حذرت الصين جزيرة تايوان من ان الوحدة السلمية بينهما ستصبح مستحيلة اذا غيّرت الجزيرة دستورها ليعكس سياسة الند للند في العلاقات الثنائية. وجاء ذلك في وقت رأى محللون ان بكين تتطلع الى ممارسة واشنطن ضغوطاً على تايوان لتهدئة الازمة. بكين - رويترز، ا ف ب - نشرت صحيفة "الشعب" الصينية الرسمية امس الاربعاء ان اي تعديل دستوري في تايوان يعكس سياسة الند للند التي تحاول تايبه اتباعها مع بكين، سيعتبر "خطوة انفصالية خطيرة واستفزازاً سافراً من شانه ان يجعل اعادة التوحيد بين الجانبين سلماً، امراً مستحيلاً" واضافت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي في تعليق في صفحتها الاولى : "يعرف كل من لديه أدنى فكرة عن الامة الصينية ان اعادة توحيد الوطن اسمى من اي شيء اخر"، وعكس ذلك تهديد الصين بغزو تايوان اذا اعلنت الجزيرة استقلالها. وتحدثت الصحيفة مجددا عن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الاميركي بيل كلينتون ونظيره الصيني جيانغ زيمين الذي شددا فيه على ضرورة تحقيق اعادة توحيد سلمية. وواصلت في الوقت ذاته حملتها العنيفة على الرئيس التايواني لي تينغ هوي. وقالت ان "الشيوعيين الصينيين اعتبروا دائما اعادة توحيد وطنهم الام هدفاً تاريخياً يعبر عن ارادة الشعب الصيني". واضافت ان "لي تينغ هوي وسلطات تايوان اثارا غضب كل الشعب الصيني من خلال التعرض لمبدأ الصين الواحدة". بكين-واشنطن وفي غضون ذلك، قال محللون ان بكين تتطلع الى ان تمارس واشنطن ضغوطاً على الرئيس التايواني لي تينغ هوي كي يعود عن مطالبته بعلاقة "دولة بدولة" بين الصينوتايوان. وقال جيا كينغيو الخبير السياسي في معهد العلاقات الدولية في جامعة بكين ان "المشكلة الاخيرة مع تايوان تشكل تحدياً وفرصة لكل من الصينوالولاياتالمتحدة". واوضح ان التحدي يكمن في ممارسة ضغط على الرئيس التايواني لحمله على التراجع عن تصريحاته الاخيرة والعودة الى موقف تايوان السابق الداعي الى "صين واحدة" بغض النظر عن اعتراف بكين بالجزيرة. واعتبر ان ذلك يمكن ان يوفر فرصة للولايات المتحدة وللصين لتجاوز التدهور الذي شهدته العلاقات بينهما بعد قصف حلف شمال الاطلسي سفارة الصين في بلغراد في السابع من ايار مايو الماضي. وقال جيا ان الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الاميركي بيل كلينتون الاحد بنظيره الصيني جيانغ زيمين هو اشارة قوية على ان كلا الجانبين مقتنع بان مصلحتهما المشتركة تكمن في اعادة توحيد تايوان مع الصين بطريقة سلمية وعبر الحوار. واضاف ان الصين ستتطلع الى مزيد من اشارات التعاون من الولاياتالمتحدة خلال المحادثات التي سيجريها في بكين مساعد وزيرة الخارجية ستانلي روث غداً الجمعة وخلال اللقاء المقرر الاسبوع المقبل بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ونظيرها الصيني تانغ جياشوان في سنغافورة. وقال ديبلوماسيون غربيون في بكين انهم لا يتوقعون ان تقوم الصين الان باطلاق تهديدات باللجوء الى القوة بل انها ستحاول اولاً استخدام وسائل اقناع سياسية واقتصادية. ورأى احدهم ان "الصين بدأت اولاً في ادانة لي تينغ هوي وتحاول اقناع المجتمع الدولي وسكان تايوان برفض التخلي عن مبدأ الصين الواحدة". ورأى ديبلوماسي آخر ان ادارة الرئيس كلينتون لا يمكنها ان تذهب بعيداً جداً في محاولاتها لتهدئة بكين اذ انها تخشى اثارة غضب القوى السياسية المؤيدة لتايوان في الولاياتالمتحدة. الا انه اعتبر ان رفض مجلس الشيوخ الاميركي الثلثاء اقرار مذكرة تدعو الى فتح نقاش حول قرار كلينتون في حزيران يونيو الماضي تمديد منح الصين امتيازات تجارية كدولة "اولى بالرعاية"، "دليل جيد" على ان اللوبي المؤيد لتايوان بدأ يتراجع عن خطابه المعادي للصين الذي اشتدت حدته في الولاياتالمتحدة خلال الاشهر الماضية.