وسط أجواء تعتيم اعلامي واصرار أميركي على تحقيق تقدم، استؤنفت أمس المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بالقرب من واشنطن حيث من المتوقع ان تستمر حتى آخر الاسبوع. وجرت المفاوضات في قاعدة اندروز الجوية في ضواحي ولاية ميريلاند وفي قاعدة لبولينغ الجوية في واشنطن في المكان نفسه الذي عقدت فيه المفاوضات حين جرت في واشنطن آخر مرة قبل أن تنتقل الى إيلات واستوكهولم. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت عشية استئناف المفاوضات ان الرئيس بيل كلينتون لن يشارك في المفاوضات في هذه المرحلة وأن منسق عملية السلام دنيس روس سيتزعم الجهود الأميركية لمساعدة المتفاوضين. وقال لوكهارت ان كلينتون كان قد نقل الى الطرفين ضرورة العمل من أجل تقريب الخلافات "لأن الوقت قصير" ولأن عملية السلام تمر في لحظة حاسمة ويجب عدم تضييع "الفرصة الحقيقية" المتوافرة الآن لتحقيق سلام. ويحاول الطرفان التوصل الى اتفاق اطار حول قضايا التسوية النهائية التي حدد الطرفان يوم 13 أيلول سبتمبر موعداً أقصى للتوصل الى اتفاق نهائي حولها. وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية ان المفاوضين الاسرائيليين طلبوا من الوفد الفلسطيني تأجيل تنفيذ المرحلة الثالثة من الانسحابات الاسرائيلية المقرر تنفيذها في 23 حزيران يونيو. وعلى رغم التصريحات الأميركية حول صعوبة الأمور العالقة، فإن المسؤولين الأميركيين ما زالوا متفائلين بإمكانية التوصل الى اتفاق مع حلول الموعد الذي حدده الطرفان في أيلول المقبل. ومن المتوقع أن يقرر كلينتون ما إذا كان سيدعو الى اجتماع قمة ثلاثي في واشنطن يجمعه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بعد لقائه مع عرفات غداً الخميس، على غرار قمة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل. وأكدت مصادر عربية أن انسحاب حزب شاس من الائتلاف الحكومي الذي يرأسه باراك وامكانية انهيار الحكومة الحالية خيّما على اجواء المفاوضات. وحتى الآن لم يتم التوصل الى أي اتفاق حول أي من مواضيع المرحلة النهائية وهي القدس والمياه والمستوطنات وحق العودة للاجئين الفلسطينيين والحدود وقيام الدولة الفلسطينية. ويشارك مساعد منسق عملية السلام في الشرق الأوسط آرون ميلر في المفاوضات الجارية ومن المتوقع أن ينضم الى المفاوضات المنسق الأميركي دنيس روس بعد عودته من دمشق. الى ذلك، ا ف ب، اعلن مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبدالرحمن اول من امس ان القمة الفلسطينية -الاميركية ستكرس للعمل على التوصل الى اتفاق فلسطيني - اسرائيلي نهائي في موعده المقرر. وقال عبدالرحمن ان لقاء الرئيسين عرفات وكلينتون المقرر الخميس سيخصص "للتشاور حول وسائل واساليب دفع عملية السلام". واضاف ان القمة التي تتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية في واشنطن "تهدف الى انجاح المفاوضات في الاطار المتفق عليه في حلول 13 ايلول سبتمبر والبحث في الخطوات المستقبلية لتحقيق نتائج ايجابية".