قبل ثمانية أعوام وعشية انعقاد واحدة من دورات مهرجان "كان" السينمائي، توفيت الممثلة الألمانية الشهيرة مارلين ديتريش في شكل مباغت، فاجأ دورة المهرجان نفسها، ليطغى ظل الفنانة الغائبة على أعماله، وتتصدر صورها الصحف والمجلات والملصقات. يومها كان من الواضح أن رحيل مارلين ديتريش يفقد السينما العالمية جزءاً كبيراً من عالمها الذهب، ويسبب انعطافة اساسية في تاريخ النجوم. فمارلين ديتريش التي ولدت وترعرعت في ألمانيا، وقدمت هناك ثم في الولاياتالمتحدة الأميركية بعض أروع الأدوار التي خلدتها في ذاكرة الجماهير، وخلدت تحديداً نظراتها الحادة وابتسامتها الحائرة بين أقصى درجات الحنان والتهكم... لم تكن نجمة عادية، بل كانت دائماً نجمة النجمات، الى جانب لويز بروكس وغريتا غاربو، أي أنها انتمت الى ذلك النوع الذي جمع بين النجومية والحضور والأداء الرائع. ومن المعروف أنها عادت في سنواتها الأخيرة الى ألمانيا حيث عاشت وكرمت كثيراً. من هنا لم يكن مفاجئاً أن يأتي التكريم الجديد لمارلين ديتريش من ألمانيا. وأهميته أنه تكريم سينمائي من النوع الذي كان من شأن بطلة "الملاك الأزرق" أن تحبه وتفتتن به: التكريم جاء على شكل فيلم سينمائي حمل اسم "مارلين" وبدأ يعرض في المانيا منذ الربيع الفائت، ويعرض الآن في الكثير من المدن الأوروبية معيداً الى الحياة اسطورة تلك النجمة التي كانت قوية الشخصية، دائمة التهكم، وأوقعت في غرامها بعض كبار أهل السينما بدءاً بجوزف فون شتروهايم الذي كرس لها جزءاً من حياته وعمله. الفيلم الجديد أخرجه جوزف فيلسماير، وقامت بأداء الدور الأول فيه، دور مارلين، ممثلة في الثلاثين من عمرها هي كاتيا فلينت، تقول الآن إنها مدينة بالشهرة للنجمة الكبيرة في شكل يجعلها تبدو، حتى أمام نفسها، كأنها تجسيد حي لتلك الممثلة الساحرة... الى درجة أنها حتى في أحلامها تجد الآخرين ينادونها باسم مارلين، وتستجيب هي النداء!