أعرب النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة الذي اجتمع مطولا مع الرئيس ياسر عرفات مساء الخميس الماضي في رام الله ان المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ستستمر حتى الثالث عشر من شهر ايلول سبتمبر المقبل. وقال بشارة في حديث الى "الحياة" ان الفلسطينيين يميلون الى الاستمرار في المفاوضات والبناء، على "الاختراق الذي حقق في الخطاب الاسرائيلي" بالنسبة الى القدس وان كان موقف المفاوضين الفلسطينيين الاول ان ما طرحه باراك في كامب ديفيد ليس فقط غير مقبول بل ولا يصلح اساسا للتفاوض". واضاف: "رغم ان باراك لم يتجاوز خطوطه الحمر في مفاوضات القمة، الا ان ذلك لا يمنع ان يسعى الفلسطينيون الى الاستفادة من الاختراق في الخطاب الاسرائيلي". ورأى بشارة ان أي تصعيد في الشارع الفلسطيني، اي اندلاع عنف في الظروف الحالية، "سيكون مقدمة لتسوية لن تكون في مصلحة الفلسطينيين" مشيرا الى ان السلطة الفلسطينية لا تسعى الى تأجيج الاوضاع في الاراضي الفلسطينية. وأوضح بشارة ان الضغوط التي يتعرض لها باراك من الاحزاب الاسرائيلية "لا تبشر ان باراك سيعدل من مواقفه من المسألة الفلسطينية وسبل حلها"، مشيرا الى ان الموقف الصعب الذي يعانيه رئيس الحكومة الاسرائيلية ليس في الحقيقة بسبب الفلسطينيين بل بسبب "الحماقات التي ارتكبها في الاشهر السابقة والتي نفرت العلمانيين والمتدينين منه". وعلى رغم الصورة القاتمة التي يراها باراك، الا انه حظي بتأييد رئيس أقوى دولة في العالم. فقد اسهب الرئيس الاميركي بيل كلينتون في مقابلة نادرة مع القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي في مديح باراك وتجاوز المديح بالوعيد للفلسطينيين اذا نفذوا قرارهم بتجسيد السيادة الفلسطينية على كامل الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967. واعتبر كلينتون أن اعلان الفلسطينيين دولتهم "خطأ جسيم"، مضيفا انه ستكون له انعكاسات خطيرة على العلاقات الفلسطينية - الاميركية. وقال في المقابلة ذاتها، ان الفلسطينيين وافقوا على تعويض "اللاجئين اليهود" من الدول العربية. واضاف ان "تعويض اللاجئين اليهود والفلسطينيين يتطلب اقامة صندوق دولي يعني بهذه المسألة"، موضحا انه بحث مع دول مثل اليابان والدول الاوروبية في هذا الخصوص. على صعيد آخر "الحياة"، أ ف ب أعلن مكتب باراك ان زيارة الأخير لمصر والتي كانت مقررة امس ارجئت الى الاسبوع المقبل ل"أسباب تقنية". وكان من المفترض ان يزور باراك لساعات الاسكندرية ليطلع الرئيس حسني مبارك على نتائج قمة كامب ديفيد. وافاد المصدر نفسه ان الزيارة التي ارجئت ل"أسباب تقنية" ستتم في "الاسبوع المقبل". وربما الثلثاء. وكان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى اكد ان القاهرة ستعترف بالدولة الفلسطينية حتى ولو أعلنت من طرف واحد ومن دون اتفاق مع اسرائيل. وقال: "ان اعلان الدولة الفلسطينية في أي لحظة من اللحظات وأي تاريخ وبصفة خاصة في 13 ايلول سبتمبر سيلقي اعترافاً كاملاً من جانب مصر". وعما اذا كان من الممكن تحقيق تقدم خلال الفترة المقبلة قبل موعد اعلان الدولة الفلسطينية، قال موسى: "نرجو ان تكون كل الخطوات التي تتخذ مؤدية الى دعم عملية السلام والتحرك نحو الانتهاء من الملف الفلسطيني - الاسرائيلي وليس العكس لأن أي خطوة يجب ان تؤدي الى حل هذه المعضلة". وأوضح ان "أي خطوة سلبية يمكن ان تمس باحتمالات النجاح والتقدم وستكون خطوة ضارة". ورداً على سؤال بخرق اعلان الدولة الفلسطينية التعهدات التي قطعت في كامب ديفيد، قال موسى: "ان المستوطنات ومحاولات تهويد القدس بالتأكيد تعتبر اجراءات أحادية الجانب". ووصل الى القاهرة امس رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق قدومي في زيارة تستغرق يومين. واعتبر قدومي "ان فشل قمة كامب ديفيد هو نجاح للطرف الفلسطيني ودليل واضح على تمسكه بالثوابت السياسية والاساسية وهي ضرورة انسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها وعودة القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين".