طهران - أ ف ب - بدأت أمس في طهران محاكمة سرية لمحاميين اصلاحيين متهمين في قضية "فبركة" شرائط فيديو تتضمن تصريحات لاحدى الشخصيات الأصولية عن دور مسؤولين في النظام بتنفيذ اعمال عنف. واتهم التيار الاصلاحي القريب من الرئيس محمد خاتمي أمس الجهاز القضائي ب"الانحياز" بعد اصداره حكماً بتبرئة عناصر الشرطة الذين هاجموا المدينة الجامعية في طهران في تموز يوليو 1999. في حين أعلن عن توقيف 17 شخصاً في تبريز شمال غربي ايران خلال تجمع للطلاب الاسبوع الماضي بمناسبة ذكرى الحي الجامعي. ومثل محسن رحمي وشيرين عبادي امام المحكمة في قصر العدل في طهران الى جانب ستة اشخاص آخرين بتهمة تورطهم المزعوم في فبركة اشرطة فيديو تتضمن تصريحات للناشط المحافظ فرهد ابراهيمي عن دور الاصوليين وقادة النظام في ارتكاب اعمال عنف. يذكر ان رحمي هو محامي وزير الداخلية السابق عبدالله نوري القريب من الرئيس محمد خاتمي والمعتقل بتهمة "بث دعاية مناهضة للاسلام"، في حين ان عبادي، التي تناضل من اجل حقوق النساء في ايران، هي محامية عائلة دريوش وبروانة فروهار المعارضين العلمانيين اللذين قتلا في تشرين الثاني نوفمبر 1998 في عملية اغتيال تورط فيها مسؤولون في وزارة الاستخبارات فضلا عن عمليات قتل متسلسلة استهدفت مثقفين. واعلن فرهد ابراهيمي، وهو ناشط في حركة انصار-حزب الله الاصولية التي تنظم تظاهرات مناهضة للاصلاحيين والموقوف حاليا، خلال جلسات استماع نشرت الصحف مقتطفات منها انه فبرك "شريط فيديو مزوراً بطلب من رحمي وعبادي" بحسب بيان صادر عن القضاء الايراني "لاثارة الاضطراب" في صفوف قادة النظام. وقال، بحسب المصدر نفسه ان "95 في المئة من التصريحات التي تم الادلاء بها مغلوطة وكانت استجابة لطلب من رحمي وعبادي". ويحاكم ابراهيمي بتهمة "نشر معلومات كاذبة ضد المسؤولين" الايرانيين و"التحريض على الشغب". وافاد البيان ان رحمي وعبادي تبادلا الاتهامات بشأن المسؤولية عن فبركة هذا "الشريط المزور" خلال استجوابهما في 21 حزيران يونيو وقبل توقيفهما في 28 الشهر نفسه. واعلن البيان ان "عبادي قالت انها تأسف بشدة لما قامت به، وان اعداد هذا الشريط جاء بمبادرة من رحمي وفي مكتب هذا الاخير". واضاف ان ايلاهي شريفيبور احدى الناشطات الايرانيات في منظمة "هيومان رايتس ووتش" الاميركية المدافعة عن حقوق الانسان شاركت ايضا في اعداد الشريط وفبركته وبثه. والى جانب ابراهيمي ورحمي وعبادي، يحاكم في القضية نفسها خمسة اشخاص. إلى ذلك، اعلن حجة الاسلام نجف اغازاده رئيس المحكمة الثورية في تبريز ان "نحو خمسين شخصا حاولوا التظاهر الاسبوع الماضي بين الجامعة ومركز تبريز فأوقف 17 شخصا"، بمناسبة ذكرى أحداث الحي الجامعي في طهران في تموز يوليو 1999، علماً ان حصيلة سابقة اشارت الى توقيف ستة اشخاص فقط. واضاف اغازاده ان الموقوفين اعلنوا ان تحركهم جاء "تحت تأثير من اذاعة الحرية راديو فري وعدد من وسائل الاعلام بهدف اثارة الاضطرابات". من جهة أخرى، اتهم التيار الاصلاحي الجهاز القضائي ب"الانحياز" بعد اصداره حكماً بتبرئة عناصر الشرطة الذين هاجموا المدينة الجامعية في طهران في تموز 1999. وأخذت "جبهة المشاركة" التي تعتبر من أهم الاحزاب الاصلاحية، على القضاء "دخوله في نزاعات سياسية" بين الاصلاحيين والمحافظين. واتهمت "الجبهة" في رسالة مفتوحة وجهتها الى رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي - شهرودي المسؤولين على القضاء بأنهم "في خدمة أياد مخفية". وأضافت الرسالة التي نشرتها الصحف أمس ان القضاء الايراني يخضع "لأوساط من سلطة غريبة" وليست مستقلة. ودعت الجبهة برئاسة محمد رضا خاتمي نائب طهران وشقيق الرئيس الايراني، القضاء الى تحمل مسؤولياته "قبل فوات الاوان". وقد احتج العديد من النواب والمسؤولين الاصلاحيين منذ الاربعاء على الحكم الذي صدر بتبرئة رئيس شرطة طهران السابق فرهد نزاري و17 شرطياً آخر. واعتبروا ان نزاري أقر بوضوح ان عناصره اقتحموا حرم المدينة الجامعية، مخالفين تعليمات وزارة الداخلية.