نوهت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية بالطريق السريع العابر للصحراء أو ما أسمته ب(طريق التحدي) الذي سيسهل عبور الصحراء الأكثر أسطورية في العالم مؤكدة أن الجزء المغربي من هذه الطريق أصبح جاهزا. وأوضحت الصحيفة في مقال لها لهذا الأسبوع أن عبور الصحراء الأكثر أسطورية في العالم لن يتم من الآن فصاعدا بالاعتماد على البوصلة وقوافل الجمال أو على متن سيارات الجيب رباعية الدفع في رحلات محفوفة بالمخاطر أحيانا، ولكن سيتم فوق طريق مسفلتة ذات مسارين تنطلق من أقصى شمال القارة السمراء وتحديدا مدينة طنجة على بعد 13 كلم من الساحل الأوربي الجنوبي إلى قلب إفريقيا جنوب الصحراء مرورا بالأراضي الموريتانية وصولا إلى السينغال والبلدان المجاورة. ونظريا يمكن للمسافر على طول هذا الطريق بعد الانتهاء من أشغاله أن ينطلق من إسبانيا ليقطع جبل طارق والمغرب من الشمال إلى تخومه الصحراوية جنوبا ثم صحراء موريتانيا ومنها إلى الجنوب سواء على طول الساحل الأطلسي عبر السينغال، أو عبر الطرق التي تعبر مالي فالنيجر للوصول إلى نيجيريا. وذكرت اليومية الأمريكية أنه تم الانتهاء من أشغال إنجاز الجزء المغربي وكذا الجزء الرابط بين الجنوب الموريتاني والسينغالي مشيرة إلى أن الجزء الأصعب هو الآن في طور الإنجاز عبر الرمال المتحركة في الصحراء الموريتانية للربط بين ميناء نواديبو شمال عند الحدود الجنوبية للمغرب وشمال العاصمة نواكشوط. ونقلت الصحيفة في استطلاع أجرته في المنطقة عن مهندس موريتاني قوله: إنها بداية المعركة الحقيقية ضد الصحراء. وتابعت الصحيفة أن حكومة نواكشوط تأمل في أن تجذب الطريق العابرة للصحراء السياح نحو المدن القديمة والمحميات الطبيعية وأن تقلص من كلفة المواد القادمة من شمال أفريقيا وأوروبا وأن تسهل التصدير من موريتانيا السمك والحديد نحو أوروبا عبر الطرق البرية دون الاستعانة بالنقل الباهظ عبر الطيران ، مضيفة أن نجاح المشروع يعني استفادة مجموعة من البلدان الأخرى مثل مالي والنيجر على مستوى التجارة والسياحة. وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت هذه الطريق ستسهل السفر من أوروبا نحو أفريقيا فإنها ستغري بالمقابل الأفارقة الراغبين في العبور إلى الضفة الأخرى، مشيرة إلى أن عددا غير محدد من رعايا بلدان أفريقيا الغربية يستعملون موريتانيا كنقطة للعبور في هجرتهم نحو الشمال أوروبا. وقالت إن الكل يعرف أن الطريق الجديد من شأنه أن تزيد من تدفق المهاجرين نحو أوروبا لكن ذلك سيتم كما أكد ديبلوماسي غربي في نواكشوط جنبا إلى جنب مع التنمية.