صيف هذا العام، وعلى غير العادة، ساخن على صعيد الأحداث التقنية في المنطقة العربية، ولعل الأسخن والأكثر لفتاً للانتباه تسارع التطورات التقنية الخاصة بتوفير خدمات الوصول إلى الإنترنت عبر شاشات الهواتف الجوالة. وتبرز أهمية هذه التقنيات بشكل أساسي في حقيقة أن عدد مستخدمي الهواتف الجوالة في المنطقة العربية يتجاوز الآن وبحسب تقديرات شبه رسمية حاجز التسعة ملايين مستخدم، يتزايدون يومياً، من بينهم مليون في كل من الإمارات ومصر والسعودية. وكل واحد من هؤلاء الملايين التسعة مرشح لأن يستخدم هاتفه الجوال لتصفح مواقع الإنترنت. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن ما ينطبق على الهاتف الجوال هنا ينطبق أيضا على "منظمات المعلومات الشخصية" PDAs وما ماثلها من الكمبيوترات الكفية "PalmPCs" التي تتصل بالإنترنت لاسلكياً، فهي تستطيع استقبال معلومات الواب، ولكن باستخدام متصفح خاص يعرف باسم "مايكروسوفت موبايل إكسبلورر" أو أي متصفح مماثل. ومن ناحية تقنية تقوم الفكرة هنا على استخدام بروتوكول التطبيقات اللاسلكية "Wireless Application protocol" WAP، الذي يتيح عرض صفحات مكتوبة بلغة "WML" على شاشة الهاتف الجوال الذي يدعم هذا البروتوكول. وبالطبع فالعملية برمتها ستتم مروراً بخادم للويب توجد عليه البيانات المطلوبة وقواعد البيانات وصفحات الواب، وخادم هاتفي عادي يتوافر لدى شركة الاتصالات. لكن هنالك مطلباً إضافياً من ناحية تقنية لا بد من توافره لكي يتمكن الناس من استخدام هذه الهواتف لتصفح الإنترنت، هو بوابة الواب WAP Gateway، وهي بوابة برمجية تتيح الترجمة الفعلية بين إشارات الهاتف الجوال وإشارات خادم الويب، بالاتجاهين. وحتى وقت قريب، كان من المطروح نظرياً على الأقل أن تتوافر هذه البوابات لدى موفري خدمة الاتصال بالهاتف الجوال GSM operators، لكن الوضع تغير الآن مع قيام شركة Phone.com بطرح بوابة مضمنة يمكن تضمينها في الهاتف الجوال نفسه، مما يلغي الحاجة لتوافر البوابة لدى شركة الاتصالات. وتأتي هذه البوابة مدمجة مع متصفح "واب" خاص هو "واب براوزر 1.1". وسرعان ما تبنت الشركات المنتجة هذه الفكرة، وبادرت إلى طرح هواتف جوالة مزودة هذه البوابة، مما أتاح عملياً لمستخدمي الهواتف الجوالة في المنطقة العربية التعامل الكامل مع الإنترنت من هواتفهم الجوالة. وتتوافر الآن في أسواق الخليج والمنطقة العربية تشكيلة واسعة من الهواتف الجوالة التي تدعم الواب، وتضيف إلى ذلك قدرات حاسوبية مختلفة على مستويات عدة. وإضافة إلى دعم الواب، أصبح بإمكان المستخدم الآن نقل بيانات بين هاتفه الجوال وكومبيوتره الشخصي، عبر منفذ خاص للأشعة تحت الحمراء، بما في ذلك تبادل دفاتر العناوين ورسائل البريد الإلكتروني وملفات نصية قصيرة، عدا عن إمكان طباعة بعض ما يتوافر على الهاتف الجوال من معلومات إلى أي طابعة تحوي منفذاً خاصاً للأشعة تحت الحمراء. مواقع المعلومات إلى ذلك، وتلبية للحاجة الطبيعية بدأت مواقع الواب، وخصوصاً تلك التي توفر معلومات عن المنطقة العربية بالظهور في الشبكة. وكان أولها موقع www.info2cell.com ويمكن الوصول إليه من خلال الهواتف الجوالة على العنوان wap.info2cell.com الذي بدأ تقديم خدماته إلى هواتف الواب منذ شباط/فبراير