باريس، بروكسيل - «الحياة»، ا ف ب - علمت «الحياة» ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، عرضت على الرئيس محمود عباس بأن تكون دولة فلسطين بصفة مراقب في الاممالمتحدة على غرار الفاتيكان، في وقت قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه امس، إن فرنسا تخشى مواجهة ديبلوماسية «عقيمة وخطرة» خلال الشهر الجاري لدى انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة اذا طلب الفلسطينيون الاعتراف بدولتهم. وقال جوبيه خلال اجتماع السفراء الفرنسيين، إن «فرنسا ترغب في ان يكون هذا الاستحقاق مناسبة لفتح طريق التفاوض بدلاً من المجازفة بخوض مواجهة ديبلوماسية عقيمة وخطرة». وكان الرئيس نيكولا ساركوزي أعلن الاربعاء أنه يأمل في ان تتحدث دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون ب «صوت واحد» في شأن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مضيفاً خلال اللقاء السنوي لسفراء فرنسا: «علينا ان نتحمل مسؤولياتنا معاً. فرنسا ستتخذ مبادرات، نحن نريد وحدة أوروبا». وأفادت وكالة «معا» الفلسطينية المحلية للأنباء، ان ساركوزي اقترح على الرئيس عباس دولة فلسطين على شاكلة الفاتيكان بصفة مراقب في الاممالمتحدة، وهو اقتراح رفضه الفلسطينيون، فيما وصفه مراقبون بالخطوة التكتيكية للحفاظ على وحدة موقف الاتحاد الاوروبي وليس لحل الإشكال، إضافة الى عدم تعريض اميركا لفرض «فيتو» ضد الفلسطينيين. وكشف ساركوزي الاقتراح للمرة الاولى اول من امس، لدى لقائه سفراء فرنسا في العالم، وقال ان الاقتراح جرت بلورته بالتنسيق مع الجامعة العربية، مع إشارته إلى أن عدداً من القيادات الفلسطينية رحّب به. ويتضمن الاقتراح السماح لدولة فلسطين بالعضوية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ما سيتيح لها مقاضاة اسرائيل على اي جرائم حرب او اغتيالات، لكن المانيا رفضت هذا البند. كما تتضمن الورقة الفرنسية ان تعترف اسرائيل نظرياً بحدود دولة فلسطين على خط عام 1967، مع إدراج كلمة تبادل اراضي والاعتراف بأن اسرائيل دولة لليهود. وكان متوقعاً ان تعرض فرنسا بعض اقتراحاتها رسمياً امام اجتماع الاتحاد الاوروبي امس في بولندا، على أمل عدم انقسام 27 دولة اوروبية خلال التصويت في الاممالمتحدة، مع أن ايطاليا وألمانيا أعلنتا رسمياً رفضهما اعتراف الاممالمتحدة بدولة فلسطين، وطالبتا القيادة الفلسطينية بالعودة الى المفاوضات، في حين لم تعلن بريطانيا وفرنسا رسمياً موقفاً من الامر. ورفضت السلطة الفلسطينية الاقتراح الفرنسي، وقال وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي لوكالة «معا»: «هذا الطرح غير مقبول لدينا... ولو أردنا ان نحصل على صفة مراقب نستطيع ان نحصل عليها في اي وقت ومتى شئنا، لكننا ذاهبون الى مجلس الامن للحصول على عضوية كاملة، وهناك غالبية تؤيدنا»، كما نفى إمكان إلغاء التوجه الى مجلس الامن والاكتفاء بالذهاب الى الجمعية العامة للامم المتحدة، وقال: «نتحرك بناء على هذا الخيار رغم التهديد الاميركي». لكنه استدرك قائلاً «هناك 20 يوماً قبل ان يسلم الرئيس طلب العضوية للأمين العام للامم المتحدة، لكننا سنرى ماذا سيحدث من تطورات تسمح لنا بالنظر في خياراتنا، خصوصاً ان هناك اجتماعاً لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم (الجمعة) في بولندا وماذا سيطرحون من صيغ جدية»، مضيفاً ان هناك اجتماعاً لمجلس الجامعة العربية في 13 الشهر الجاري، وقال: «ستستلم فلسطين رئاسة الدورة لمدة 6 أشهر برئاستي». من جانبه، ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو آشتون رفضه الاقتراح الفرنسي، خشية انقلاب الأمر ضد الاحتلال الاسرائيلي. ومن المقرر ان يلتقي الاسبوع المقبل اللجنة الرباعية، في محاولة منه لدرء خط ايلول. وفي هذا الاطار، قال مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل لن تتنازل عن شيء للفلسطينيين، وعليهم ألاّ يذهبوا الى الاممالمتحدة، لأن هذا يُعَدّ خطأً إستراتيجياً، وهم سيصعدون على شجرة عالية ولن ينتهي الصراع.