صادف يوم الاثنين الأول من ديسمبر لعام 2014م الاحتفال باليوم العالمي لمرض العوز المناعي المكتسب المعروف بمرض الإيدز. وقد كان شعار منظمة اليونسكو لهذه السنة هو "ردم الهوة يبدأ بالتعليم" وهو الشعار الذي يعكس رسالة حملة برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والتي تدعو إلى القضاء على وباء مرض الإيدز بحلول عام 2030. واعتباراً من نهاية عام 2013، بلغ عدد المصابين بفيروس الإيدز، حسب التقديرات الصحية العالمية، نحو 35 مليون شخص، منهم 2.1 مليون أصيبوا بهذا المرض في العام الماضي فقط، منهم أربعة ملايين شاب. ويقدّر عدد الوفيات في عام 2013 نتيجة الإيدز ب 1.5 مليون وفاة، أما العدد التراكمي لجميع الوفيات بسبب هذا المرض فوصلت الى 39 مليون حالة وفاة. ومع ذلك، فإن عدد الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز انخفضت بنسبة 38% مقارنة بعام 2001، بينما يزداد عدد المصابين بفيروس الإيدز المستفيدين من العلاج المضاد للفيروسات الرجعية. وهناك ما يُقدر بنحو 13.6 مليون شخص أصيبوا بفيروس الإيدز ويتلقون العلاج المضاد للفيروسات الرجعية، وذلك رغم التحديات المتمثلة في زيادة عدد الأطفال المصابين. وقد عرف مرض الإيدز او متلازمة العوز المناعي المكتسب عام 1981م في الولاياتالمتحدة الأميركية حيث اكتشفت حالات المرض بين الشواذ جنسياً، وأخذ هذا المرض طابع الوباء بعد ذلك وأشارت التقارير المتعاقبة إلى المزيد من الإصابات التي أدت إلى حالة من الذهول بين الدوائر الصحية وظهرت حالات أخرى في أوروبا وافريقيا لتعم ارجاء العالم الذي مايزال يسجل حالات جديدة مع اشراقة كل يوم. الإيدز في السعودية: في السعودية التي هي جزء من هذا العالم المتصل سجلت اول حالة لهذا المرض في العام 1984م وكشفت التقارير الأخيرة لوزارة الصحة في تتبع لحالة المرض الحقائق التالية: - بلغ العدد التراكمي لجميع الحالات المكتشفة منذ بداية عام 1984 وحتى نهاية عام 2013م (20539) حالة، منها (5890) سعوديًّا و(14649) غير سعودي. - تم اكتشاف (1777) حالة جديدة مصابة بفيروس الإيدز عام 2013م، منها (542) سعوديًّا و(1235) غير سعودي. ويلاحظ زيادة في الحالات المكتشفة بين السعوديين للعام 2013 م بمعدل 26% عن الحالات المكتشفة للعام 2012 م، وتزيد بمعدل 18% عن العام الذي قبله 2011م. - بلغت نسبة الرجال إلى النساء وسط الحالات المكتشفة والمسجلة من السعوديين خلال عام 2013م 5:1 تقريبًا. - تشكل الفئة العمرية (15-49 سنة) المصابة بالإيدز من السعوديين المكتشفين في عام 2013م 79% (428) حالة من أصل (542) حالة. وبالنسبة لطرق انتقال المرض في حالات السعوديين المكتشفة عام 2013م فقد مثلت العلاقات الجنسية حوالي 94% من طرق العدوى بينهم، يليها تعاطي المخدرات بالحقن وقد شكلت حوالي 3% ثم العدوى من الأم إلى الجنين بنسبة 2%. وترجع خطورة الإيدز إلى ذكائه الشديد في اختيار الهدف. فهو يختار الخلية المحورية في جهاز المناعة والتي تنظم عمل المناعة ضد الفيروسات ليهاجمها. فيبدأ الفيروس في غزو خلايا المناعة ويقوم بتحويل مادته الوراثية إلى نفس شكل المادة الوراثية لخلايا الإنسان ويقوم بإدخالها إلى داخل خلية المناعة، وهنا يستطيع الفيروس السيطرة علي الخلية فعندما تبدأ الخلية في التكاثر تقوم بترجمة الشفرة الخاصة بالفيروس و بالتالي تصنيع أجزاء الفيروس و يتم تجميعها لتكون فيروس جديد يخرج من خلية المناعة ليغزو خلية أخرى. و مع تكرار هذه العملية يتم تدمير خلية المناعة بعد فترة وهو مايؤدي إلى تناقص أعداد هذه الخلايا، وهنا يقضي مرض الإيدز على المناعة داخل الجسم وبذلك يفقده القدرة على المقاومة ويكون الجسم فريسة سهلة تغزوه الفيروسات المختلفة، وغالباً ما يصاب المريض في مراحل الرض المتقدمة بالساركوما أو سرطان الجلد الخبيث. طريق العدوى: 1- الاتصال الجنسي غير المحمي. اذ تنتقل العدوى بالفيروس أساساً عن طريق المني والسوائل المهبلية أثناء المعاشرة، وأغلب حالات انتقال العدوى الجنسية عالمياً تقع بين الرجال والنساء، ولكن في البلدان المتقدمة يظل الشذوذ الجنسي (العلاقة بين المثليين) هو الوسيلة الأساسية في نقل العدوى. 2- عن طريق نقل الدم من المصابين. 3- المشاركة في الأدوات الملوثة للشخص المصاب مثل الإبر والحقن، أدوات الحلاقة، فرشاة الأسنان، الأدوات المستخدمة في عيادات الأسنان وغير المعقمة، إبر الوشم و الحجامة الملوثة. 4- من خلال عمليات نقل الأعضاء مثل الكلية، الكبد، القلب من الشخص المصاب. 