أكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف احتمال استئناف الرحلات الجوية بين موسكووبغداد ووعد بالسعي الى رفع العقوبات عن العراق في اسرع وقت. وقال ان بلاده ستقوم ب"عمل هجومي" لإزالة عوائق تعترض صادرات روسية الى بغداد، فيما لمح نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى جهود روسية ل"تطبيع" العلاقات في منطقة الخليج. وشدد ايفانوف في مؤتمر صحافي مشترك مع طارق عزيز عقداه امس، بعد جلسة محادثات طويلة، على ان روسيا ترى "انه من ناحية القانون الدولي لا توجد عوائق أمام استئناف الرحلات الجوية" بين العاصمتين العراقية والروسية. واضاف ان هذا الموضوع "نوقش في خطوطه العامة" اثناء اجتماعات طارق عزيز مع "القيادة الروسية". وكان المسؤول العراقي التقى يوم الاربعاء مع الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف. وكانت "الحياة" ذكرت قبل وصول عزيز الى موسكو ان النية متجهة الى استئناف الرحلات الجوية، وأوضح مصدر مطلع ان الطائرات المتجهة الى بغداد يمكن ان تهبط في عمان أو اي بلد آخر مجاور للعراق لتفتيشها من جانب هيئات دولية. وأشار ايفانوف امس الى وجود "قضايا فنية" بينها مشكلة التحليق في أجواء دول اخرى. وقال ان روسيا ستواصل درسها لقضية استئناف الرحلات. وتعهد الوزير الروسي العمل على رفع العقوبات "بأسرع وقت" مقابل موافقة عراقية على استئناف الرقابة الدائمة على البرامج العسكرية المشمولة بقرارات مجلس الأمن. وشدد على ان تنفيذ العراق للقرارات يجب ان يتم "في ظروف مناسبة"، واشار تحديداً الى ضرورة انهاء الغارات الجوية الاميركية والبريطانية، ودعا البلدين الى "التخلي عن أساليب القوة التي تعقد الوضع". وتحدث المسؤول الروسي صراحة عن ضرورة "وقف التدخل في شؤون العراق الداخلية". كما لام ايفانوف لجنة العقوبات التي "تعرقل دائماً" عقوداً توقعها شركات نفط روسية مع العراق. وذكر ان موسكو تنوي القيام ب"عمل هجومي لفك اسار" العقود المذكورة، الا انه لم يوضح طبيعة نيات موسكو. واشار الى ان روسيا تمكنت خلال الآونة الأخيرة من "اطلاق سراح" 60 عقداً قيمتها 200 مليون دولار كانت مجمدة في اللجنة. ومن جانبه، قال طارق عزيز ان العراقوروسيا "شريكان قديمان لهما مصالح مشتركة". وسئل هل اتفق البلدان على مبادرة لرفع العقوبات قال: "ليست هناك مبادرة محددة بالمعنى التنفيذي بل هناك جهود تقوم بها روسيا مع الدول الأخرى المحبة للسلام". واشاد ب"الموقف الثابت والمبدئي" للرئيس بوتين في "العمل على رفع الحصار ووقف العدوان" على العراق. واشار الى ان روسيا تبذل جهوداً لتطبيع الأوضاع وتطوير التعاون الاقتصادي والسياسي بين دول المنطقة، في حين ان الولاياتالمتحدة "تهدف الى تأزيم الوضع وإعاقة عمليات التطبيع". وكان ايفانوف اشار الى ضرورة اتخاذ "اجراءات أمن وثقة" في الخليج تراعي كل تعقيدات المشاكل في المنطقة. ولاحظ المراقبون ان وزير الخارجية الروسي استخدم لهجة متشددة في رده على انتقادات اميركية لموسكو بسبب استقبالها عزيز، وقال ان روسيا "دولة سيدة ومستقلة وهي وليس غيرها من يحدد مع من وعلى أي مستوى تقيم علاقاتها". وتابع ان موسكو "ستظل تقيم الحوار النشيط" مع بغداد وتدعو الدول الاخرى الاعضاء في مجلس الأمن الى الاقتداء بها "بدلاً من انزال ضربات جوية مخالفة لقرارات المجلس".