سقطت دمعة من مقلتي الرئيس عثمان جنيح، رئيس النجم الساحلي ولولا بعض الكبرياء وتاريخ مرصع بالذهب كلاعب في فريق النادي والمنتخب لكانت نهاية الجلسة السنوية للنجمة الحمراء مأسوية. كانت دموع ساخنة في حجم الاتهام الذي وجهه الاحباء: الخيانة، خيانة النجمة الحمراء من اجل "العدو رقم واحد" الترجي التونسي والتهاون في مباراة قاتلة بينهما في الموسم الماضي من اجل مقعد بالاشتراك مع سليم شيبوب في "نادي تونس" الذي يشرف على حظوظ المنتخب. وفي الحقيقة ان دموع عثمان جنيح ليست الاولى في مسيرة رؤساء الاندية التونسية الممزوجة بالآلام والدموع ولحظات فرح، فقبله بكى سليم شيبوب ولم يعرف النوم طيلة اسبوع بعد هزيمة النهائي في كأس رابطة الابطال الافريقية، بكى الشريف بالأمين يوم هزيمة الافارقة امام الترجي... وآخرون بكوا في سرهم خوفاً من جماهير تونسية التي لا ترحم. ويبدو ان احلام وآمال الساحلية اصبحت تتجاوز الوصافة في الدوري وكأس الاتحاد الافريقي التي رفعوها في الموسم الماضي، ولقد فهم جنيح الرسالة جيداً وهي ان مهمة الرئاسة التي عاد اليها لمدة سنتين اضافيتين تمر اولاً واخيراً عبر التتويج ببطولة الدوري وليس اقل من ذلك. ويبدو هذا المطلب شرعياً ومعقولاً، فالنجم الساحلي يمتلك في صفوفه خيرة النخبة الشابة للاعبي تونس امثال قيس الزواغي في الدفاع وقيس الغضبان المتوج افضل لاعب عربي لهذا الموسم وثنائي الهجوم زياد الجزيري وعماد المهذبي اضافة الى وصيف الهدافين البرازيلي سانتوس سيلفا الذي انتقل الى نادي سوشو الفرنسي والليبي طارق التايب الذي انضم الى الصفاقسي ب500 ألف دينار. واذا اضفنا الى هذا الرصيد البشري الهائل موازنة تجاوزت ال5 ملايين دينار واطار فني محلي قدير بقيادة لطفي البنزرتي نفهم حجم خيبة جماهير النجمة الحمراء والتي انفجرت في الجلسة العامة وتجاوزت حدود "اللياقة" واحترام تاريخ النادي ومسيرته. ويستعد النجم الساحلي للعب على واجهات عدة متمثلة في كأس تونس، وبطولة وكأس الموسم المقبل وكأس الاتحاد الافريقي. وكان النجم عقد اكبر صفقة عندما ضم لاعب مستقبل المرسى امير المقدمي بأكثر من 325 ألف دينار، واعاد الكرَّة هذا الموسم بضمه لاعب الشبيبة القيروانية لطفي السلامي ب300 ألف دينار. واذا اضفنا الى ذلك صفقات اخرى فإن عجز الموازنة ربما تفاقم... ولكن صفقة سيلفا درت علي مليون دينار ربما عدّلت موازنته المالية. ونتيجة للنجاح الباهر الذي حققه سيلفا حين سجل في موسمين قرابة 40 هدفاً، فقد جدد الساحلي رحلته نحو البرازيل بضمه روجييرو وأوليفيرا اللذين اقسما امام احباء النجمة الحمراء على شطب سيلفا من ذاكرتهم عبر ابداعاتهم واهدافهم. وبعد الآلام والدموع يبدو ان النجمة الحمراء ورئيسها مصرّان على تعديل اتجاه مركز التتويجات والالقاب الى الساحل التونسي.