نيويورك - رويترز - قال خبراء في شؤون العملات أمس إن النمو القوي الذي حققه الاقتصاد الأميركي خلافاً للتوقعات، في الربع الثاني من السنة الجارية، يوجه ضربة للتوقعات بأن تحقق العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، انتعاشاً ازاء الدولار في الأمد القصير. وكانت التكهنات عن تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الأميركي عززت آمال الأسواق بأن يستعيد اليورو، الذي يعاني من ضعف مزمن، تعادله مع الدولار مطلع السنة المقبلة مع سعي الاقتصاد الأوروبي إلى اللحاق بالاقتصاد الأميركي. وذكر المحللون ان أحدث دليل على مرونة الاقتصاد الأميركي سيجعل من الصعب على اليورو تحقيق ارتفاع كبير في مستواه ازاء الدولار. وقال مدير عمليات الصرف الأجنبي في "بنك مونتريال" اندرو بوش إن هذا الاقتصاد الأميركي لا يتباطأ الآن مطلقاً. وأضاف: "ما دمنا مستمرين في تلقي احصاءات ايجابية من الولاياتالمتحدة، فإنه سيكون من الصعب على اليورو تحقيق انتعاش كبير". وكانت وزارة التجارة الأميركية ذكرت ان اجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة ارتفع بمعدل سنوي 2.5 في المئة في الربع الثاني من سنة 2000 بالمقارنة مع معدل بلغ 8.4 في المئة في الربع الأول. وكان الاقتصاديون يتوقعون نسبة أكثر اعتدالاً تبلغ 8.3 في المئة. وعززت تلك الأرقام التكهنات بأن يعمد مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الأميركي إلى رفع أسعار الفائدة مجدداً لكبح جماح النمو الاقتصادي. وأدى ذلك إلى انخفاض اليورو بشدة أمس إلى أدنى مستوياته منذ أسبوع ليبلغ 25.92 سنت، وهو مستوى يقل كثيراً عن أعلى مستوى له الشهر الماضي والذي بلغ 97 سنتاً. كما أنه لا يزيد عن مستواه المنخفض القياسي الذي سجله في أيار مايو الماضي وبلغ 50.88 سنت إلا بمقدار يقل عن خمسة سنتات. وقال كبير الاقتصاديين في مؤسسة "ناتويست غلوبال فاينانشال ماركتس" رام باجافاتولا: "اعتقد ان الأرقام الخاصة باجمالي الناتج المحلي أعادت طرح التوقعات الخاصة باحتمال تشديد مجلس الاحتياط لسياسته النقدية". وكان اليورو، الذي رافقت عملية اطلاقه آمال كبيرة، بلغ نحو 17.1 دولار في كانون الثاني يناير من العام الماضي، لكنه شهد تراجعاً مطرداً في قيمته منذ ذلك الحين، ولم يرتفع في التداولات إلى ما يزيد عن الدولار الواحد منذ شباط فبراير الماضي. وتوقع اقتصاديون، استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم الأسبوع الماضي، أن يرتفع اليورو في المتوسط إلى 01.1 دولار في الربع الأول من السنة المقبلة، وأن يواصل الارتفاع في اتجاه 05.1 دولار في الربع الثالث مع لحاق الاقتصاد الأوروبي بالاقتصاد الأميركي. إلا أن محللين ذكروا ان سلسلة من الاحصاءات الاقتصادية الأميركية ينتظر إعلانها قريباً ستساهم في توضيح الصورة التي لا تزال غير واضحة تماماً للاقتصاد الأميركي. وأشاروا إلى ان التقرير عن الوظائف في الولاياتالمتحدة لشهر تموز يوليو والمقرر إعلانه الأسبوع المقبل، سيكون مؤشراً مهماً قبل الاجتماع المقبل الذي سيعقده مجلس الاحتياط لوضع السياسات النقدية في 22 آب اغسطس.