ردت القاهرة بسرعة على بيان للخارجية الاميركية اعربت فيه عن قلقها البالغ ازاء تمديد حبس رئيس "مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية" الدكتور سعد الدين ابراهيم مرة ثانية على ذمة التحقيقات التي تجري معه واخرين من الباحثين والمتعاملين مع المركز والتي يواجهون فيها تهم "تلقي اموال من جهات اجنبية مقابل إمدادها بمعلومات مغلوطة عن الاوضاع في البلاد ما يؤثر على موقف مصر السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المحافل الدولية، ويضر بالامن القوى للبلاد". وواجه المحققون ابراهيم وسكريترته، كل على انفراد، بتفاصيل عن التهم الموجه اليهما، وانتهوا الى تمديد حبسهما احتياطياً لمدة 15 يوماً. وكان لافتاً ان القرار جاء بعد أقل من 24 ساعة على تصريح لنائب الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكار اكد فيه قلق الوزارة البالغ ازاء استمرار حبس "المواطن الاميركي سعد الدين ابراهيم" الذي وصفه بأنه "ناشط بارز في مجال حقوق الانسان"، مشيرا الى ان الادارة الاميركية "رفعت الامر الى اعلى المستويات في الحكومة المصرية"، واعتبر ان الاجراءات التي اتخذت في حق ابراهيم "غير مبررة حيث لم توجه له اي تهم حتى الآن". وفي اول رد فعل اميركي على التطور الاخير اعرب ناطق باسم السفارة الاميركية في القاهرة عن خيبة امله ازاء قرار تمديد حبس ابراهيم، معتبراً ان القرار "مثير للاستياء الشديد لكونها المرة الثانية التي يتم فيها تمديد الاعتقال دون عرض الامر على القضاء" واوضح ان السفير الاميركي في القاهرة دانيال كيرتزر "سينقل الى مستويات عليا في الحكومة المصرية وجهة النظر الاميركية حول القضية". وسمح رئيس النيابة لابراهيم، قبل بدء التحقيق بلقاء افراد اسرته، في مقرالنيابة في القاهرة. واجهش هؤلاء بالبكاء عقب اعلان قرار تمديد الحبس، واعلنت زوجته الدكتورة باربارا إبراهيم عقد مؤتمر صحافي في منزل الاسرة في ضاحية المعادي غداً السبت ذكرت انها ستعلن فيه حقائق عن القضية. ورفض فريد الديب محامي ابراهيم التعليق على تمديد حبس موكله، لكنه لم يخف غضبه لصدوره على ذلك النحو. وكان الديب سلّم النيابة اثناء التحقيق مذكرة اعدها بالتنسيق مع ابراهيم ردت على التهم التي وجهت له نص المذكرة ص 5 . وعلمت "الحياة" ان وقائع التحقيق تركزت على علاقة ابراهيم بمركز ابحاث حلف الاطلسي "الناتو، وانه اوضح ان اتفاقاً بين "مركز ابن خلدون" والحلف تم قبل اشهر لإعداد ابحاث حول السيناريوهات المحكمة في المنطقة، ونفى ان تكون الابحاث تتعلق بجوانب عسكرية. كما تطرقت التحقيقات الى علاقة ابراهيم بجامعة حيفا، لكنه نفى تماماً ان يكون ابرم اتفاقاً مع تلك الجامعة لإعداد ابحاث عن عملية السلام والتطبيع بين اسرائيل والدول العربية، واشار الى ان المستندات التي قدمتها اجهزة الامن خلت من اي وثيقة تتعلق بالموضوع. ودار حديث طويل بين المحققين من جهة وابراهيم ومحاميه من جهة اخرى حول تهم "التزوير والنصب وتلقي رشوة دولية" التي وجهت من قبل الى رئيس "مركز ابن خلدون". وكانت النيابة مددت في الصباح حبس السكرتيرة عبدالنور ما بدد امال ذوي إبراهيم في إطلاقه. على صعيد آخر، باشرت الشرطة المصرية تحقيقات في شأن مقتل مواطن قبطي وجرح ثلاثة آخرين في هجوم تعرضوا له صباح امس اثناء سيرهم في احد شوارع قرية الصول التابعة لمدينة اطفيح في محافظة الجيزة. وافادت مصادر مطلعة ان الحادث وقع اثناء خروج فخري عياد مسعد من مزرعته ومعه ثلاثة من العاملين في المزرعة هم هاني مجدي عياد وعفيفي فهيم وابنه ثابت حينما اطلق مجهولون النار على الاربعة وفروا. فقتل الاول وجرح الباقون الذين نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج. وانتقلت اعداد كبيرة من قوات الامن الى المكان وحاصرته وفرضت طوقاً امنياً حول القرية واخضعت السيارات المارة على الطرق المؤدية لها لتفتيش دقيق. وباشرت النيابة التحقيقات واستمعت الى اقوال عدد من اهالي القرية الذين ذكروا ان خلافاً وقع بين القتيل وعدد من أهالي القرية من المسلمين بسبب إقدامه على بناء كنيسة من دون الحصول على ترخيص من السلطات.