات القصف. لكن طهران تؤكد ان لديها 22 طائرة فقط وانها مستعدة لاعادتها الى العراق اذا وافقت الاممالمتحدة على ذلك. وتتهم بغدادطهران بايواء المعارضة الشيعية العراقية وابرز فصائلها "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"، في حين تتهم ايرانالعراق بإيواء منظمة "مجاهدين خلق" كبرى حركات المعارضة المسلحة للنظام الايراني.