5- من الأم الحامل لطفلها من خلال الولادة او الرضاعة. وهنا احب الاشارة الى انه لم يثبت علميا نقل العدوى والإصابة بفيروس الإيدز من خلال العلاقات اليومية في المدارس، العمل، الزيارات، المصافحة والعناق، استخدام دورات المياه او المسابح العامة، الاشتراك مع المصاب في الأكل والشرب أو من خلال كحة المصاب أو الرذاذ المتطاير منه، كذلك لا ينتقل فيروس الإيدز من الحشرات أو الحيوانات الأليفة إلى الإنسان. أعراض مرض الإيدز: إن المصاب بفيروس الإيدز هو في الظاهر إنسان طبيعي جداً لا يشكو من أي أعراض مرضية ويمكن أن يظل على هذا الحال لسنوات عديدة جداً قد تمتد إلى 7-10 سنوات ثم تبدأ الأعراض المرضية في الظهور، وهي اعراض مختلفة وأحياناً غير محددة مثل: - ارتفاع درجة حرارة المريض إلى 38 درجة مئوية أو أكثر وقد تكون الحمى مزمنة ولا تستجيب للعلاج. - طفح جلدي يظهر على شكل قرمزي اللون باهت أو قد يكون كبقع جلدية أو تدرنات ذات احجام مختلفة ويختلف لونها من الأرجواني إلى الأحمر البني. وقد يظهر الطفح الجلدي على شكل كدمات بالجلد أو تجمع دموي تحت الجلد أو ما يشبه لدغة الحشرات. هذه التغيرات التي تحدث بالجسم قد لا تسترعي انتباه الطبيب إلى مرض الإيدز وبهذا قد لا يشخص المرض من البداية. ومن الملاحظات السائدة ان أكثر من 50% من المرضى يصابون بنزلات رئوية، وأكثر من 40% يصابون بأعراض سرطان الجلد (الساركوما). ومع تقدم المرض يكون هنالك نقص في وزن المصاب، اسهال مزمن، تضخم عام في الغدد المفاوية المصاب وتدهور عام في حالته الصحية. - ويظهر كذلك سرطان الفم خاصة بين الشواذ جنسياً ومن المصابين بمرض الهربس النوع الأول (HSV1) وكذلك سرطان الشرج والجهاز التناسلي بين مرضى الإيدز المصابون بمرض الهربس من النوع الثاني (HSV2). ويجب الاشتباه بمرض الإيدز في الحالات الآتية: - بين الشواذ جنسيا. - فقدان الوزن غير المحدد سببه. - ارتفاع درجة الحرارة لمدة طويلة دون معرفة المسبب. - حالات سرطان الساركوما في سن أقل من 60 عاماً. - الإصابات المتكررة بفيروس الهربس وغيره من الامراض الانتهازية والتي عادة ماتعود في اوقات ضعف مناعة الجسم. * كيف يمكن تشخيص العدوى بالفيروس؟ - يتم التشخيص أساساً عن طريق اختبار الدم للكشف عن وجود الأجسام أضداد الفيروس، وهي بروتينات خاصة لمحاربة الفيروس، يستغرق عادة ظهور هذه الأضداد ووصولها إلى مستوى يمكن الكشف عنه حوالي شهر إلى ثلاثة شهور وقد تستغرق ستة شهور. وهناك نوعان اساسيان من اختبارات الأضداد تستعمل لتشخيص العدوى بفيروس نقص المناعة البشري وهما: ELISA واختبار Western Blot. طرق الوقاية من مرض الإيدز: 1- التحصين الشرعي للأفراد البالغين والمبادرة بالزواج للمقتدر اذ حرمت جميع الأديان السماوية الزنى والعلاقات الجنسية خارج نطاقها المشروع اوالعلاقات الشاذة خاصة اللواط. 2- عدم استعمال المخدرات بانواعها مثل الماريجونا والكوكايين وغيرها. 3- عدم الملامسة المباشرة للجلد المجروح اوالغشاء المخاطي للمصابين. 4- عدم مشاركة الآخرين في الأدوات الخاصة مثل أدوات الحلاقة والحجامة وفرشاة الأسنان وغيرها. 5- الفحص الدقيق للمتبرعين بالدم والتأكد من خلوهم من الفيروس المسبب لمرض الإيدز (HIV). 6- التشديد على الفحص الطبي قبل الزواج كما هو متبع حاليا في المملكة والذي ادى الى اكتشاف حالات كثيرة لمصابين غير معروفين وساعد في الحد من انتقاله لضحايا ابرياء. والخلاصة ان الله لم يحرم شيئا الا لضرره وان كانت النفوس تميل للهوى، كما أن القرآن الكريم يحث المجتمع بكل فئاته وأفراده على تزويج من لم يتزوج من الرجال والنساء، وجاء ذلك في قوله تعالى"وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغْنِهِمُ الله من فضله والله واسع عليم ^ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهمُ الله من فضله". وواضح من هذه الآيات الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يأمر بالعفة والطهارة والبعد عن العلاقات العاطفية والجسدية خارج إطار الزواج، فالعفة من أهم مقاصد الزواج لأنها تقي الإنسان من الشر والآثام والوقوع في شراك الخطيئة، والفساد السلوكي المترتب على الإباحية، ولهذا نصَّ القرآن الكريم نصّاً واضحاً على حصر النشاط الجنسي في الزواج وما كان خارجا عن ذلك فهو محرمً، يقول سبحانه وتعالى "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون". يهاجم الفيروس الخلايا المناعية في جسم المصاب