صدر العدد الثاني عشر من مجلة "المنار الجديد" الفصلية متضمناً مراجعات عدة حول خبرة الحركة الإسلامية المعاصرة. وفي دراسة لكمال السعيد حبيب قسم فيها تجربة العمل الإسلامي في مصر الى ثلاث مراحل: النشأة والتبلور في السبعينات، التحول نحو المواجهة في الثمانينات، ومرحلة المواجهات العنيفة في التسعينات. ورأى حبيب أن تجري الحركة مراجعة لما سماه "المقولات السائدة لديها"، ووضع تصوراً مستقبلياً للدور الذي من المفترض أن تقوم به في الواقع السياسي والاجتماعي والقواعد التي ينبغي أن تتأسس عليها جهود المستقبل. وتضمن مقال عمرو عبدالكريم سعداوي تقويماً ايجابياً لدور زعيم حركة "حماس" الجزائرية الشيخ محفوظ النحناح، الذي رأى أن ما ينسب الى النحناح من مواقف مؤيدة للانقلاب على الديموقراطية هو أمر لم يثبت بالقطع، كما دعا الى التفريق بين الرجل وما ينسب اليه من أخطاء، وبين الحركة التي ينتمي إليها ومنهجها. وفي المقابل هاجم خالد حسن ما سماه "المراهنة والالتفاف على الحقائق" في ما يتعلق بتجربة النحناح و"الإخوان المسلمين" في الجزائر، واعتبر أن ما ارتكب من أخطاء هو من النوع الذي لا يعقل أصلاً الدفاع عنه. ومن جانبه أعرب عبدالعزيز كامل عن قلقه إزاء ما يطرح الآن في الساحة الإسلامية تحت شعار "المراجعة". وحذر من تحول ذلك إلى نوع من التراجع عن ثوابت دينية قامت عليها الحركة الإسلامية بفعل الإحباط والحصار الذي تعيشه. ورأى في الوقت نفسه أن هناك ثمة حاجة إلى نوع من التجديد في العمل الإسلامي. وقدم طارق عبدالحليم وجهة نظر تحليلية تشرح أسباب الفراغ التجديدي في الحركة الإسلامية على مدار 35 عاماً، معتبراً أن جهود سيد قطب هي آخر الجهود الفكرية الإسلامية التي يمكن إدراجها تحت مسمى التجديد في المنهج والفكر. وفي محور آخر انتقد هاني لبيب ما اعتبره محاولة لاستبعاد التاريخ القبطي من الذاكرة الوطنية المصرية، مؤكداً أن هذا الاستبعاد لا يخدم قضية الوحدة والسلام الوطني. ومن جانبه، ذهب أحمد عبدالله الى أنه لا يوجد أي معلم مهم عن أحداث قبطية في القرون الثلاثة التي تفصل بين دخول المسيحيين الى مصر ثم دخول الإسلام. وعرض لأسماء الطوائف المسيحية في مصر بتعداد اتباعها وأماكن تجمعاتها ودور عبادتها. وحملت الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير جمال سلطان، عنوان "الخلاف حق والحوار ضرورة"، انتقد فيها ما اعتبره غياباً لممارسات النقد الذاتي بين الإسلاميين. وانتقد سلطان "محدودية أفق" بعض الفصائل الإسلامية وضعف تقديرها لمسألة التعددية وحق الخلاف، راصداً بعض المظاهر التي عانتها مجلة "المنار الجديد" جراء مواقف بعض الجماعات منها، داعياً الى تأسيس وعي جديد لدى الحركة الإسلامية يؤمن بقيمة الحوار وضرورات النقد الذاتي.