خسافيورت الشيشان - أ ب - أعلن شامل باسايف، أحد أخطر زعماء المقاتلين الشيشانيين، في مقابلة أجرتها معه "خدمة الانباء الاذربيجانية" بالفيديو الاسبوع الماضي واطلعت عليها امس وكالة "اسوشييتد برس"، ان المقاومة ضد الحكم الروسي في الشيشان تتصاعد. وقال باسايف، الذي فقد إحدى قدميه من جراء انفجار لغم في 31 كانون الثاني يناير الماضي، "يمكن اليوم ان نعتبر الوضع ايجابياً بالنسبة إلينا، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار تنامي المقاومة ضد المحتلين الروس وانتفاضة التحرر الوطني الشاملة". وبدا ان باسايف، الذي كان يعتمر بيريه سوداء ويرتدي سترة عسكرية، قد تعافى من الجرح الذي اُصيب به اثناء انسحابه وقواته من العاصمة الشيشانية غروزني. وكان جالساً أمام علم يحمل كتابة باللغة العربية في غرفة معتمة. وكانت القوات الروسية فرضت سيطرتها على معظم أراضي الشيشان بعدما غزت الاقليم قبل عشرة اشهر. وتمكن المقاتلون الشيشانيون من الافلات من قبضة الروس مستخدمين الغابات والجبال لاخفاء تحركاتهم ومعسكراتهم. وقال باسايف إنه يتنقل من مكان إلى آخر للتملص من القوات الروسية، لكنه ينال قسطاً كافياً من النوم على رغم ادعاءات الروس بأنه يغىر موقعه كل ساعتين. واضاف: "اقضي كل وقتي في الغابات. لدينا قواعد في ارجاء الاقليم". وأوضح باسايف انه يحرص على البقاء خارج المدن والبلدات لئلا يعطي الروس ذريعة لقصفها او ضربها بالمدفعية. وقال: "لا اعطيهم مبرراً لتدمير المسالمين". وأشار الى ان متطوعين جدداً ينضمون بشكل متواصل الى صفوف المقاتلين، وانهم ينزلون خسائر بالقوات الروسية. وقال: "كل يوم يُقتل 30 أو 40 من المحتلين، هذا هو المعدل". ويفوق هذا الرقم بكثير الارقام الرسمية لحصيلة القتلى الروس. ويسعى كلا الطرفين الى تضخيم خسائر الطرف الآخر والتقليل من خسائره، ولا تتوفر أرقام دقيقة. وكان باسايف 35 عاماً، أحد القادة البارزين للثوار الشيشانيين في الحرب الاولى التي خاضوها بين 1994 و1996 واجبروا فيها الروس على قبول وقف النار وسحب قواتهم من الاقليم. ولعب دوراً مهماً في إجبار روسيا على التفاوض عندما قاد هجوماً دامياً على بلدة بديونوفسك في اقليم روسي مجاور في حزيران يونيو 1995. واحتجز مقاتلوه لفترة وجيزة اكثر من 1000 شخص رهائن، وتمكنوا في وقت لاحق من الهرب والعودة الى الشيشان. وقتل في العملية اكثر من 100 من المدنيين. وغزت القوات الروسية الشيشان مجدداً في ايلول سبتمبر الماضي بعدما احتل مقاتلون من جماعة باسايف ومتشددون آخرون قرى في اقليم داغستان الروسي المجاور. لكن باسايف اعتبر ان روسيا هي التي فجّرت النزاع الحالي باستغلال الخلافات بين التنظيمات الشيشانية. وعلى رغم ادعاءات الروس بأنهم يحكمون سيطرتهم على الوضع في الاقليم، أكد باسايف ان المقاتلين لا ينوون اطلاقاً التوقف عن المقاومة "لأننا نريد ان نعيش في استقلال عن الامبراطورية الروسية". وقال مسؤولون عسكريون روس، أمس، إن ثلاثة جنود قتلوا في الشيشان خلال 24 ساعة. ولقي اثنان منهم مصرعهما في العاصمة غروزني اول من امس اثر اطلاق النار على حاجز تفتيش، وقتل الثالث في ظروف غير معروفة في بلدة غوديرميس.