لوّحت السلطات اليمنية امس بإغلاق جامعة "الايمان" الاسلامية التي يرأسها ويملكها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس مجلس الشورى في التجمع اليمني للاصلاح، في ضوء الاجتماع الحاشد الذي نظمته هذه الجماعة اول من امس في اطار حملتها ضد صحيفة "الثقافية" و"مواجهة دعاة الكفر والردّة والإساءة للدين الاسلامي والذات الالهية". وشنت صحيفة "الثورة" اليومية الرسمية امس هجوماً شديداً على الشيخ الزنداني فاعتبرت دعوته الى تشكيل "مجلس للايمان" في الاجتماع الذي عقد في مقر الجامعة "مخالفة صريحة للدستور والقوانين النافذة" اذ انه يعطي لنفسه "حق الوصاية على الدين في بلد الاسلام والايمان والحكمة". وعلى رغم ان الرئيس علي عبدالله صالح رعى اكثر من مرة حفلات تخرّج الطلاب من جامعة الايمان، آخرها العام الماضي، وتبرع بمبلغ كبير من المال لبناء الجامعة عام 1995 بعد خروج الزنداني من مجلس الرئاسة بموجب التعديلات الدستورية آنذاك، الا ان افتتاحية "الثورة" اعتبرت ان هذه الجامعة غير مصرّح لها رسمياً. وقالت الصحيفة ان تساؤلات كثيرة تُطرح حول نشاطات "جامعة الايمان" واهداف القائمين عليها. واعتُبر كلام "الثورة" تلويحاً بإمكان اتخاذ اجراءات لاغلاقها والحدّ من نشاطها، اذ انها تستوعب نحو خمسة آلاف طالب جميعهم ينتمون للتيار الاسلامي والتجمع اليمني للاصلاح. ويأتي الهجوم على الزنداني بعد يوم واحد من سفر الشيخ عبدالله الاحمر رئيس مجلس النواب زعيم "التجمع" الى ايطاليا في زيارة رسمية. وركّزت "الثورة" انتقادها على ما وصفته ب"تحريض" الزنداني ضد قرار منع حمل السلاح في المدن الرئيسية، واتهمته بإثارة الفتنة. وقالت انه لا يمثل التجمع اليمني للاصلاح، و"نخاطبه هنا كشخص يمثل نفسه". واضافت انه لا يتردد في اطار مفاهيمه الغريبة "التي لا تستقيم مع اي منطق سليم" في "اشاعة الفوضى واثارة الفتن في المجتمع ولأهداف لا يعلمها الا الزنداني نفسه". وأشارت الى "تغليبه مصالحه الذاتية على المصالح العامة وهو أمر مستغرب من شخص يدّعي انه الأعلم من غيره بأمور الدين ومسؤوليات الخطباء والوعّاظ في ارشاد المجتمع ونصحه بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن التطرّف والغلو والتشدد والانغلاق والجمود". وحذّرت الصحيفة من استمرار الشيخ الزنداني في "ادعاء الوصاية على الدين والناس". وتأتي الحملة الصحافية الحكومية على الزنداني في ضوء التطورات الخطيرة التي طرأت اخيراً على قضية صحيفة "الثقافية" ورئيس تحريرها الصحافي سمير اليوسفي بسبب اعادتها نشر رواية "صنعاء مدينة مفتوحة" التي اعتبر الاسلاميون ان فيها "اساءة للذات الالهية والدين الإسلامي".