الماضي، بعد فترة تجريبية قدم خلالها خدماته على شكل رسائل قصيرة SMS. ويبث الموقع خدماته حالياً باللغتين العربية والإنكليزية، ومن المنتظر أن يبدأ تقديم خدمات بشكل تجاري مع بداية شهر آب/أغسطس المقبل. تقوم فكرة هذا الموقع، كما يوضحها بشار دحابرة مديره العام، على توفير معلومات مهمة على الموقع تشمل الأخبار بكل تفاصيلها ومعلومات عن الحالة الجوية وحركة المطارات وأسعار العملات والأسهم وأهم النشاطات في البلد أو المدينة التي يختارها المستخدم، عدا عن إمكان الاستفادة من خدمات رئيسية مثل متابعة شحنات الطرود السريعة، وطلب الشراء إلكترونياً، وحجز تذاكر الرحلات الجوية ومجموعة متنوعة أخرى من الخدمات. وتبث معلومات هذا الموقع حاليا باللغة الإنكليزية مع إمكان توفير بعض الأخبار باللغة العربية، لكن دحابرة أكد ل"الحياة" أن موقعه سيبث كامل المعلومات بالعربية قريباً. ووفقاً لدحابرة، فإن رجال الأعمال ومستخدمي الهواتف الجوالة لن يقوموا بتصفح الإنترنت باستخدام هواتفهم إلا عند تذكيرهم أو وجود ما يستدعي ذلك، وهذا ما جعله يصمم موقعه حيث يتيح للمستخدم القدرة على تفصيل الخدمات التي يريد المستخدم الاستفادة منها، وذلك باستخدام وظيفة في موقع الويب تحت مسمى my info2cell، لتعيين الخدمات والمعلومات التي يريد الحصول عليها من خلال هاتف الواب. وترتبط هذه الخدمة بخدمة تذكير عبر الرسائل القصيرة SMS notification ترتبط بما يستجد على الموقع. كأن يطلب المستخدم إعلامه عندما يزيد سعر سهم معين على مبلغ محدد! وهنالك مواقع خدمية تقدم خدمات جزئية عبر الواب مثل موقع AMEinfo الذي يقدم عناوين الشركات العاملة في المنطقة وموقع @cell الذي يتيح خدمة الصفحات الصفراء. أما عالمياً فحدث ولا حرج إذ يندر الآن أن تجد موقع معلومات عالمياً لا توجد منه نسخة خاصة للواب. موقف الشركات أوردنا في ما سبق موضوع بوابة الواب وعلاقتها بالتصفح، الأمر الذي دفع بالشركات المنتجة للهواتف الجوالة إلى تبني بواباتها الخاصة. لكن فكرة وجود بوابة محلية لدى شركات خدمة الهواتف الجوالة ترتبط بخدمات مكملة مثل الدعم الكامل للعربية، وكذلك ربط خدمة الواب بأي خدمات مكملة توفرها شركات الجوال، مثل خدمة تحديد المكان، التي تتيح لموقع الواب أن يوفر خدمة مثل "زودني بأسماء المطاعم الشهيرة في المدينة التي أدخلها". الأمر الذي يثير شكوكاً حول قدرة شركات الاتصالات العربية الحالية على توفير هذه الخدمة بصورة فاعلة خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار سرعة نقل المعلومات المتوافرة على "خطوط الهاتف المستخدمة" في الدول العربية. وحالياً تتوافر بوابة واب لدى أربع شركات جوال في المنطقة العربية هي "فاست لينك" الأردنية و"موبيل نت" و"كليك نت" المصريتان و"سيليس" اللبنانية. ويبدو أن كلاً من شركة اتصالات الإماراتية و"باتلكو" البحرانية و"أس تي سي" السعودية لا تزال تدرس توفير هذه البوابة. وهنالك قضية أخرى مرتبطة بالأمر، وهي كلفة إجراء المكالمة للاتصال بخط الإنترنت، وحالياً لا يوجد أي استثناء لهذه المكالمات، لكن مصادر في شركة "باتلكو" البحرانية أوضحت أن الشركة خصصت رقماً خاصاً مجانياً لتلقي مكالمات الاتصال بالإنترنت عبر الشركة، حيث لا يدفع المستخدم سوى كلفة اشتراكه بالإنترنت.