المنافسة في عالم الأزياء والموضة لا تزال محصورة ببضع مدن أوروبية ومدينة نيويورك الأميركية، وغالباً ما تقام العروض على منصات خشبية يتحلق حولها المتفرجون، وأحياناً تستخدم خلفيات لمواقع أثرية أو طبيعية أو مشاهد مستوحاة من أفلام الخيال العلمي لكسر رتابة العروض وتعزيز الحملات الدعائية المرافقة لها. وللدخول في هذه المنافسة، شروط يستحيل على المصممين الجدد تلبيتها، لكن بيلا فرويد 38 عاماً حفيدة الرائد في علم التحليل النفسي سيغموند فرويد، وجدت مدخلاً جديداً لعالم الأزياء والملابس الجاهزة، نقلها الى موقع بارز فيه وبسهولة فائقة. ولترويج تصاميمها لجأت بيلا الى الأفلام التسجيلية، وعرضت في فيلم "ليدي بيهايف" سيدتي أحسني سلوكك أزياءها لربيع - صيف 2000، خلال أسبوع نيويورك. مدة الفيلم 16 دقيقة ويروي قصة فتاة سيئة السمعة وفاضحة السلوك، ما يدفع بصديقها الى إجبارها على الالتحاق بمعهد لآداب السلوك والمعاشرة. وفي المعهد يوجه المنتسبون انتقادات لاذعة للمجتمع الراقي وسلوك أفراده المتعالية والمتملقة. وشاركت في الفيلم القصير مجموعة من عارضات الأزياء بينهن جودي كيد ولورا بايلي وديفون أوكي. وأخرج الفيلم الممثل الأميركي الشهير جون مالكوفيتش المعجب بأزياء بيلا. ولم يكن "ليدي بيهايف" التعاون الأول بين الممثل والمصممة بل سبقه فيلم قصير مدته عشر دقائق بعنوان "ستراب هانغينغ" عُرضت خلاله أزياء فرويد لخريف - شتاء 1999. ويروي الفيلم قصة ياباني يسيطر عليه هاجس غرق قريته القريبة من البحر تحت أمواج مفاجئة، فيصمم ثياباً داخلية تنتفخ عند الحاجة للتحول الى قارب نجاة. وترى فرويد أن الأفلام تشكل وسيطاً مناسباً لعرض الأزياء على رغم حواراتها المراوغة والبعيدة من الموضوع. وتوضح نظريتها بالقول إن "المشاهد يحظى بفرصة رؤية الأزياء المعروضة خلال الممارسات اليومية العادية عبر الفيلم المعروض، الأمر الذي لا يتوافر له في عروض الأزياء". وبالنسبة الى مالكوفيتش، فإنه يجد متعة حقيقية في الانتقال الى عالم الإخراج وإلى عالم الأزياء الذي عمل فيه خلال بداياته الفنية. ويقول مالكوفيتش في حديث أدلى به الى صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأميركية إنه معجب بعمل بيلا وبعمله معها ولكنه لا يأخذه على محمل الجد بصورة كاملة. لكن بيلا تخالفه الرأي تماماً وتعتبر أن عملها تحول الى نموذج أو نمط جديد أصبح له مريدوه في عالم الأزياء، خصوصاً في أوروبا، وفي بريطانيا على وجه التحديد، وتؤكد أن لأزيائها حالياً سوقاً معقولة في الولاياتالمتحدة. ومن بين تصاميم بيلا فرويد كنزة شتوية تحمل رسم كلب وعلى رغم أن التصميم غير متوافر لهذا الزي إلا أنه حصد نجاحاً مميزاً. واللافت في تجربة فرويد أن الأفلام التسجيلية لم تكن أحد خياراتها لعرض الأزياء ولكن فشلها المتكرر بالاشتراك في أسابيع نيويورك للموضة بسبب زحمة المصممين، دفعها الى ابتكار أسلوب آخر لاختراق هذا السوق المغلق، فلجأت الى الأفلام القصيرة مستعينة بشهرة جون مالكوفيتش. ولم يكن مالكوفيتش رصيد فرويد الوحيد، إذ شكل اسم عائلتها دفعاً ترويجياً لا بأس به، خصوصاً أن لأفراد عائلتها حضورهم المميز في عالم الثقافة والفن. فإضافة الى جدها سيغموند فرويد هناك والدها الرسام الشهير لوستيان فرويد وأختها الروائية البارزة إستر فرويد التي تحول كتابها "هيديوس كينكي" الخصلة البشعة الى فيلم سينمائي في 1998، ولعبت دور البطولة فيه كيت وينسليت نجمة فيلم "تايتانيك"، وأخيراً زوجها جيمس فوكس المعلق والصحافي ومؤلف كتاب "وايت ميستشيف" أذى أبيض. لكن فرويد ترفض الاعتراف بفضل عائلتها وتقول إن اسمها لم ينقلها الى أي آفاق بعيدة. تضيف: "انتماؤك الى عائلة معروفة قد يساعدك في لفت الأنظار في البداية فقط... ولكن عليك إثبات نفسك بعملك لتكمل الطريق، وهنا يصبح الاسم ثانوياً".