يبدأ الرئيس ياسر عرفات صباح اليوم زيارة الى كل من ايرانوروسيا لشرح الموقف الفلسطيني خصوصا بعد فشل قمة كامب ديفيد. واستبق عرفات زيارة ايران، بالاعراب عن رغبته في عقد قمة اسلامية، وقال للصحافيين فور عودته الى غزة من جولته العربية التي اختتمها بلقاء الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس: "بلا شك احدى النقاط الاساسية التي سأبحثها في ايران هي موضوع الدعوة لعقد قمة اسلامية وكذلك للجنة القدس"، مشيرا الى ان "موضوع القدس قضية اساسية في المؤتمرالاسلامي". وعن تلقيه دعما عربيا اثناء جولته الاخيرة خاصة ان مبعوثا اميركيا كان زار هذه البلدان لطرح وجهة النظر الاميركية، قال عرفات: "وجدت جوا وشعورا وتأييدا وتعاطفا لكل القضايا باعتبارنا نتكلم عن قضية ليست قضية فلسطين لكنها فلسطين عربية اسلامية مسيحية". زيارة ايران وكانت ايران وافقت على استقبال عرفات بناءً على طلب تقدم به للقاء الرئيس محمد خاتمي بصفته الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي. ومن المقرر ان يجتمع عرفات بخاتمي بعد ظهر اليوم. وحرصت الاوساط الايرانية على وضع الزيارة في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي، وقال مصدر مطلع ل "الحياة" ان الزيارة لا تخرج عن هذا الاطار، معتبرا "ان اللقاء مع الرئيس خاتمي جاء بناء على طلب تقدم به عرفات". وعكس هذا الموقف حالة القطيعة السائدة بين ايرانوعرفات منذ الثمانينات عند اندلاع الحرب العراقية - الايرانية، والتي تعمقت منذ انطلاقة مؤتمر مدريد وبعد اتفاق اوسلو وباقي الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل في اطار عملية التسوية في الشرق الاوسط. وزار عرفاتطهران عام 1997 للمشاركة في مؤتمر منظمة المؤتمر الاسلامي، واجتمع بخاتمي. وتحركت طهران اخيراً، بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي، لحشد دعم الدول الاسلامية للقضية الفلسطينيةوالقدس. وكان لافتا الموقف الذي اعلنه الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الجمعة الماضي، وفيه اشادة ضمنية بعدم تقديم الجانب الفلسطيني تنازلات التخلى عن القدس لصالح اسرائيل في قمة كامب ديفيد الثانية. ورأى رفسنجاني ان تهديد الادارات الاميركية بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس، جاء بعد رفض الفلسطينيين التنازل عن القدس. زيارة روسيا ومن المقرر ان يقوم عرفات بزيار لروسيا اليوم يلتقي خلالها بوتين ووزير خارجيته ايغور ايفانوف، وسط انباء عن مبادرة روسية لدفع عملية السلام. وفي غزة، دعت السلطة الفلسطينيةروسيا الى لعب دور اكثر قوة من السابق في عملية السلام بهدف الوقوف في وجه التفرّد الاميركي والانحياز الكامل للدولة العبرية. وقال المدير العام لدائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير مرعي عبدالرحمن ل"الحياة": "ان روسيا تستطيع ان تعلن موقفاً قوياً حيال العملية السلمية الجارية في المنطقة"، مطالباً بتجسيد هذا الموقف كراعٍ لعملية السلام. واضاف: "ان اي دور روسي قوي في عملية السلام سيساعد اوروبا على مواجهة التفرّد الاميركي في العملية، وسيشكّل سنداً قوياً للموقف الفلسطيني". وزاد: "هذا الموقف يشكل سنداً قوياً لنا، مع انه ليس حاسماً، الا انه مهم"، مشدداً على ان روسيا "بخبرتها تستطيع ان تقدم صيغاً في قضيتي القدس واللاجئين". وفي موسكو اف ب، اعلن المدعي العام الاسرائيلي الياكيم روبنشتاين امس في ختام زيارة استغرقت يومين الى روسيا ان اسرائيل تعتمد على موسكو للتأثير على عرفات في اطار عملية السلام. ونقلت وكالة "انترفاكس" للانباء عن روبنشتاين قوله ان روسيا يمكن ان "تسدي عرفات نصيحة جيدة لكي يتخذ موقفا اكثر انفتاحا خلال المفاوضات". واضاف خلال مؤتمر صحافي خصص للصحافيين الروس قبل مغادرته ان "عرفات كان منغلقا على كل اقتراحاتنا وعلى اقتراحات الولاياتالمتحدة كذلك، لكنه لم يقترح شيئا في المقابل ولم يكن مستعدا لاتخاذ قرارات" خلال مفاوضات كامب ديفيد.