استضافت مدينة "دوربان" في جنوب افريقيا اعمال "المؤتمر العالمي الثالث عشر حول مرض نقص المناعة المكتسبة" Acquired Immuno Defciency Syndrome أو الإيدت AIDS. ويبلغ عدد المصابين بالفيروس المُسبب للمرض حوالى خمسين مليوناً، يتركز نصفهم في افريقيا. وتسبب الايدز في مقتل 15 مليون افريقي خلال العقدين الأخيرين. فما هي المستجدات حول الايدز وانتشاره والوقاية منه وعلاجه؟ ينجم المرض عن الاصابة بفيروس من نوع خاص "أتش أي في" HIV يدخل الى الجسم ويستقر في الكريات البيض المسؤولة عن مناعة الجسم ومقاومته. في البداية، يمر الفيروس بفترة كمون حتى ان الجسم لا يلاحظه ولا يتنبه لوجوده. وتستمر هذه الفترة لمدة تصل الى ثلاثة أشهر. عندما يتنبه الجسم الى وجود الفيروس يبدأ بمقاومته بواسطة انتاج اجسام مضادة Antibodies تحاول التصدي للفيروس. وأهمية الأجسام المضادة أنها تمكن من اكتشاف الفيروس، فالفحوص المختبرية تتعرف الى الايدز من وجود هذه الأجسام المضادة. أحياناً لا ينجم عن وجود الفيروس سوى بعض الأعراض البسيطة والعابرة، كمثل الاصابة بارتفاع في الحرارة ومع وهن وأوجاع عضلية. وبعدها لا يشعر حامل الفيروس بأي أعراض. وتتأتى خطورة هذا الوضع من عدم الانتباه لوجود الفيروس في دم الجسد وسوائله، ما لا يظهر الا بالفحص المخبري. تحاصر الاجسام الفيروس وتحاربه لفترات تتفاوت بحسب القابلية على المقاومة، وأحياناً يستمر البعض لسنوات طويلة من دون معاناة أي نوع من الأعراض، ويُسمى المصاب فيها: "حامل فيروس HIV". ينتقل الفيروس عبر الوسائل التالية: أ - الاتصال الجنسي مع المصاب، ونوع الفيروس الموجود في أوروبا وأميركا ينتشر أكثر بين الذكور المثليين جنسياً، في ما لا يفرق نوع الفيروس المنتشر في افريقيا بين طرق الجنس المختلفة. ب - عبر الدم المنقول، سواء مباشرة، كما في حال العمليات الجراحية أو التبرع بالأعضاء، أو بطريقة غير مباشرة مثل المشاركة في الأدوات الواخزة للجلد كالإبر والشفرات وغيرها. ج - ينتقل الفيروس من الأم الحامل الى الجنين، وهو نوع خاص من الانتقال بواسطة الدم. وبخلاف الاعتقاد الذي راج طويلاً، فإن الإرضاع عن طريق الثدي ينقل الفيروس الى الطفل. الفترة السابقة لظهور الأعراض هي التي يشار اليها لدى الحديث عن الاصابة بفيروس HIV، ومع ظهور الأعراض تبتدأ مرحلة مرض الإيدز. من المهم ملاحظة سبل الوقاية، وهي الأساس في مواجهة الإيدز، وأهمها: أ - تجنب الاتصال الجنسي مع من يشتبه بوجود الفيروس لديهم، وفي هذا المجال لا يجدر الركون الى الافتراضات المسبقة والتخمين. ب - الحرص على علاقة مستقرة مع شريك جنسي مع اجراء الفحص، وتكراره بعد ثلاثة أشهر، في حال الشك بانتقال الفيروس. ج- النتيجة السلبية للفحص الأولي المعروف ب "اختبار بلوت" BLOT نسبة الى مكتشفه لا تعني دائماً غياب الفيروس، ونظراً لوجود فترة كمون، فهنالك حاجة لتكرار الفحص اذا كانت احتمالات انتقال الفيروس عالية. وفي المقابل فإن النتيجة الايجابية، أي التي تُظهر وجود الفيروس، لا تعني دائماً الاصابة بال HIV. والتأكد يتم من طريق فحص أكثر تطوراً وتحديداً هو اختبار "إيلازا" ELIZA. د - استعمال الواقيات الذكرية Condoms في الاتصال الجنسي العابر أو غير المأمون. ولا يجب الركون كلياً الى قدرة الواقي، لكن استعماله يخفض من احتمال الاصابة الى حد كبير. تشمل أعراض الايدز فقدان الوزن وارتفاع الحرارة والاسهال المزمن والوهن المستمر وتكرار الاصابة بالالتهابات في مختلف أنحاء الجسم، وظهور نوع معين من سرطان الجلد والأمعاء يسمى كابوتسي ساركوما Caposci's Sarcoma والايدز يفضي دائماً الى الموت.