صعّدت القوات الروسية هجماتها على مواقع المقاتلين الاسلاميين في داغستان امس، فيما اعلن الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف حال الطوارىء اعتباراً من اليوم ولغاية 16 ايلول سبتمبر، وذلك رداً على "استفزازات" موسكو التي "خلقت تهديداً فعلياً باندلاع حرب جديدة في القوقاز". وقال "أمير الحرب" الشيشاني شامل باسايف، الذي يقود هجوم الاسلاميين في داغستان، انه سيعقد اجتماعاً اليوم للقادة العسكريين الرئيسيين في منطقة بطليخ جنوب غربي داغستان للبحث في "المرحلة الثانية" من العملية العسكرية. واعلن المركز الصحافي التابع للمقاتلين الاسلاميين من مقره في غروزني امس انهم فقدوا 19 عنصراً من قواتهم واصيب حوالي 35 آخرون بجروح. وهي المرة الاولى منذ بدء الهجوم الروسي الجمعة الماضي التي يقر فيها المسلحون بوقوع خسائر بهذا الحجم في صفوفهم. وكانت موسكو اعلنت في وقت سابق ان قواتها الحقت خسائر فادحة ب "المتمردين" في داغستان، مؤكدة مقتل نحو 80 مقاتلاً منذ ليل السبت. وتحادث مراسل وكالة "فرانس برس" في الشيشان صباح امس مع شرواني، شقيق شامل باسايف، الذي يقاتل ايضاً في داغستان. وكانت وزارة الداخلية الروسية في محج قلعة اعلنت في وقت سابق امس ان شرواني كان على رأس مجموعة من الاسلاميين قتلوا في مكمن نصبته قوات داغستانية قرب غاغاتلي في قضاء بطليخ. في غضون ذلك، عززت جمهورية الشيشان دفاعاتها ووضعت كل قوات وزارتي الدفاع والداخلية والوحدات الجمركية حرس الحدود في حال التأهب واستدعيت الى الثكنات. وجاء في المرسوم الصادر عن الرئيس مسخادوف ان "التصريحات غير المسؤولة لكبار المسؤولين الروس، الذين اعلنوا عن استعدادهم لشن هجمات على الاراضي الشيشانية، والاستفزازات المتواصلة على طول الحدود بين روسيا والشيشان" تدل على سعي روسيا الى "افشال الاتفاقات التي تم التوصل اليها بين روسيا وجمهورية الشيشان" في آب اغسطس 1996. كما شمل المرسوم حظر تجول جزئي ومنع أي تجمع غير مرخص له. وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اعلن في تصريح الجمعة الماضي ان روسيا ستضرب قواعد الاسلاميين "اينما وجدت، بما في ذلك الشيشان". وبموجب اتفاقات السلام الموقعة في ايار مايو 1997، اتفقت موسكو وغروزني على استبعاد اللجوء الى القوة في حل الخلافات "نهائياً". وقالت وزارة الداخلية الروسية ان قواتها قصفت مواقع "المتمردين" في مناطق عدة اول من امس، من ضمنها منطقة "في محيط قرية كينخي" التي تقع على مسافة حوالي 5 كيلومترات داخل الاراضي الشيشانية عبر مضايق جبلية وعرة. وصعّد المسؤولون الروس لهجة تهديداتهم بعدما فشلت قواتهم المدعومة بالدبابات والمدفعية وسلاح الجو في تطهير قرى داغستانية عدة من المقاتلين الاسلاميين. وقال الجنرال اناتولي كفاشنين رئيس الاركان المشتركة للقوات المسلحة لوكالة "انترفاكس" للانباء امس انه "يجب إبادة المتشددين" وعدم الاكتفاء باعادتهم الى داخل اراضي الشيشان. واشارت مصادر المقاتلين الاسلاميين الى مقتل نحو 15 جندياً روسياً امسأ ف ب لترتفع حصيلة القتلى الروس الى 145 عنصراً، بالاضافة الى تدمير تسع مروحيات ومقاتلتين منذ اسبوع. من جهتها، اشارت القوات الروسية والداغستانية الى سقوط سبعة من عناصرها واصابة 19 آخرين بجروح منذ 13 آب اغسطس الجاري. وكان المقاتلون الاسلاميون اكدوا سيطرتهم على 14 قرية في منطقة بطليخ وخمس في تسومادا جنوب غربي داغستان، وهما منطقتان احتلوهما منذ اكثر من تسعة ايام. واعترفت القوات الروسية باستمرار المعارك في بطليخ، لكنها اضافت انها "طهّرت" منطقة تسومادا بالكامل تقريباً.