أخذ المشهد السياسي في باكستان منعطفا جديدا، ستكون له تداعياته على الوضع الداخلي في المستقبل القريب، وذلك عقب الإعلان عن تعرض كلثوم نواز زوجة رئيس الوزراء السابق نواز شريف لأزمة صحية طارئة، وإعلان الأطباء المعالجين لها في العاصمة البريطانية إصابتها ب«سرطان الغدد الليمفاوية». وكانت كلثوم توجهت أخيرا إلى لندن بشكل مفاجئ بعد ترشحها لخوض الانتخابات على عضوية مقعد البرلمان الشاغر عن زوجها في لاهور والذي لم يخسره من قبل، ما سيتيح الفرصة أمامها في أن تصبح عضوا في البرلمان، ومن ثم تترشح لمنصب رئيس حزب الرابطة الإسلامية الحاكم خلفا لزوجها نواز شريف، الأمر الذي يتيح لها إمكان تقلد منصب رئاسة الوزراء لاحقا. وبحسب مصادر مقربة من أسرة شريف، فإن كلثوم نواز لاتزال في مرحلة إجراء مزيد من الفحوصات الطبية، إلا أن صحتها تبدو جيدة ومعنوياتها عالية، لكن المصادر التي تحدثت إلى «عكاظ»، رفضت الخوض في أية تفاصيل عن عودة زوجة رئيس وزراء باكستان السابق. بيد أن الأمر المؤكد أن النكسة الصحية المفاجئة لزوجة نواز شريف ستجعلها تعيد النظر في قرار خوضها الانتخابات أو ترشحها لمنصب رئيس الوزراء أو رئيسة الحزب الحاكم الذي لايزال شاغرا رغم تعيين السردار يعقوب رئيسا مؤقتا له. وبينما أقرت مريم ابنة كلثوم في تغريدة لها أمس (الأربعاء)، أن والدتها أصيبت بسرطان الغدد الليمفاوية وهي في مرحلة العلاج، نفى وزير السكك الحديدية خواجد رفيق الأنباء التي ترددت أن مريم شريف ستكون بديلة لوالدتها لخوض الانتخابات في مقعد 120 في لاهور بعد الإعلان عن مرضها. وتعرف كلثوم بهدوئها وصمودها وإرادتها القوية، وهو ما ظهر جليا من خلال قيامها بالاحتجاجات خلال فترة سجن زوجها بعد الانقلاب العسكري عليه من قبل الجنرال برويز مشرف. من جهة أخرى، أجرى قائد أركان الجيش الباكستاني آصف باجو، اتصالا هاتفيا مع نواز شريف للاطمئنان على صحة زوجته كلثوم داعيا لها بالشفاء العاجل.