يسعى اللبناني الأصل رالف نادر، المرشح للرئاسة الأميركية، الى استمالة أصوات الناخبين في نقابات العمال الذين يخشون على مستقبل وظائفهم نتيجة سياسة الحكومة المؤيدة للعولمة والتبادل التجاري الحر. والمعروف عن نادر 66 عاماً انه من أكثر الناشطين في حماية المستهلك وأشهرهم، وهو رأس جمعية لهذه الغاية لمدة طويلة من الزمن قبل ان يصبح مرشحاً أساسياً عن "حزب الخضر". وكان مقرراً أن يعلن رسمياً ترشيحه للرئاسة، مساء أمس الأحد، خلال مؤتمر الحزب، بالاضافة الى ترشيح وينونا لادوك الناشطة في الدفاع عن الهنود الأميركيين لمنصب نائبة الرئيس. استبق نادر مؤتمر الحزب بهجوم على النظام السياسي القائم على مبدأ الحزبين اللذين تسيطر عليهما المصالح الذاتية. وتعهد أمام وفود حزب البيئة انه سيخوض معركة الانتخابات تحت شعار "التأمين الصحي لكل المواطنين" و"سن قوانين لحماية البيئة". ويعتبر تأثير نادر في الانتخابات أكثر بكثير من حظوظه للفوز بها. فالقاعدة الشعبية التي يغرف منها مؤيديه هي قاعدة ديموقراطية، وهذا ما سيكون له تأثير كبير على المرشح الديموقراطي نائب الرئيس الحالي آل غور. فمعظم نقابات العمال وأحزاب حماية البيئة والجمعيات الليبرالية يؤيد خط عمل الحزب الديموقراطي خصوصاً في موضوع البيئة الذي يعتبره غور من أهم المواضيع التي ينادي بها. ويظهر تأثير نادر واضحاً في ولاية كاليفورنيا المهمة في الانتخابات المقبلة. إذ أشار آخر استطلاعات الرأي فيها الى ان نادر يحظى بتأييد 9 في المئة من الناخبين. وإذا استمر هذا الاتجاه فإنه يهدد غور ب"كارثة" انتخابية، خصوصاً ان ولاية كاليفورنيا تضم عدداً كبيراً من الهيئات الانتخابية التي تصوّت في الرئاسة الأميركية. وعلى المستوى الوطني أظهرت استطلاعات الرأي ان نادر يحظى بتأييد 4 في المئة من أصوات الناخبين في حال تمت الانتخابات اليوم، وهو رقم خطير جداً لآل غور في انتخابات تبدو حظوظه فيها متقاربة مع حظوظ خصمه الجمهوري جورج بوش. اذ بيّن استطلاع تنشره مجلة "نيوزويك" الاسبوع المقبل ان غور وبوش متعادلان، وحصل كل منهما على 45 في المئة من أصوات الناخبين المسجلين الذين شملهم الاستطلاع، وبقيت 10 في المئة من الأصوات غير محسومة. ويعتقد المراقبون ان تأثير رالف نادر على آل غور مماثل لتأثير بات بيوكانان مرشح حزب الاصلاح على المرشح الجمهوري جورج بوش الابن، لأن بيوكانان اليميني المحافظ يأخذ من أمام بوش الأصوات المحافظة التي تطالب ببرنامج عمل أكثر محافظة من برنامج عمل بوش. ويبقى رهان المرشحين نادر وبيوكانان على امكان مشاركتهما بالمناظرة التلفزيونية التي تعتبر من أهم المحطات الانتخابية في الطريق الى البيت الأبيض، فمن شروط المشاركة في المناظرة الحصول على الأقل على 15 في المئة في استطلاعات الرأي، وهذا الرقم حددته لجنة تنظيم المناظرة الرئاسية المؤلفة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وعن هذا الموضوع يقول نادر انه في حال اشراكهما في المناظرة "فإن المشاهدين سيصابون بالنعاس" في إشارة الى انتقادات لغور وبوش بأنهما مملان ولا يملكان عناصر الجاذبية والإثارة. واستطاع حزب نادر حتى الآن جمع مليون دولار لحملته الانتخابية مقارنة بخمسة آلاف دولار عام 1996. وفي حال حصل حزب الخضر على 5 في المئة من الأصوات في انتخابات هذه السنة فهذا سيمكنه من الحصول على معونات فيديرالية في انتخابات سنة 2004. وهناك عدد من المرشحين لمقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات المقبلة عن حزب الخضر.