أكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف الذي وصل إلى الشيشان أمس ان القوات الفيديرالية "صانت استقلال روسيا"، وانها جاءت إلى الجمهورية "لتبقى طويلاً". وأعلن انتهاء المعارك التي استمرت خمسة أيام في منطقة سيرجين يورت، فيما وجه حاكم الشيشان المفتي أحمد قادروف نداء إلى الرئيس أصلان مسخادوف ودعاه إلى التنازل عن صلاحياته والتفاوض لإنهاء القتال. وحضر سيرغييف مراسم افتتاح الثكنات المرابطة الدائمة لقوات الفرقة 42 التي تقرر أن تبقى في الأراضي الشيشانية، وقال إن بناء هذه الثكنات "له مغزى سياسي"، مشيراً إلى ان القوات "جاءت لكي تبقى أمداً طويلاً". وأشار الوزير إلى ان القوات المسلحة تمكنت في الشيشان من "صون وحدة أراضي روسيا واستقلالها"، وعليها الآن أن تكفل السلام والاستقرار في المنطقة. واعتبر سيرغييف ان المعركة التي استمرت خمسة أيام قرب بلدة سيرجين يورت "انتهت بالاجهاز الكامل" على مجموعة من المقاتلين، قال إن غالبيتهم من العرب. وذكر ان ما يربو على 100 مسلح قتلوا خلال الاشتباكات. وأكد الوزير ان المسلحين كانوا يخططون لشن هجوم على غوديرميس التي غدت "العاصمة الموقتة"، وفيها مراكز القيادتين العسكرية والمدنية. إلا أن مسؤولاً في مديرية الأمن الروسية في الشيشان كذب عملياً ما جاء على لسان الوزير، ونقلت عنه وكالة "انترفاكس" ان "لا معلومات عن استعدادات" لمهاجمة غوديرميس. وهذه ليست المرة الأولى التي "لا تعرف اليد اليمنى ما تفعله اليسرى"، كما يقول الروس. إذ ان تصريحات المسؤولين الفيديراليين حافلة بالتناقضات. ففي حديثه أمس عن معارك سيرجين يورت، قال الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي إنه تم العثور على "اشلاء 40 مسلحاً"، فيما كان أكد قبل ذلك مصرع "ما لا يقل عن 80". وأشار الوزير إلى مقتل أكثر من 100، وأوردت وزارة الداخلية رقماً آخر هو 150. وبعدما أعلن مساء الخميس عن مصرع القائد الميداني المعروف اربي بارايف، عاد ياسترجيمبسكي أمس لينفي هذا النبأ، ويؤكد أنه "لا وجود لجثة بارايف" بين القتلى.