قرر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر في مصر الثلاثاء سحب نسخ عدد "مجلة الأزهر" والملحق الخاص بها الذي يحمل عنوان "تقرير علمي" للباحث الإسلامي، محمد عمارة، عضو المجمع، وذلك بعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حوله بدعوى "إهانة المعتقدات المسيحية" وما نتج عن ذلك من تقديم دعاوى بحقه. وأعاد الأزهر قراره إلى "ما فهمه بعض الإخوة الأقباط بأن ما جاء بملحق المجلة هو إساءة إلى مشاعرهم،" بينما أكد الأمين العام لمجمع البحوث، الشيخ علي عبدالباقي: "الاحترام الكامل والشديد للعقيدة المسيحية وللمسيحيين داخل مصر وخارجها." وأضاف عبدالباقي أن المجمع: "لم يقصد في أي لحظة أن يسيء إلى أحد من أبناء مصر العزيزة باعتبار المسلمين والمسيحيين في مصر نسيجا واحدا،" وفق بيان نقله موقع "أخبار مصر" الرسمي. ويعود سبب الإشكال الذي دفع الأزهر إلى هذا القرار تطرق عمارة في الملحق إلى الديانة المسيحية بأسلوب اعترضت عليه الكنيسة وجهات قبطية داخل مصر وخارجها، بدعوى أن فيه انتقادات لاذعة للديانة المسيحية وربط بينها وبين عبادات وثنية، إلى جانب الحديث عن تحريف الإنجيل. وكان عمارة قد قال إنه أصدر كتاب "تقرير علمي" بناء على تكليف من مجمع البحوث الإسلامية للرد على كتاب "مستعدون للمجابهة" الذي وصف بأنه "يتطاول على الإسلام." وأضاف عمارة أن كتاب "مستعدون للمجابهة" خضع للضبط والتحقيق من قبل أجهزة الأمن المصرية التي قامت لاحقاً تحويله إلى مجمع البحوث الإسلامية طالبة الإفادة عن "رأي الإسلام" في الكتاب. وتابع: "وبحكم عضويتي بالمجمع طُلب مني فحص الكتاب وتقديم تقرير علمي عن رأي الإسلام في محتواه، فكتبت التقرير الذي يكتبه مسلم يدافع عن دينه إزاء منشور تنصيري يكذب القرآن ويزدري رسوله." ولكن الكتاب أثار حفيظة الكنسية المصرية وأقباط المهجر، ودفع ذلك رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، إلى قديم بلاغ للنيابة العامة ضد عمارة، بتهمة "ازدراء الأديان وإثارة الفتن الطائفية." ورأى البلاغ أن الكتاب شمل مجموعة من التعابير المهينة، وبينها الحديث عن "تحريف الإنجيل" ووصف المسيحية ب"الشرك." يذكر أن الكثير من الجمعيات القبطية حارج مصر كانت قد أصدرت بيانات استنكار للكتاب وما فيه، وفي مقدمتها الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية، التي وصفت الأزهر ب"الكفر" واتهمت وعمارة بأنه "شيوعي" معتبرة نشر كتاب "تقرير علمي" بمثابة إرهاب حول الإنجيل."