قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بعد لقاء الرئيس نيكولا ساركوزي برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بحضوره، إن نتانياهو أخذ علماً بعرض ساركوزي ورغبته في خلق ديناميكية جديدة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال جوبيه إن ساركوزي يرى انه في ظل ما يحصل في الدول العربية من ثورات في إطار الربيع العربي، من غير المقبول أن يبقى الوضع القائم على ما هو عليه بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف: «قلنا لإسرائيل إن كل شيء حولها تغير: مصر، والعلاقات بين تركيا وإسرائيل توترت، فالطريقة الوحيدة لضمان أمنها هي أن تعقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين». وأوضح: «نتفهم نهج الفلسطينيين في الذهاب إلى الأممالمتحدة لأنهم فقدوا الصبر، لكنه نهج سيؤدي إلى الفشل». وتابع أن ساركوزي رأى أن من الضروري تغيير طريقة المفاوضات لأنها منذ سنوات وهي تفشل، واقترح مشاركة أكبر لتشمل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وعدداً من الدول العربية. وأضاف أن «فكرة ساركوزي الثانية هي عودة المفاوضات خلال شهر على أساس المعايير المحددة، ثم التوصل خلال ستة اشهر إلى اتفاق، وسنة إلى اتفاق نهائي، مع اقتراح فرنسي باستقبال مؤتمر للمانحين للسلطة الفلسطينية الخريف المقبل». وقال انه في إطار هذا النهج، عرض ساركوزي أن تعمل فرنسا لرفع الوضع الفلسطيني في الأممالمتحدة إلى دولة مراقبة في مرحلة أولى على طريق إنشاء الدولة، مضيفاً أن نتانياهو وساركوزي سيبقيان على الاتصال في الموضوع. وعما إذا كانت فرنسا ستمتنع عن التصويت لتأييد عضوية كاملة للفلسطينيين في مجلس الأمن، قال: «في الوقت الحاضر، هذه المسألة غير مطروحة، وجهودنا تهدف إلى عدم طرحها الآن». وأضاف أن عندما يسلم الرئيس محمود عباس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب عضوية الدولة اليوم، فإن النظر في هذا الموضوع سيأخذ أسابيع. وأوضح: ستمضي أسابيع عدة على الأرجح (قبل التصويت)، وسيكون من الممكن اغتنام هذه الأسابيع لتطوير الاقتراح الذي قدمناه». وأضاف: «ثمة وقت إذاً أمامنا. هذا الوقت تحديداً سننتهزه للعمل على الاقتراح الفرنسي». واعتبر انه «ينبغي توفير الظروف لاستئناف المفاوضات» دون شروط مسبقة مثل تجميد الاستيطان. وسألت «الحياة» المسؤول الفلسطيني الدكتور نبيل شعث عن رأي الفلسطينيين بالعرض الفرنسي، فقال: «ساركوزي وضعنا قبل إلقاء خطابه في صورة تفاصيله، وفيه جوانب إيجابية وهي استعداد فرنسا للتصويت في الجمعية العامة على عضوية الدولة، لكن عندما نأتي إلى تفاصيل الطرح الفرنسي فيجب درسها». وعما إذا كان هناك حق للعودة إلى الجمعية العامة بعد الطلب إلى مجلس الأمن، قال شعث: «من حقنا العودة إلى الجمعية العامة لأنه قرار مختلف عن مجلس الأمن الذي يدرس عضوية كاملة بينما الجمعية العامة تعطينا عضوية ناقصة، لذلك نريد إعطاء قدر من الوقت لكي لا يقال إننا لم نكن جادين في الذهاب إلى مجلس الأمن. وإن صوتت الولاياتالمتحدة ضد الدولة، سنعود مرات ومرات حتى نأخذها. لكن إلى أن يحدث ذلك سنقبل بالعضوية الناقصة، ونستمر في المطالبة بالكاملة، والرئيس عباس لا يريد الذهاب فوراً إلى الجمعية العامة لأن ذلك يوحي بعدم جدية، وهو جاد في الحصول على عضوية كاملة، لذلك سيعطيها بعض الوقت. لكن إذا استخدم الوقت لوضع القضية على الرف، لن نسكت». وعما إذا قال له الجانب الفرنسي انه سيمتنع عن التصويت في مجلس الأمن، قال: «لا ولا البريطانيين، لكن الاستراتيجية الأوروبية هي في دعمنا في الجمعية العامة وليس في مجلس الأمن». وعن لقاء ساركوزي - نتانياهو، وصفت أوساط الرئاسة الفرنسية أن الحديث كان طويلاً جداً و«فيه الكثير من الحيوية والصراحة، ولم يظهر نتانياهو سلبية لأنه أراد فهم تفاصيل الطرح الفرنسي وطرح أسئلة عديدة عنها، ثم تم الاتفاق على الاستمرار بالحوار حولها». وقالت بعد لقاء ساركوزي بنظيره الأميركي باراك اوباما إن الإدارة الأميركية لا ترغب في أي توجه إلى الأممالمتحدة، سواء مجلس الأمن أو الجمعية العامة، في حين أن فرنسا تعتبر انه إذا كان هناك «فيتو» في مجلس الأمن وفشلت اللجنة «الرباعية» في إصدار بيان، ينبغي إيجاد حل للتقدم، وهو مكانة مراقبة للدولة في تصويت في الجمعية العامة، مع إطلاق المفاوضات ومؤتمر مانحين في باريس. وقالت الأوساط إن أولوية اوباما كما عرضها على ساركوزي هي إصدار بيان ل «الرباعية» وهو يعمل عليه مع ممثل اللجنة توني بلير، رغم انه يدرك انه في حال لم تكن هناك موافقة على نص «الرباعية» من الطرفين، ورغم انه يعارض نهج التوجه إلى الأممالمتحدة، فإنه يرى انه قد يكون مفيداً أن يقوم الأوروبيون بلعب دور عبر التحرك في الجمعية العامة للتصويت على الدولة الفلسطينية بصفة مراقب.