شهدت جنازة زعيم حزب "الوفد" فؤاد سراج الدين 90 سنة فوضى أمس إثر احتكاكات بين انصاره والشرطة التي نشرت قوات أمنية كبيرة في شكل لم تشهده القاهرة منذ سنوات. وكان مقرراً تشييع الجثمان الذي لُفّ بعلم مصر، في جنازة شعبية من مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير وسط القاهرة ولمسافة لا تتجاوز مئة متر. غير ان الوجود الأمني الكثيف في المنطقة فرض حصاراً على الجنازة، ومنع الجزء الأكبر من المشيّعين من المشاركة فيها وابقى عليهم في جوار المسجد. واغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية الى المسجد الواقع في مدخل حي غاردن سيتي. وعكست الجنازة حضوراً سياسياً رفيع المستوى. إذ شارك فيها مندوب عن الرئيس حسني مبارك هو السيد أشرف بكير ونائب رئيس الحكومة الدكتور يوسف والي وشيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ورئيسا البرلمان ومجلس الشورى الدكتور فتحي سرور والدكتور مصطفى كمال حلمي. كذلك لوحظ حضور غالبية اعضاء مجلس الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة الاحزاب والقوى السياسية وممثلين عن منظمات وهيئات نقابية وشعبية. ولفت أيضاً حضور رئيس "مركز إبن خلدون" الدكتور سعدالدين ابراهيم الذي أُطلق قبل يومين بعد احتجازه احتياطاً نحو 45 يوماً. وكان جالساً داخل دار العزاء بجوار رئيس البرلمان. وهو التقى سياسيين كانوا في الجنازة لتقديم واجب العزاء. واحاطت بمسيرة الجنازة لافتات سوداء وأخرى خضراء رمز الحزب كتبت عليها شعارات مثل "الوفد سيظل قلعة الحرية" و"عشت زعيماً ومت زعيماً يا فؤاد". وكان قادة الحزب ينوون على ما يبدو تحويل الجنازة الى تظاهرة شعبية تعكس ثقل الحزب جماهيرياً وسياسياً. واظهر هؤلاء غضباً شديداً بسبب الاجراءات الامنية التي أحاطت بالجنازة، وتلاسن بعضهم مع ضباط كبار في الشرطة، الأمر الذي كاد يتطور الى اشتباكات، لولا صدور تعليمات بإتاحة الفرصة أمام مرور جزء من المشيعين بعد التصاقهم بالشرطة. ولوحظ ان أنصاراً ل"الوفد" هتفوا ضد الحكومة والشرطة، وردد بعضهم عبارة "لا اله الا الله، سراج الدين حبيب الله"، وهي عبارة رددها أنصار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر - خصم زعيم "الوفد" - في جنازته قبل ثلاثين عاماً.